الحكام الخونة يسعون “لتطهير” القوات المسلحة الباكستانية من المخلصين من أجل حماية الاستعمار الأمريكي
في 11 شباط 2012، تناقلت الصحف الباكستانية وقنوات تلفزيونية نبأ إجراء المحاكمة العسكرية لأحد الضباط الأكثر كفاءة في الجيش الباكستاني، العميد علي خان، بالإضافة إلى أربعة ضباط عسكريين آخرين، وذكرت الصحف أنّ العميد علي خان قد اعتقل بعد مطالبته القيادة العسكرية تحمل المسئولية عن غزو أمريكا لباكستان، وقيام أمريكا مخترقة أجواء باكستان بالهجوم العسكري على أبوت أباد في مايو 2011!
وأضافت التقارير الإخبارية أنّ هذا الضابط، من عائلة متواضعة من إقليم البنجاب، وخدم 32 سنة في السلك العسكري، وحصل على العديد من الميداليات الذهبية، وذكرت أيضا شهادة ضباط جيش خدموا مع العميد علي خان على أنّه قد مارس ضغوطا على القيادة العسكرية لوقف تحالفها مع أمريكا في حملتها الصليبية ضد المسلمين في منطقة القبائل وأفغانستان، وكانت ذروة تلك الضغوط عندما تحدى علنا رئيس أركان الجيش السابق، الجنرال مشرف، في المؤسسة العسكرية المرموقة، كلية موظفي كويتا، حيث حاسب مشرف على تحالفه مع أمريكا، وطالب كذلك بتعريف واضح “لحدود” التحالف مع أمريكا، ولم ينطق حينها مشرف بكلمة واحدة للدفاع عن نفسه، وبعد بضعة أسابيع، ترأس مشرف شخصيا المجلس العسكري للترقيات ورفض ترقية العميد علي خان إلى الرتبة التي كان يجب أن يترقى إليها وهي رتبة “اللواء”، ولغاية انعقاد محاكمته فإنّ العميد علي خان هو أقدم عميد في الجيش الباكستاني!.
حزب التحرير ولاية باكستان يود أن يثير النقاط التالية بشأن إجراءات المحاكمة العسكرية ضد العميد علي خان:
أولا: بعد عملية أبوت أباد التي نفذتها القوات الأمريكية في مايو 2011، اجتمع قادة الفيالق وفقا لبيان الاستخبارات العسكرية، PR108/2011-ISPR في الخامس من مايو 2011، وقرروا بأنّ “أي عمل مماثل وأي انتهاك لسيادة باكستان سوف يعرّض التعاون مع الولايات المتحدة على المستوى العسكري / الاستخباراتي إلى المراجعة”، ومع ذلك ففي 26 تشرين الثاني 2011، قامت القوات الأمريكية مع قوات حلف شمال الأطلسي بإجراء عمل مماثل، وانتهكوا المجال الجوي الباكستاني، حيث قتلوا أكثر من أربعة وعشرين جنديا مسلما، أما بالنسبة لقرار قادة الفيالق، فإنّه وفقا للتقرير الصحفي في 7 فبراير 2012 فقد اقتصر رد الرئيس الحالي لأركان الجيش، الجنرال أشفق برويز كياني، على الإعلان عن وقف خطوط الإمداد عبر باكستان لقوات حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة في أفغانستان، ولكن في 9 فبراير 2012 أفادت الأنباء أنّ السفير الأمريكي، كاميرون مونتر، أكد أنّه لا يزال المجال الجوي الباكستاني يُستخدم لتزويد القوات الغربية، ما يثبت أن القوات الغربية بزعامة أمريكا ما زالت تستعمل المجال الجوي الباكستاني لتزويد قواتها رغم تصريح كياني! فمن ينبغي أن يخضع لمحكمة عسكرية، أمثال العميد علي خان أم أمثال الجنرال كياني؟
ثانيا: بعد هجمات منظمة حلف شمال الأطلسي في تشرين الثاني، واستشهاد 24 جنديا مسلماً، قام كياني بذر الرماد في عيون المخلصين من القوات المسلحة، لتهدئة غضبهم، فأعلن عن غضب باكستان على هجمات الطائرات بدون طيار التي تنفذها أمريكا، وأنه سيمنع الطائرات من اختراق أجوائه، وهنا نسأل، إذا كان كياني حقا متحديا بذلك أمريكا، لماذا لم يعلن “جرأته” هذه على الفور بعد عملية أبوت أباد؟ أم إنّ مقاله لا ينطق بحاله دائما، هذا مع العلم أن الطائرات دون طيار ما زالت مستمرة في قتل المسلمين في باكستان، وأن العشرات من الأشخاص فقدوا حياتهم في هجمات منظمة حلف شمال الأطلسي، وفقد الآلاف أرواحهم في هجمات الطائرات بدون طيار؟ وهكذا يقوم كياني بتمكين أمريكا من الاستمرار في استغلال الجيش الباكستاني والقدرات الاستخباراتية، من دون انقطاع ودون مراجعة… لذلك، فمَنْ حقا ينبغي أن يخضع لمحكمة عسكرية، العميد علي خان أم الجنرال كياني؟
