Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق داء “الممثل الشرعي والوحيد”

  

الخبر:

 

ذكرت الجزيرة نت في موقعها الإلكتروني نقلا عن مصادر عربية أن وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم المقبل في القاهرة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل للشعب السوري.

 

 

التعليق:

 

إن الغرب الاستعماري الكافر، وعلى مدى عقود، لم يتوقف عن وضع الخطط والأساليب السياسية التي تخدم مصالحه وتحقق له مآربه الاستعمارية الخبيثة، وقد استغل الكثير من الوسائل والأدوات التي تناسبه وتحقق له  أهدافه المتمثلة في إحكام قبضته على مصير الشعوب الإسلامية، وتحقق له نهب الثروات وتثبيت الهيمنة الإمبريالية على هذه الأمة.

 

وإن من أساليبه تلك، ما يعرف باختزال الحراك السياسي في بلد ما أو منطقة ما، على إطار سياسي قد يكون منظمة أو مجلساً أو غيره، تتشكل وفق المقاس الغربي وتنضح بما في وعائه السياسي، ويجعل من هذا الإطار عنوانا يتم من خلاله تبني المشاريع الغربية المتعلقة بذلك البلد وطرحها كمشاريع محلية أو كما يسمونها مشاريع وطنية، ومن ثم يطلق على هذا الإطار صفة الممثل الشرعي والوحيد .

 

ومن أجل إعطاء المصداقية المفقودة لهذه الأطر السياسية المستحدثة، يترتب على الغرب القيام بأعمال توفر الغطاء المحلي والإقليمي والدولي لهذه المنظمات والمجالس المسماة بالوطنية، فتتولى دوائر السياسة الخارجية والاستخباراتية أمر شرعنة هذه الأطر على كافة الأصعدة؛ محليا من خلال شراء الذمم والدعم الجماهيري المضلل عبر دغدغة المشاعر وإلهابها بأعمال برّاقة لتلتف حولها، وإقليميا من خلال المؤسسات الإقليمية، كالجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها، ناهيك عن دعم بعض الأنظمة الحاكمة الطاغوتية لهذه المجالس وشرعنتها. وفي الوقت نفسه يأتي الدعم الدولي من الدول الكبرى عبر الاعتراف بها ودعمها سياسيا وماليا في أروقة المؤسسات الدولية الإمبريالية ودوائر صناع القرار السياسي الغربي.

 

وبهذا تُحْبَك المؤامرة بجميع خيوطها لتبدأ هذه الأطر المستحدثة بعملها كأدوات محلية يستخدمها الغرب لتمرير مشاريعه تحت اسم الممثل الشرعي والوحيد.

 

وبالرغم من بروز الصراعات المتعلقة بالولاءات لهذه الأطر السياسية، سواء أكانت تولّي وجهها شطر البيت الأبيض أم كانت الوجهة شطر داونينج ستريت والإليزيه، إلا أن الدول الاستعمارية تتفق على أن هذا الأسلوب ما زال ناجعا لتضليل الشعوب وحرفها وخفض سقف مطالبها الثورية.

 

وليس سرا أن أكثر من عانى من فكرة الممثل الشرعي والوحيد هم أهل فلسطين، عندما قام الغرب وعبر عملائه من حكام المنطقة بتقزيم قضية فلسطين من قضية أمة إلى قضية منظمة!! سُمّيت بمنظمة التحرير وهي في حقيقتها منظمة التسليم، فكانت وبالا على أهل فلسطين وما زالت بمولودها غير الشرعي -سلطة دايتون مولر-

 

ولقد لحقت ليبيا في زمن الربيع العربي بمركب الممثل الشرعي والوحيد عندما تشكل المجلس الانتقالي الليبي ليتم اختزال الثورة المباركة بهذا المجلس الذي ارتمى بأحضان الغرب ولا سيما أوروبا، وبدأت عوراته تظهر للعيان.

 

وها هو اليوم في سوريا… هذه الثورة الطيبة المباركة، تجري المحاولات ليل نهار لحرفها وتضليلها من قبل الغرب وعملائه المحليين والإقليميين؛ فبعد أن تشكل المجلس الوطني السوري، أصبح يتغنى عبر الفضائيات بإحالة الملف السوري لمجلس الأمن، والمطالبة بتدويل الملف، والإعلان عن الرغبة باستبدال كيان مدني -علماني ديمقراطي- بنظام الأسد، والارتماء بأحضان الغرب ومشاريعه السياسية الرامية لتثبيت الهيمنة السياسية الغربية مع محاولة تغيير الوجهة!

 

فمشيخات الخليج التي تتصدر الدعوة للاعتراف بالمجلس الوطني كممثل شرعي، والتصريحات الغربية -لا سيما البريطانية والفرنسية- التي تحمل المضمون نفسه، والترويج لذلك إعلاميا وعلى كافة الأصعدة، جميعها تنذر بتكرار استنساخ الأسلوب ذاته، ليتم تقزيم ثورة الشام العظيمة ليكون قرارها بيد إطار أجوف يعلن ارتماءه في أحضان المشاريع الغربية ليل نهار.

 

فالواجب على أبناء الشام -خيرة أهل الأرض بعون الله- أن يحذروا من هذه الدعوات الهدامة، والمؤامرات الخبيثة التي تحاك ضد ثورتهم المباركة، وليثبتوا على شعاراتهم الطيبة ويجعلوها ممثلا وحيدا لمطالبهم، وعلى رأسها شعار ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام… فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )

 

كتبه: أبو باسل