خبر وتعليق استراتيجة امريكا الجديدة تشجع المسلمين على كسر حاجز الخوف منها كما كسروه من عملائها
الخبر :
في 2012/01/26 اعلن وزير الدفاع الامريكي عن تخفيض في ميزانية وزارته بنسبة 9% عن السنة الماضية لعام 2013 وسيجري تقليص اعداد الجنود حتى عام 2017 حوالي 94 ألفا من قوات البر والبحرية بنسبة تقرب من 13%. وذكر ان امريكا لن تقلص من قواتها في الشرق الاوسط واسيا والمحيط الهادئ.
والتقليص سيجري للقوات الامريكية المتواجدة على الاراضي الامريكية، فلفت الانظار الى ان الرئيس الامريكي شكل لجنة منصوص عليها في القانون لتحديد المنشئات العسكرية التي يفترض إغلاقها على الاراضي الامريكية. وكان الرئيس الامريكي قد اعلن في 2012/01/05 عن خفض كبير في ميزانية الدفاع بمقدار 489 مليار دولار على مدى 10 سنوات. ولكن مع الاحتفاظ على التفوق الامريكي في العالم ضمن ما سمي الاستراتيجية الجديدة ” بقوات سريعة ومرنة ومستعدة للتحرك الكامل في حالة الطوارئ والتهديدات”. ولفت الانتباه الى ان ميزانية الدفاع في بلاده ستبقى اكبر من ميزانيات الدفاع للدول العشر التي تلي امريكا مجتمعة. وقد اكد على اهمية التواجد العسكري الامريكي في الشرق الاوسط وفي اسيا والمحيط الهادئ. ويذكر ان التخفيض يأتي بعد فشل الكونغرس في التوصل الى اتفاق لخفض كبير في العجز للميزانية وارتفاع المديونية التي وصلت الى اكثر من 15 ترليون دولار كما اعلنت وزارة الخزانة الامريكية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام المنصرم.
التعليق:
يتبين من كل ذلك الأمور التالية:
1. ان هذا الاعلان يثبت ان امريكا ما زالت تعاني من ازمة اقتصادية ومالية ليست بسيطة وبذلك تلجئ الى هذا الخفض. وانها لمدة عشر سنوات على الأقل لن تكون قادرة على شن الحروب كما كانت تفعل سابقا. وهذه نقطة ضعف يجب ان ينتبه لها المسلمون الثائرون حتى لا يخافوا من امريكا فيعلنوا عن اقامة نظامهم الاسلامي على شكله الحقيقي كخلافة راشدة، وان امريكا لن تقدر على شن اربعة حروب في الدول التي اسقطوا الرموز الخونة الكبار في انظمتها العميلة لامريكا ولغيرها، والحبل على الجرار باذن الله في بلاد الشام عقر دار الاسلام.
2. امريكا تعلن عن الخفض في قواتها المتواجدة على اراضيها. وهي القوات التي تكون جاهزة لارسالها الى الخارج لاشعال الحروب في العالم. فمعنى ذلك ان امريكا لا تستطيع اشعال اكثر من حرب واحدة كما فعلت عام 2001 عندما شنت على بلاد المسلمين حربها الصليبية الآثمة التي كانت ستشمل كل بلاد المسلمين في احتلال صليبي جديد الا ان المجاهدين في العراق وافغانستان استطاعوا ان يلقونوها درسا وان يوقفوا حملاتها الصليبة تلك.
3. لقد اعلنت امريكا في استرايجتها الجديدة انها لن تخوض اكثر من حرب في وقت واحد. ومعنى ذلك ان امريكا لن تتخلى عن اشعال الحروب ولكن ليس في مقدورها ان تخوض حربين فان ذلك يرهقها واية ضربة تتلقاها في احداها تؤثر عليها في الاخرى كما حصل عندما كانت ضربات المجاهدين في العراق تؤلمها فتؤثر عليها في افغانستان وردعتها من شن حملات صليبة على بلاد اسلامية اخرى وأخافتها من دخول تجربة ثانية في الصومال فبعثت اثيوبيا لتخوض عنها حربها القذرة بالوكالة هناك.