ثالثا: في 27 كانون الثاني 2011، بينما كان ضابط الاستخبارات الأمريكي، ريموند ديفيس، يجمع المعلومات عن هجمات الطائرات بدون طيار، قتل اثنين من الباكستانيين، ووجد في حوزته راديو بعيد المدى، وجهاز تحديد المواقع (جي بي إس) ومعدات وفهرس للصور الفوتوغرافية للمواقع الحساسة. وبموافقة من المدير العام لجهاز المخابرات الباكستانية (ISI)، الجنرال أحمد شجاع باشا، فقد تم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن ريموند ديفيس، من دون أي اكتراث للمؤامرة الواضحة ضد أمن باكستان وسيادتها، ولغاية اليوم فإنّ المسئولين في الاستخبارات الأمريكية لديهم حرية الحركة في البلاد. وهنا نسأل، من الذي ينبغي حقا أن يخضع لمحكمة عسكرية، أمثال العميد علي خان أم أمثال الجنرال باشا الذي يتعاون مع الاستخبارات الأمريكية في تزويد المعلومات لهجمات الطائرات بدون طيار؟
رابعا: إجراءات المحاكمة العسكرية ضد العميد علي خان هي حول السياسة الأمريكية داخل الأراضي الإسلامية، التي يتم تنفيذها من قبل الخونة داخل القيادة العسكرية، ويتم “تطهير” القوات المسلحة من أي ضابط مسلم مخلص يريد أمته قوية ومحررة من نفوذ أمريكا التي تسعى للسيطرة على المسلمين من خلال القوات المسلحة المسلمة، ففي مقابلة مع صحيفة واشنطن تايمز في 24 تشرين الثاني 2008، أعلن الميجر جنرال جون م. كستر، قائد مركز استخبارات الجيش في الولايات المتحدة فورت هواتشوكا بولاية أريزونا، قال إنّ “قادة عسكريين كبار السن يحبوننا، إنّهم يفهمون الثقافة الأمريكية، ويعرفون أننا لسنا العدو، ولكنهم من دون قوة”، وورد في صحيفة واشنطن بوست في مارس 2009، قول ديفيد كيلكولن، الذي كان مستشارا للقائد العام في القيادة المركزية الأمريكية، ديفيد اتش بيتريوس، في حرب أميركا “لدى باكستان 173 مليون شخص، و100 رأس نووي، وجيشها أكبر من الجيش الأمريكي… وفي غضون شهر إلى ستة أشهر سنصل إلى النقطة التي يمكن أن نرى فيها انهيار الدولة الباكستانية… ومن شأن استيلاء المتطرفين على البلد أن يتقزم كل شيء أحرزناه في الحرب على الإرهاب”، فمن أجل هذه السياسة الأمريكية يتم “تطهير الجيش” من الضباط الذين يميلون إلى الإسلام، وهو عين الذي تم السعي إليه من قبل عملاء أمريكا والهند في بنغلادش التي تقودها الشيخة حسينة، من خلال اعتقال العشرات من الضباط المخلصين، من الذين وقفوا إلى جانب الإسلام وضد الحكام الخونة الذين تحالفوا مع أمريكا والهند، وهي سياسة “التطهير” نفسها التي اتبعت على مدى عقود في سوريا، ما مكن أمريكا الآن من أن تقف وهي تشاهد عميلها بشار وهو يشن حربا ضد شعبه بالمدفعية الثقيلة والدبابات وسلاح الجو، على مدى أحد عشر شهرا. ونسأل هنا، أليس هذا هو النهج الذي يقوم به كياني وباشا، ويكافأون عليه من قبل أمريكا بتمديد مدة خدمتهم في الجيش لولائهم لها؟ أليست هذه السياسة لجعل ضباط القوات المسلحة الباكستانية موالين لأمريكا وحراسا على المصالح الأمريكية ضد شعبهم، وهم الذين أقسموا بالله على حمايتهم ضد المعتدين الأجانب؟ أليست هذه السياسة هي التي تم تنفيذها بالفعل في المناطق القبلية وقد استعد كياني وباشا لتوسيع نطاق هذه الحرب الفتنة إلى المدن الباكستانية الكبرى، بما في ذلك كراتشي؟ أليس سبب ملاحقة الضابط المخلص لإخراجه من القوات المسلحة هو الخشية من أن تؤثر مواقفه الشجاعة ضد السياسة الأمريكية، فيتخذ الضباط الآخرون مواقف مشابهة؟ لذا، فمَنْ الذي يجب أن يخضع للمحاكمة العسكرية، أمثال المخلص العميد علي خان أم الخونة الذين يُدخلون نفوذ أمريكا إلى باكستان المسلمة أمثال كياني وباشا؟!
