Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حزب النور المحسوب على السلفيين يقتحم المشهد السياسي المصري متخليا عن جميع ثوابته

 

فاجأ حزب النور المصري المحسوب على الاتجاه السلفي المراقبين السياسيين بسرعة انفتاحه على القوى السياسية الخارجية والداخلية بمختلف اتجاهاتها.
فهذا الحزب الإسلامي الذي حصل على المرتبة الثانية وحصد أكثر من 20% من أصوات المقترعين في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا في مصر قد أظهر سرعة عجيبة في تغيير مواقفه إزاء القضايا الكبرى التي تعصف بمصر وبالأمة الإسلامية.

ففضلا عن أنه طمأن أمريكا ودولة يهود بالتزامه بمعاهدة كامب ديفيد التي دمرت مصر وأخرجتها من المعركة مع الكيان اليهودي ففضلا عن ذلك عرض متحدثه الرسمي يسري حمّاد إمكانية التحاور مع أي طرف سياسي دولي أو إقليمي أيا كان ذلك الطرف فتحدث إلى بي بي سي قائلا : ” ليس عندنا أي مانع من مناقشة أي قضية أو التحاور مع أي طرف سواء أكان داخل أم خارج البلاد ” وأضاف بشكل صريح بأن :” لا مانع لدى الحزب من الحوار مع إسرائيل ” .

وأما رئيس الحزب عماد عبد الغفور ففي مقابلة له مع الجزيرة نت طمأن القوى الغربية والعلمانيين المصريين بأن حزبه لن يطبق الشريعة ولن يقيم دولة إسلامية فقال بصراحة :” نرفض الحكومة الدينية، هذا أمر مرفوض “ودعا إلى قيام ائتلاف بين جميع القوى السياسية الموجودة في الشارع المصري.

وأوضح عبد الغفور رؤيته السياسية بشكل عام فقال: ” بصفة عامة ما يربطنا بالدول الأخرى هو قضية المصالح مصلحة مصر ومصلحة الدول العربية والإسلامية” .

ولم يكتف عبد الغفور بجعل المصالح أساسا لرؤيته السياسية بل إنه بيّن أن هذه المصالح يجب أن تتوافق مع النظام العالمي الحالي فقال بأن ما يربطنا بالدول الأخرى واستقرار الوضع العالمي هو” الحفاظ على النظام العالمي والدولي “.

هذه هي رؤية حزب يفترض أنه حزب إسلامي وسلفي فهي رؤية تحافظ على هذا النظام العالمي والدولي الظالم الذي تهيمن عليه أمريكا والدول الاستعمارية.

فإذا كان الحزب يريد محاورة (إسرائيل) وأمريكا ويرفض إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة ويريد أن يحافظ على النظام العالمي فهل يمكن اعتباره بعد ذلك من الأحزاب الإسلامية. وما الفرق بينه وبين أي حزب علماني آخر؟

 

 

أبو حمزة الخطواني