الشياطين توحد قواها ضد الثورة في سوريا
ليس النظام السوري وحده في معركته من أجل البقاء على رؤوس الشعب ولو تحولت إلى جماجم. بل هناك جهات كثيرة تريد للربيع العربي أن يوأد في سوريا. لذا كان لابد من البشاعة والتشنيع والقتل والتنكيل كي تخاف الشعوب ولاتتحرك بعد ذلك. من هؤلاء الشياطين:
1. الحكومة اللبنانية
2. أمريكا
3. تركيا
4. ايران
5. روسيا
6. الصين
7. اسرائيل
8. دول خليجية أمثال الإمارات
9. دول الجوار أمثال العراق
10. دول عربية أمثال الجزائر
حسب تقارير أوردتها البي بي سي ونقلتها قناة الجزيرة عنها وموجودة في اليوتيوب فإنه من المؤكد أن اسرائيل تسمع كل المكالمات والاتصالات التي تجري في المنطقة وخاصة في سوريا، فهي تتابع مايحدث من خلال مكالمات الرئاسة والوزارة والأمن والجيش. وهذا يصل إلى كل حلفائها وعلى رأسهم أمريكا.
أيضا من نافلة القول أن أمريكا تتابع تحركات الجيش وغيره في سوريا من خلال أقمارها الصناعية عالية الدقة. فهي تعلم يقينا أن التظاهرات سلمية وتعرف بالضبط كيف يقتل الجيش الناس الآمنين. ولكنها لاتظهر هذه الصور وتتعامى عن ذكر الحقائق لتفسح المجال واسعاً لقتل ما يمكن قتله من أهل سوريا.
العالم كله يرتجف من صرخة “الله أكبر” وليس فقط أزلام بشار. لذا فإن قتل المسلمين يصب في مصلحة الغرب الحاقد وعلى يد أبناء “الوطن” وبتكلفة منهم هي صفر.
وكعادة الأنظمة الديمقراطية، تكذب وتنافق ، وتعمل في العلن غير ماتفعله بالسر. فإن أوربا حالها نفس الشيء. فمع أمنياتها بأن تزيح بشار كي تدخل بنفوذها بدل النفوذ الأمريكي، كما كان حال سوريا قبل حافظ أسد، إلا أنها تتنازل عن أطماعها من أجل ذبح الإسلام السياسي في شوارع سوريا، لأنها تجتمع مع بشار ونظامه في محاربتها للإسلام السياسي. خاصة بعد أن رأت في سوريا ملامح الوعي الشديد على الحكم بالإسلام. هذا الإسلام الذي بذلت الكثير الكثير حتى استطاعت القضاء عليه وإلغاء الخلافة الإسلامية العثمانية عام 1924 التي كانت امتدادا لدولة الرسول صلى الله عليه وسلم الني أسسها في المدينة المنورة ثم تنقلت بين عواصم للخلافة متعددة كان أبرزها دمشق وبغداد واستانبول.
استانبول قضت عليها بالعلمانية الأتاتوركية المحاربة للإسلام. وبغداد قضت عليها من خلال احتلال العراق وإطلاق يد ايران فيها حيث تعيث بها فسادا ولاتقوم لها قائمة. وبعد أن ركزوا من خلال حكم آل سعود على “دينية” المدينة المنورة بحيث وضعوها بمصاف الفاتيكان، بقيت دمشق التي تتطلع أعين المسلمين لها لذكرها العطر ولتاريخها المحبب لأنفسهم. فهم يتذكرون بها جيلاً من الصحابة الأقوياء الأتقياء الذين حكموا العالم بالرحمة والعدل. فكانت مهمة البعث الملحد أن يكسر شوكة أهلها ويذيب إسلامهم. ولما اتضح لهم فشل البعث ونظامه في ذلك من خلال الثورة السورية ذات الصبغة الإسلامية الواضحة، تركوا المجال لنظام بشار بسفك الدماء والإمعان بالقتل والتخويف كي تقف مسيرة التغيير بأي ثمن.
ما كان لهذا النظام القاتل أن يضرب بكل الأعراف والقوانين والأسس البشرية عرض الحائط لولا التطمينات المتكررة من كل من هم في القائمة أعلاه، بأن تابع واقتل ونكل، فلن نتدخل أبدا. المهم أن تنهي هذه الثورة التي يرون فيها بصيص أمل للأمة الإسلامية بعودة دولتها وعودة عزها. خاصة وأن سوريا مطلة على القدس التي يعتبرها كل أهل سوريا جزءاً من سوريا الطبيعية.