أيها الضباط في القوات المسلحة الباكستانية!
اعلموا أنّ أمريكا تعمل على السيطرة على هذه الأمة العريقة من خلال الفصيل الأكثر قوة فيها، القوات المسلحة المسلمة، ومن ناحية أخرى فإنّها تطمع في إبقاء الناس مضلَّلين من خلال حظر وفرض الرقابة على حزب التحرير ، وهو الحزب السياسي العالمي المخلص في الأمة… وقد حظرت جميعُ القوى الاستعمارية التي لديها مخططات ضد الأمة، حظرت حزب التحرير في مختلف البلدان الإسلامية من خلال الحكام العملاء لتلك القوى، كما صنعت روسيا في آسيا الوسطى، وكما صنعت أمريكا وبريطانيا في باكستان وبنغلادش والبلاد العربية، وذلك من خلال الحكام الدمى العملاء، ولكن على الرغم من كل هذا فإنّ الحزب قد نما وأصبح أكبر حزب سياسي عالمي يعمل في أكثر من أربعين بلدا تحت قيادة واحدة، وحزب التحرير جنبا إلى جنب المخلصين داخل القوات المسلحة لقادر بإذن الله على تحرير الأمة من العبودية الاستعمارية.
أيها الضباط في القوات المسلحة الباكستانية!
ألا ترون القوة الكامنة بين أيديكم، وكيف تعتمد الولايات المتحدة عليكم في تحقيق مصالحها؟ ألا ترون أنّ أمريكا الحاقدة تسعى إلى “تطهير” الجيش من المخلصين لأنها تشعر بالتهديد من قوتكم؟ ألا ترون أنّ كياني وباشا يريدان إسكات أمثال العميد علي خان لأنّه ينطق بلسان حال قلوبكم وعقولكم؟ وهو سبب خشية أمريكا من هذه المؤسسة التي تريد تحويلها إلى قوة ضعيفة من المرتزقة لا تفكر إلا في تأمين مصالحها، والعميد علي خان ليس أول المضطهدين ولن يكون الأخير طالما بقي عملاء أمريكا يعملون لجعل المؤسسة العسكرية تنفذ رغبات أمريكا على نحو أعمى ودون اكتراث لأمن باكستان وسيادتها.
فهل تسكتون وأمريكا تسعى إلى تحويلكم حراسا لها ضد شعبكم؟ وهل تقفون صامتين وأنتم ترون المخلصين منكم يخضعون لمحكمة عسكرية، وأما الخونة فيُمنحون الترقيات؟
نعلم أنّ بعضكم يقف مع الحكام الخونة والأمريكان الكفار، ويدعمونهم من أجل تحقيق مكاسب دنيوية مع علمهم الكامل بالضرر الذي يقومون به، فاعلموا أنّ مثل هؤلاء سيعاقبون مع الخونة على يد الأمة عندما يتم إقامة الخلافة قريبا إن شاء الله، واعلموا أنّ عذاب الله سبحانه وتعالى أكبر من أي عقاب في هذه الحياة، قال الله سبحانه وتعالى ﴿ فَأَذَاقَهُمْ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ .
والله سبحانه وتعالى سيسأل يوم الحساب من بقي منكم صامتاً دون استعمال القوة التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى عليه في نصرة الحق… ألا ترون كيف عاقب الله جيش فرعون جنبا إلى جنب مع فرعون لأنهم أطاعوه؟ فهل هذه الحياة وملذاتها أعظم لكم من النعيم الأبدي في الجنة؟ قال الله سبحانه وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ .
ثم إن منكم الكثير الذي يتوق إلى هزيمة الأعداء وانتصار المسلمين، لذا، فقد حان الوقت، أيها الأخوة لإعطاء النصرة إلى حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، ولـعل الله سبحانه وتعالى يـجعل إقامتها على أيديكم قريبا، ليُزهـق اللهُ بذلك الـشرَّ والبـاطل، قـال الله سبحانه وتعالى﴿ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ .