في جمعة “إن تنصروا الله ينصركم”: انصروا الله بحق بإقامة الخلافة
في 2012/01/06 م في جمعة “إن تنصروا الله ينصركم” تكون قد مرت على الثورة السورية 43 جمعة وحوالي 300 يوم من الأيام الثقيلة المصبوغة بدماء المسلمين الغالية عند الله تعالى، أعطي فيها النظام السوري المجرم من المجتمع الدولي والإقليمي مهلاً للقتل وشكلت له لجان زور وتزوير لتغطي على جرائمه، ولفَّ الخذلان والتآمر هذه الثورة المباركة حتى صار ذلك أوضح من الشمس في رابعة النهار؛ ولعل هذا ما أدركه أهلنا الثائرون الصامدون المؤمنون في سوريا ولمسوه يقيناً فعبّروا عنه بهذه التسمية المباركة، والتي لا يمكن أن تمر دون الوقوف على مسمَّاها، فنعمت التسمية هي لأنها صادرة إن شاء الله تعالى عن إيمان صادق وهي تحتاج إلى التزام صادق بالطريقة الشرعية حتى تكتمل بهما أسباب تحقيق النصر.
لقد قطعت هذه الثورة المباركة شوطاً كبيراً وآذنت بالنصر إن شاء الله تعالى، وآذن معها على الرحيل هذا النظامُ المجرم الذي لم يعرف له المسلمون مثيلاً في تاريخ الإجرام، فهو كما قال المفتش الأول بالجهاز المركزي للرقابة المالية برئاسة الوزراء السورية ومسؤول التفتيش في وزارة الدفاع محمود سليمان حاج حمد والذي أعلن إثر انشقاقه “الحكومة السورية بأكملها في معتقل، ولا يستطيع أي من أفرادها التحرك إلا برفقة عناصر الأمن، وكل منهم يود الانشقاق ولكنهم يخشون على أسرهم وعائلاتهم” ولم ينفع هذا النظامَ المؤيد دولياً وإقليمياً كلُّ إجرامه، ولن تنقذه التفجيرات الجبانة التي ابتدأها مع قدوم فريق المراقبين العرب وكررها في حي الميدان الساخن الذي تصدح فيه الحناجر الجريئة التي تصدع رأس النظام، ولن تحميه أجهزته الأمنية ولا شبيحته المسعورة التي خصص لها ما يقارب ملياري ليرة سورية لقمع الثورة والثوار حسبما ذكره المفتش العام المذكور… إن هذا النظام يُحس، أمام ثبات المتظاهرين وعزمهم على رميه في مزبلة التاريخ، أن أجله بات قريباً جداً، بل قد يكون مفاجئاً يفجأ الأسد في مأمنه وعندها لن تنقذه أي حماية له.
أيها المسلمون في شام النصر والظفر عما قريب بإذن الله:
إن نصر الله للمسلمين هو نصر حقيقي، ولا يتنزل إلا على عباد له مخلصين يأخذون بأسباب النصر الشرعية، لا بالخضوع للحلول العبثية التي تستنجد بالجامعة العربية العميلة للغرب الكافر، أو بمجلس الأمن المتآمر على المسلمين. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عرض نفسه على بني صعصعة لنصرته اشترطوا عليه أن يكون الأمر لهم من بعده فرفض، فلمثل ذلك، وعلى الوجه نفسه ارفضوا كل ما لم يكن خالصاً لله سبحانه، واعلموا لو أن جميع من حولكم قد خذلكم فإن نصر الله وحده يكفيكم ويغنيكم قال تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}… واعلموا أن تمام الأمر الذي بدأتموه هو بتحريككم الصامتين من إخوانكم في كل المدن لا بعضها، وطلب نصرة أبنائكم في الجيش السوري كله لا بعضه ليقوموا بإزالة هذا النظام بقطع رأس الأفعى لا ذيلها، فاستنفروا كل طاقاتكم وإمكاناتكم من أجل ذلك، وارفعوا كل لافتاتكم واصدحوا بعبارات تستنهض همم الناس والجيش جميعاً على أساس الإيمان بالله وتحميلهم مسؤولية التقصير في حق أهلهم وأمتهم أمام الله سبحانه وتعالى.
أيها الضباط والجنود المخلصون لله وحده:
إن الأمة الإسلامية بأجمعها تقف اليوم على أعتاب باب الخلافة، وإن شباب حزب التحرير قد أقسموا أيمانهم أن يفتحوا بابها، فأعينونا لنفتح الباب معاً، فيفتح الله بذلك على هذه الأمة نصراً عزيزاً وفتحاً مبينا… وأنتم شرعاً بابها الذي يفتح الله بكم على الأمة بالنصر والفرج، فبحق الله عليكم افتحوا قلوبكم وعقولكم لما تستحقون عليه نصر الله… وإننا في حزب التحرير ندعوكم للاستجابة لنداء الواجب الذي يحتم عليكم، وأنتم أهل القوة والنصرة، أن تزيلوا الطاغية وزبانيته، وأن تنتصروا لأمتكم ولدينكم، فتضعوا أيديكم في أيدينا لنقيم الخلافة الراشدة التي ترنو لها قلوب وعقول المسلمين، والتي تحكم بالحق والعدل اللذين اشتاقت لهما النفوس المظلومة بعد طول معاناة وانتظار. قال تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.