بيان صحفي الإغاثة بالمال ليست هي الحل لما يدور في الشام واليمن!
انطلقت مؤخراً في قناة الجزيرة الفضائية دعاية لحملة إغاثة أهل الشام واليمن بالمال برعاية جمعية قطر الخيرية، التي أَطلقت هذه الحملة في 24 تشرين ثانٍ/نوفمبر 2011م، واتخذت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا” شعاراً لها.
يأتي عمل الجمعية هذا بعد جمعة في البلدين باسم “النصر لشامنا ويمننا” في آخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي حيث استطاعت لفت الأنظار إلى ما هو مشترك بين البلدين في ظل قيام الثورة لإسقاط نظامي الحكم فيهما ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالبركة للشام ولليمن بأن يجعل الله فيهما ذخراً للإسلام، فهما شام ويمن الإسلام. لقد استبشر المسلمون خيراً؛ وحسبوا ذلك مقدمةً لرفع شعارات تجعل المسلمين لحمة واحدة يرفعون ويستظلون براية الإسلام مجدداً، لكن هذه الدعاية الجديدة حذفت كلمة “النصر” ووضعت مكانها كلمة “الإغاثة بالمال”!
إن هذه الدعوة لإغاثة الشام واليمن بالمال هي لصرف تفكير المسلمين عن الحل والمخرج الحقيقي مما يعانيه المسلمون منذ قرابة تسعين عاما، كما فُعل بالمسلمين من قبل في أكثر من حادثة مماثلة للتنفيس عنهم مما يعانونه، فالمال لا يقيم عزّاً، وما نراه هذه الأيام أن الأغنياء أكثر ذلة.
إن ما يدور في شامنا ويمننا بحاجة إلى نصرة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل وتحقيق دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعودة سلطان الإسلام والقضاء على نفوذ الغرب فيهما وإيقاف القتل والظلم الجاري، ليس فقط في الشام واليمن، وإنما في بقاع كثيرة من بلاد المسلمين.
لقد أقضّ مضجعَ الغرب الجاثم على البلاد الإسلامية العاملون حول العالم لإقامة الخلافة، التّواقون للاكتساء برداء العزة ونزع ثوب الذل الذي ألبسه الغرب لنا بهدمه “الخلافة”، كيان المسلمين السياسي، وتمزيق البلاد الإسلامية مزقاً كثيرة، لم تسلم منه الجزيرة العربية والشام ومصر، وقد وضع على كل مزقة حاكماً أخذ على نفسه عهداً أمام من نصبوه للحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحكم وتطبيق ما جلبه الغرب من أنظمته ليسوس بها الناس.
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ربطوا حجارة على بطونهم في غزوة الخندق من شدة الجوع وقلة ذات اليد، فالمشكلة القائمة اليوم في الشام واليمن ليست الفقر حتى يجمع لهم المال.
جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم أبو عبيدة من البحرين قال للذين اجتمعوا لقدومه “فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم”
إن طريق العزة للمسلمين في شتى بقاع الأرض هي مبايعة خليفة على الحكم بالإسلام وتوحيد بلاد المسلمين وحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد، فالخلافة هي رئاسة عامة لجميع المسلمين لحماية الدين وسياسة الدنيا بها. فقوموا للعمل مع حزب التحرير من أجل إقامتها.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)