4. حروب امريكا كونها استعمارية فانها مرفوضة من قبل الشعوب الاخرى ويطغى عليها طابع العنجهية والتعالي على الغير والبلطجة اي اسلوب رعاة البقر. فامريكا تهدف من حروبها ايجاد الهيمنة الامريكية على الآخرين واستعمار بلادهم ونهب ثرواتهم فلا تأتيهم بخير. ولذلك رفضتها شعوب امريكا الوسطى والجنوبية وشعوب أسيا في فيتنام وكوريا وغيرهما بجانب الشعوب الاسلامية في اسيا وافريقيا والشرق الاوسط. حتى ان الشعوب الاوروبية التي تشترك مع امريكا في المبدأ والحضارة رفضت تلك الهيمنة الامريكية.
5. امريكا تركز على منطقة الشرق الاوسط لكونها منطقة اسلامية صاحبة المبدأ الاسلامي العريق الذي حكم العالم بالعدل والانصاف ونشر الخير والهدى لمدة 13 قرنا وكانت له اكبر دولة عرفها التاريخ دامت تلك الفترة وشملت اكثر ربوع المعمورة المعروفة حينئذ. بل كانت الدولة الاولى بلا منافس لمدة اكثر من ستة قرون. وهذه المنطقة ما زالت تتوق الى العودة الى ماضيها المجيد ولذلك قامت بثوراتها المباركة ضد الانظمة التي اقامتها الدول الغربية على رأسها بريطانيا ومن ثم امريكا في هذه المنطقة وضد عملائهم اللصوص المجرمين الذين نصبتهم نواطيرا وحراسا لها تحت مسمى ملوك ورؤساء ووزراء وغير ذلك من التسميات المزورة.
6. بما أن هدف أمريكا من حروبها العدائية استعماري ويطغى عليها طابع العنجهية والهيمنة والتعالي على الغير واسلوب رعاة البقر البلطجيين القدماء. وهذا واضح عند وضعهم لاستراتيجيتهم الجديدة. فهم يصرون على البقاء وفرض الهيمنة في الشرق الاوسط واسيا والمحيط الهادئ. ويستعدون لشن الحروب العدائية على هذه البلاد ولكن بقوات سريعة ومرنة. إذن هم لا ينئون ولا ينتهون عن شن حروبهم الظالمة. فيؤخذ ذلك في الحسبان أيضا. فيجب ان يستعد المسلمون لذلك.
7. وإذا جاز لنا ان نقارنها مع دولة الخلافة؛ فإن دولة الخلافة الاسلامية كانت تقود حملات فتح على عدة جبهات في آن واحد. فالخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب بعث اربعة جيوش للفتح في آن واحد وعادت جيوشه منتصرة. وذلك لأن حملات الفتح الإسلامية لم تكن لفرض هيمنة المسلمين على الآخرين بل لنشر الهدى والنور بينهم فاهتدت تلك الشعوب وساعدت الجيوش الاسلامية بل انضمت اليها وقاتلت الشعوب التي كانت بالامس تشترك معها في الدين. ولم يكن فيها التعالي على الغير بل كان المسلمون الفاتحون يسوون انفسهم مع اهل البلاد المفتوحة وينصفونهم ويقيمون العدل وينشرون الامن ولم ينهبوا ثرواتهم ولم يتعدوا على املاكهم واعراضهم وارواحهم، بل صانوها وقاتلوا دونها. ولذلك كانت حروب المسلمين تتم باعداد ضئيلة وبتكاليف قليلة بالنسبة لجيوش الروم والفرس وغيرها التي كانت تفوقها بعشر الاضعاف من العدد والعدة والعتاد. ولذلك استطاعت دولة الخلافة ان تهزم دولة الروم كأمريكا اليوم ودولة فارس كغيرها من الدول الكبرى. وإن في ذلك لعبرة لاولي الابصار.