لقد نسي هؤلاء كلهم أن ميزان القوى لا يُحسب بهذا الشكل، فهناك قوى خفية عند المسلمين لم تظهر إلا بعد مواقفهم هذه من الثورة. فقد أدرك أهل الثورة حجم المؤامرة على قتل ووأد تحركاتهم. وهم يعلمون مدى فساد النظام البعثي هذا ومدى فجوره وعربدته في دول الجوار ودول العالم.
فوجئ أهل الشام بمواقف لم تكن أبدا في الحسبان: أولا موقف أهل لبنان الذين اكتووا بنار النظام السوري على مدى أكثر من ثلاثة عقود، حتى أخرجوهم بالقوة بمساعدة فرنسا وأوربا. حيث اصطفوا فجأة إلى جانبه. وكذلك كانت المفاجأة بالسياسيين العراقيين الذين ظلمهم بعثهم ونكل بهم، كيف أنهم تنكروا لمآسيهم ووقفوا إلى جانب البعث الغاشم في سوريا. والأدهى والأمر سكوت حركات كانت تدعي أن مقياسها الإسلام لا المصالح، فمجرد الصمت والسكوت عن الحق هو خذلان وإذعان. هذه الصدمات دفعت الناس الثائرين لفهم مالم يفهموا من قبل بل ولايمكن أن يقبلوا به إن قيل لهم عنه من أحد.
نعم أيقن أهل سوريا أن العالم تآمر عليهم ويرميهم عن قوس واحدة، لا لشيء سوى لصرخة الله أكبر، فإمكانية زحزحتهم عن أهدافهم كما جرى مع ثورة تونس ومصر وليبيا واليمن ضعيفة جدا، خاصة بعد أن نشأ رجالات من الجيش ناقمين على النظام وعلى إلحاده فأظهروا ولاءهم لله ثم للثورة فورا.
الآن وبعد وضوح الصورة جلياً، لم يبق في سوريا إلا فسطاطان لا ثالث لهما، فسطاط الحق وأهله والثورة السورية، وفسطاط الباطل وأهله والنظام السوري والجهات كلها التي ذكرناها أعلاه.
ميزان القوى المادية: يميل بلا شك لصالح الباطل، فشياطين الجن والإنس تملك كل شيء تقريبا، على عكس فئة الحق التي لاتملك إلا نفسها.
ميزان القوى المعنوية: تحاول فئة الباطل شحنه في جيوشها من خلال اكذوبة المؤامرة والخوف على الوطن. بينما هذا واضح جلي لدى فئة الحق بأنهم هم أهل الوطن الحقيقيين وهم من يحرص عليه لا من يدمره بالقذائف والصواريخ والدبابات.
ميزان القوى الروحية: لايملك جيش بشار أي قوة روحية تدفعه للنصر، بل إن صلته بخالقه مقطوعة تماما. فهو بمجموعه ملحد، سواء أكانَ قولا أم فعلا أم كليهما. وهو يرى في قتل الناس واجباً وطنيا أي معنويا، لأنه فاقد لأية قوة روحية، وكذلك من وراءه من شياطين كفرت بالله وناصبته العداء.
أما أهل الثورة فلديهم زخم كبير وقوى روحية هائلة سببها الإيمان بالله وعقيدتهم بأن الله هو الباسط القابض الرازق المعطي والمانع والناصر، هو الذي بيده كل شيء، وعندما يأذن بالنصر سيهيء له الظروف، فيأتيهم من حيث لايدرون.
هذه القوة الروحية هي التي دفعت عصابة قليلة خرجت من المدينة المنورة لفتح العالم كله بأقل الأدوات والإمكانيات. وهي التي ذكرها القرآن وثبت مفاهيمها في أذهان المسلمين. إنها باختصار عقيدة الجهاد في سبيل الله.
ولله در المؤمن، كل أمره خير. فصبراً أهل الشام صبرا، لانملك لكم من الله شيئاً، صبراً فإن موعدكم الجنة. نحن قوم لانستسلم، بل ننشد إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة.
وإن الذي أعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده لقادر أن يعيد الكرة، إن صبرتم كما صبر أهل الخندق، حتى ولو بلغت القلوب الحناجر، فلا تيأسوا من روح الله.
كتبه لإذاعة: حامد الشامي