أيها المسلمون في سوريا ارتكاب النظام السوري الهالك لجرائمه المروِّعة مردُّه شعوره بدنوِّ أجله وفقدان أمله بالبقاء
قبيل إنهاء مجلس الأمن الدولي حلقات مكره وكيده للمسلمين في سوريا، وفي الذكرى الثلاثين لمأساة حماة المروعة عام 1982م، وبعد أن أزعج الثوارُ الأبطالُ “نظامَ آل وحش” في يوم جمعة “عذراً حماة… سامحينا”، أكمل النظام الأسدي-الوحشي مسلسل إجرامه وطغيانه فكانت ليلة الجمعة في 2012/2/3م ليلة دموية بامتياز، فُجعت فيها حمص شقيقة حماة ومدن ريف دمشق وحلب وكل أرض سوريا الثائرة بما يزيد عن 245 قتيلاً، بينما جاوز عدد الجرحى الـ 700، فقد جن جنون بشار وعصابته بعد العمليات النوعية للجيش الحر في حمص وأسر عدد من شبيحته وفضحهم خصوصاً في بابا عمرو والخالدية. لقد أثبت هذا النظام الهالك أن المجازر هي قاعدة ثابتة من قواعد حكمه البائس، وأثبت بشار أنه ابن أبيه في الإجرام؛ فالوالد ذبح الآباء، والولد يذبح الأبناء.
إن ما ارتكبه بشار من مجازر القتل والقصف والتدمير المريع يكشف أن النظام يحس بدنوِّ أجله، خاصة بعدما توسعت حركة الانشقاق في الجيش السوري، وبعدما دقت أيادي الثورة أبواب دمشق وحلب؛ لذلك فإن هذه المجازر بقدر ما تحمل ألماً فهي تحمل أملاً، وإنها إن شاء الله تعالى ستكون السويعات الفاصلة التي تسبق انهيار هذا النظام بكل جبروته وأجهزته الأمنية وشبيحته وعلاقاته الدولية…
إن الالتجاء إلى مجلس الأمن لحل الأزمة في سوريا يضع قضية المسلمين بيد أعدائها من الدول الكبرى، ويجعلها عرضة للمساومات والتنازلات والتآمر وفرض الشروط حتى يأتي التغيير غربيّ الهوية لا إسلامياً. وإن النظام السوري البائس لا يحتاج القضاء عليه إلى مجلس أمن ولا إلى معارضة تقف على أعتابه مستجدية حلوله من دولة مدنية ديمقراطية علمانية… بل يتطلب الالتجاء الحقيقي إلى الله وحده جلَّ في علاه، ورص الصفوف على إقامة شرعه، وهذا يقتضي أن تعمَّ الثورة كل أرجاء سوريا بحيث لا تبقى أرضٌ تطأ عليها رِجْلا هذا النظام الفاجر، ويقضي أن يقوم أهل القوة بنصرة دينهم ونجدة أهلهم، ولعلّ هذين الأمرين هما اللذان أفقدا النظام صوابه، وليس الخوف من مجلس الأمن؛ إذ لو كان كذلك لما ارتكب هذه المجازر عشية اجتماعه لبحث أحداث سوريا؛ إذ إن له هناك أكثر من نصير وأولهم الولايات المتحدة على عكس الظاهر من تصريحاتها.
أيها المسلمون الثائرون الصابرون المنتصرون قريباً بإذن الله تعالى في سوريا:
لقد كان ثباتكم اليوم في الساحات وهتافكم الذي بلغ عنان السماء وآلة القتل تنتظركم وأنتم لا تأبهون بها لدليلاً واضحاً على أنكم قد اتخذتم قرار الحياة أو الموت إزاء إسقاط هذا النظام. وإن حزب التحرير يناشدكم الله سبحانه وتعالى أن تتخذوا معه، جهاراً نهاراً، قرار الحياة أو الموت في سبيل إقامة دولة الخلافة في بلاد الشام عقر دار الإسلام لنفوز بعزَّيّ الدنيا والآخرة قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ فاحتسبوا مواقفكم وصبركم وجرأتكم لله وحده ولا تشركوا معه أحداً من مجلس أمن، ولا من دولٍ كبرى، ولا من معارضة مزيفة، واحتسبوا شهداءكم لله وأعلنوها خالصةً نظيفةً: “هي لله.. هي لله”.
أيها الضباط والجند المخلصون المتوثبون للحق بإذن الله تعالى في سوريا:
اعلموا أنكم مسؤولون أمام الله عزّ وجل تجاه نصرة أهلنا العزل وتجاه الأسر التي تذبح، وقد لا يأتي عليكم يومٌ تعتذرون فيه وتطلبون السماح، وأنه آن لكم أن تتحرروا من عقدة الخوف التي داستها أقدام المسلمين في الساحات، وأن قوتكم النابعة من إيمانكم بالله تمنحكم أضعاف أضعاف قوة عصابة الأسد ومخابراته وشبيحته، وأن التحرك الصحيح المخلص لله سيقطع رأس الأفعى وسيحسم الأمر سريعاً، وستلوذُ بعدها الفئرانُ إلى الجحور. فاللهَ اللهَ في نصرة دينكم، فكونوا أهلها والأولى بها، وأعينوا حزب التحرير على إقامة صرح الخلافة الراشدة الشامخ، وإعادة السلطان للأمة، الذي يحق الحق ويبطل الباطل، وينشر العدل ويرفع الظلم، ويهنأ فيه المسلم وغير المسلم، وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ ﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أَلَا إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ » قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: « كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ » أخرجه الطبراني في الكبير.