Take a fresh look at your lifestyle.

ردًّا على النائب نبيل نقولا وسائر التيار العوني: كفاكم غرورًا ومغامرة بمصائر الناس

 

 

عرضت قناة mtv في نشرتها الإخبارية أمس مقابلة مع النائب العوني نبيل نقولا علق فيها على الاقتراح الأرثوذكسي لقانون الانتخابات قائلاً: في طرح اللقاء الأرثوذكسي تخفّ قوة الأحزاب وتصبح الطوائف أقوى، مشيرًا إلى أن “الأصولية عندها تصل إلى الحكم، ومن الممكن أن يصل “حزب التحرير” مثلاً إلى البرلمان عبره”. وكان “سيمون أبي رميا” قبله بأيام استنكر في إحدى المقابلات التلفزيونية كلامًا سياسيًا أدلى به رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان، زاعمًا أنه انتهاك للقانون، ومنتقدًا توقيع العلم والخبر الذي قدمه الحزب إلى وزارة الداخلية سنة 2006.

 

مرة أخرى يفصح رموز من التيار العوني عن تعصبهم وعداوتهم للتيار الإسلامي عمومًا ولحزب التحرير خصوصًا، في محاولة رخيصة جديدة، لابتزاز العصبيات الطائفية، ولاستقطاب الناس من خلال إثارة الهواجس المصطنعة، من كل ما هو إسلامي مبدئي سياسي. وينصّبون أنفسهم أوصياء على ما يجوز أن يكون في لبنان وما لا يجوز أن يكون، ومن يحق له أن يعمل في السياسة ومن لا يحق له ذلك! ضاربين بعرض الحائط كل دعاويهم في الديمقراطية ودولة القانون وحرية الرأي والعمل السياسي… والعتب على من أوحى لهم أنهم سادة هذا البلد!

 

مهلاً أيها “الساسة”! ألم تقرأوا التاريخ؟! ألم تروا فيه أن مَن عَمَرَ تاريخَ لبنان والمنطقة طوال مئات السنين بحضارته وثقافته وقوانينه هو الإسلام السياسي؟! أفنسيتم أن الإسلام بانفتاحه على الناس جميعًا وبتسامحه أفسح المجال للجميع -بمن فيهم أجدادكم- أن يستمروا في عيشهم وممارسة شعائرهم في القرون التي وصل فيها إلى ذروة القوة والغلبة؟! ألم تقرأوا قول المستشرق الشهير توماس أرنولد: “لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي”، وما نقله المؤرخون الغربيون قبل المسلمين من أن بطريرك بيت المقدس كتب في القرن التاسع لأخيه بطريرك القسطنطينية يخبره في شأن العلاقة مع المسلمين: “أنهم يمتازون بالعدل ولا يظلموننا البتة وهم لا يستخدمون معنا أي عنف”؟!

 

ثم هل نسيتم أن قانون الأحزاب الذي اعتمدته دولة لبنان منذ عشرات السنين والذي يعطي جميع الناس حق إنشاء الجمعيات والأحزاب بمجرد “علم وخبر” -ويفتخر به أتباعكم من الساسة والحقوقيين قبل غيرهم- هو قانون عثماني أصدرته السلطنة العثمانية سنة 1909، وأفسح المجال أمام آبائكم من قبلكم للانخراط في العمل السياسي مع المسلمين جنبًا إلى جنب؟!

 

ألم تعوا إعلان كنائسكم في مؤتمر السينودس الأخير للنصارى في الشرق الأوسط أن نسبتهم حتى أوائل القرن التاسع عشر، أي حتى أواخر عهد الدولة الإسلامية، كانت عشرين بالمائة، وأنها تدنت في القرن الأخير، أي في عهد العلمانيين، إلى خمسة بالمائة؟! فمن الذي كان أوفى معكم: الإسلام السياسي أم العلمانية والعلمانيون؟! كم مرة يتوجب علينا أن نعطيكم دروسًا في التاريخ أيها “النجباء”؟! وكم مرة علينا أن ننصحكم بأن تكفّوا عن نكران الجميل أيها “الأوفياء”؟!

 

ثم ألا تلتفتون أيها الساسة إلى ما يجري حولكم في المنطقة العربية؟! ألا ترون أن العالم الإسلامي يتوجّه برمّته إلى استئناف الحياة الإسلامية وإحياء الحضارة الإسلامية من جديد؟ فأيّ رصيد هذا تؤسِّسونه مع الناس من حولكم؟! أم تحسبون أن لبنانكم الذي منّ به عليكم عمُّكم غورو سيبقى جزيرة معزولة عن المحيط الإسلامي الكبير؟! (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) ؟!

 

أيها العونيون، يا من أغرقتم أنفسكم وأتباعكم في مستنقع حلف الأقليات الآسن: كفاكم لعبًا بالنار. السياسة ليست عبثًا ولهوًا، ولا يجوز أن تكون وسيلة لتحقيق مآرب شخصية، بل هي رعاية لشؤون الناس، فكفاكم تسويدًا لصحائفكم، وكفاكم زرعًا للحقد مع الناس من حولكم، فإن التاريخ لا يرحم!

 

وأما عن خوفك يا حضرة النائب نقولا من وصول حزب التحرير إلى البرلمان، فكن على ثقة أن مطمح حزب التحرير هو أبعد بكثير من برلمانك الصغير، بل من لبنانِ غورو “الكبير”. إن مطمحنا هو دولةُ خيرٍ على قياس أمة إسلامية عريقة ومستوى حضارة عظيمة، يعيش الناس فيها بعزة وكرامة، لتشملهم جميعًا -بمن فيهم إخوانك من النصارى وسائر أهل الملل- بعدل شريعتها، ولتخرج لبنان وسائر المنطقة من عصر التفتت والتشظي والفتن إلى عالمها الرحيب الآمن المطمئن.

 

قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)

 

رئيس المكتب الإعلامي

لحزب التحرير- ولاية لبنان

أحمد القصص