مع الحديث الشريف ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد
عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ”. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:[ذم النبي صلى الله عليه وسلم الحرص على المال والشرف وهو الرياسة والسلطان وأخبر أن ذلك فوق إفساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم وذلك إذا أدّيا بصاحبهما إلى الإبطاء عن طاعة الله ومحبته وإتباع هواه فيما أتاه الله، والنكول حال الحرب والقتال في سبيل الله فبهذه الخِصال يكتسب المهانة والذم في الدنيا والآخرة، أمّا إذا ابتغى بالمال والسلطان وجه الله والقيام بالحق والدار الآخرة والاستعانة بهما على طاعة الله والجهاد في سبيله فهذا من أكبر نعم الله تعالى على عباده].
إن حال الأمة اليوم هو كحال حظيرة الغنم التي دخلت إليها الذئاب الجائعة وهم الحكام فهم ذئاب مسعورة تؤذي وتقتل وتعيث الفساد في الأرض تهلك الحرث والنسل، فاستولوا على مال الأمة وثرواتها وألغوا سلطانها ورفضوا إتباع منهج الله تعالى وتحكيم شرعه وعطّلوا الجهاد في سبيله امتثالاً لأمر أسيادهم المستعمرين فأحاط بهم الذل والمهانة إحاطة السوار بالمعصم، ولكي تستريح الأمة وتأمن على دينها ودنياها لا بد من الخلاص من تلك الذئاب، لا بد من قلع تلك الفئة العفنة من الحكام من جذورهم، وهذا لن يكون ألاّ بالعمل الجاد لإقامة دولة الخلافة الراشدة وبتحرك مراكز القوة في الأمة، فيهوي سيف الخلافة على تلك الرقاب فيقطعها فتُذَل في الدنيا وفي الآخرة عذاب عظيم، فتخلوا ساحة الأمة من الذئاب ولا تبقى إلاّ الأسود تصول وتجول حماية لدين الله وحمله إلى العالم.