من جرائم السفاح كريموف رئيس أوزبيكستان وزمرته وكيف تتعامل معه أميركا والاتحاد الأوروبي
لم يترك كريموف وزبانيته أي نوع من أنواع التعذيب الوحشي إلا استعملوه في سجون أوزبيكستان الكثيرة والمملوءة بالمظلومين سجناء الرأي، وبخاصة شباب «حزب التحرير». وهذا التعذيب لا يتوقف، بل يستمر على مدى السنين. علماً أنّ هذا الحزب هو حزب سياسي لا يتبنى أعمال العنف، بل يحصر عمله بالفكر. وهذه حقيقة معروفة عالمياً.
تحت هذا التعذيب الوحشي استُشهِد مئات من شباب حزب التحرير. وكان آخر هؤلاء الشهداء المرحوم صلاح الدينوف كاظم آي. وهو من مواليد 1971م. مـن مدينـة أنديجان. وقد أحضرت شرطة السجون جثمانه المبارك من «سان كاراد» إلى بيته في أنديجان في 16/01/2012. ولم يكتفِ المجرم كريموف ( الذي يتم التعذيب حتى الموت بأمر خاص منه ) بهذا، بل أمر زبانيته، كالعادة، بإجبار ذوي الشهيد على دفنه فوراً كي لا يتجمع ناس كثيرون ويشاهدوا جرائم رئيس النظام. فإلى جنات النعيم في الفردوس الأعلى إن شاء الله، با صلاح الدين أنت وإخوانك. وأما المجرمون كريموف وزبانيته فستكون نهايتهم قريباً إن شاء الله كنهاية القذافي. هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فإلى سواء الجحيم.
كريموف وزمرته لا يكتفون باعتقال شباب «حزب التحرير» ومن كان مثلهم يدعو إلى الإسلام وإلى إقامة الخـلافة الراشدة، ولا يكتفون بالحكم القاسي سنواتٍ طويلةً، ولا يكتفون بمواصلة التعذيب طوال السنوات، بل يجددون مدة السجن إذا انتهت المدة الأولى بحجة أن السجين لم يكن يراعي قوانين السجن. هم يجددون مدة السجن فقط للذين يدعون للإسلام، أما المسجونون بجرائم حقيقية كالقتل والسرقة والزنا وقطع الطريق وإدمان الحشيش والهيروين فإنهم لا يمددون سجنهم، بل غالباً يخرجونهم قبل انتهاء مدتهم.
من شباب «حزب التحرير» الذين جددوا سجنهم:
– هَمْدَ مخو جاييف قدرة الله من مواليد 1973م. وهو في سجن «УЯ 64/51» بعد انتهاء مدته الأولى جددوا له مدةً ثانيةً، وبعد انتهاء الثانية جددوا له مدةً ثالثةً مقدارها (4,5) سنة.
– نور ماتوف صادق من مواليد 1976م. وهو في سجن «جاسليق». وقد أضيفت له مدة جديدة مقدارها خمس سنوات، ونُقِل إلى «زرفشان».
– الشابة معراج في سجن «KIN-7» في طشقند أضيف إليها مدة ثلاث سنوات بعد أن أنهت المدة الأولى (6,5) سنة.
في هذا الشهر كانون الثاني (يناير) 2012م انتهت مدة السجن الأولى للشابات:
– غانباوة أوميده من مدينة قراسو.
– كولناره من مدينة خوجه أباد.
– مولوده من مدينة بولا قباشي.
وقد أضافوا لكل واحدة منهن مدة ثلاث سنوات.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال لآل ياسر حين كانوا يعذبون: «صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة». ونحن نقول لهؤلاء الشابات وأخواتهن وإخوانهن في سجون الظالمين: «صبراً فإن دولة الباطل إلى ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة. وأنتم موعدكم النصر القريب إن شاء الله، والجنة في الآخرة بفضل الله».
وكان كريموف دبّر مكيدةً سنة 1999م واتهم «حزب التحرير» بمحاولة اغتياله ليضرب هذا الحزب. وما زال في سجونه حتى الآن أكثر من ثمانية آلاف من شباب هذا الحزب. وفي حينها وقف في البرلمان وضرب على صدره وقال: «نحن نحارب الكلمة بالكلمة والفكر بالفكر» وقال أيضاً: «نحن لا نعاقب المرأة ولا الطفل». يقول هذا وهو لا يكتفي بمعاقبة النساء البريئات، بل كلما انتهت مدة عقوبته لهن يزيد هذه العقوبة. يا ظالم لك يوم مهما طال اليوم.
وأما غالبية الناس في أوزبيكستان فإنهم يعيشون عيشة الفقر المدقع رغم وجود الثروات الكثيرة في البلد. الكهرباء تُعطى للناس في المدن 8-10 ساعات في اليوم، وأما في القرى فيُحرَمُ الناس منها 3-4 أيام متوالية في كثير من الأوقات. وهكذا شأن الغاز أيضاً.
والحاكم يبث عيونه وجواسيسه بين الناس في أنحاء البلد ليعاقبوا كل من يشكو أو يوجه نقداً للنظام الحاكم. وكان لمجزرة أنديجان سنة 2005 تأثير كبير في كمّ أفواه الناس.
رغم هذا القمع ورغم التعذيب الوحشي الذي يمارسه النظام على الشعب في السجون وفي المجتمع فإن الدول الغربية تغمض أعينها وتصمّ آذانها عن جرائم هذا النظام، وتزعم أنها تحارب القمع الديكتاتوري وتحرص على الحريات وحقوق الإنسان. ولكنها كاذبة، وقد برز كذبها أكثر حين أوقفت العقوبات التي كانت قد فرضتها على هذا النظام. إذ إن الاتحاد الأوروبي كان أوقع عقوباتٍ على نظام كريموف سنة 2005م حين ارتكب مجزرة أنديجان، وأوقف هذه العقوبات سنة 2009. والولايات المتحدة الأميركية كانت أوقعت عقوباتٍ عليه سنة 2004م. وأوقفتها في أواخر سنة 2011م. وحجة هؤلاء في إيقاف العقوبات أنهم وجدوا العقوبات غير مجدية. والحقيقة أن مصالحهم هي التي تفرض عليهم إيقاع العقوبات أو إلغاءها، وليس العمل الإنساني وحريات الشعوب. هم خافوا أن تسيطر الصين وروسيا على الثروات الكثيرة الموجودة في البلاد. ألمانيا بالذات لها قاعدة عسكرية في بلدة تِرْمِذ، وهي تشكل حمايةً قويةً لنظام أوزبيكستان. وحين زارت هيلاري كلينتون أوزبيكستان قالت في مؤتمر صحفي: «نرى من الواجب إلغاء العقوبات التي فرضناها سابقاً، لأن أوزبيكستان تسير نحو تحسين ظروف حقوق الإنسان».
أيها المسلمون في أوزبيكستان: أُنظروا كيف تحرك إخوانكم في كثير من البلاد العربية وكسروا حاجز الخوف من الأنظمة القمعية الظالمة الشبيهة بنظام كريموف، وكيف أسقطوا هؤلاء الظالمين، منهم من فرّ إلى الخارج، ومنهم من هو قابع في السجن بعد أن كان يسجن الأبرياء. وستكون مثل هذه التحركات عندكم قريباً إن شاء الله.
وإياكم أن تركنوا إلى دول الكفر لأنها منافقة تتظاهر أنها تهتم بالأمور الإنسانية ولكنها لا تهتم إلا بمصالحها.
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).