بيان صحفي هكذا سيحكم هادي اليمن!
أوردت صحيفة الأولى اليومية الصادرة في اليمن يوم الأربعاء 15 شباط/فبراير الجاري في عددها 344 خبراً على صفحتها الأولى بعنوان “هادي: سفراء الخليج وأمريكا وأوروبا سيزورون عدن الخميس للقاء بمختلف الأطراف”.
هذا التصريح لعبد ربه منصور هادي المرشح التوافقي للانتخابية الرئاسية في اليمن قاله أثناء لقائه في صنعاء يوم الثلاثاء 14 شباط/فبراير الجاري ضمن حملته الانتخابية بالمجلس الأهلي وممثلي مجلس النواب وشخصيات اجتماعية مختلفة لمحافظة عدن لبحث قضايا مختلفة أبرزها القضية الأمنية.
يأتي هذا التصريح بعد قيام السفير الأمريكي لدى اليمن جيرالد فايرستاين في 19 كانون الأول/ديسمبر 2011م بتوزيع برنامج للسفراء الغربيين لدى اليمن بحضور عبد ربه منصور هادي للإشراف على تنفيذ المبادرة الخليجية.
ولتنفيذ المبادرة الخليجية التي وقعها علي عبد الله صالح في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2011م بالرياض فقد تقاسمت أمريكا وأوروبا ملفات اليمن؛ فقد أخذت أمريكا الراغبة في التوغل في الجيش، متخذةً من شعار “مكافحة الإرهاب” ستاراً لتحقيق ذلك، أخذت رئاسة اللجنة العسكرية والأمنية، فيما اختارت بريطانيا، الحريصة على إبقاء نفوذها السياسي في اليمن، رئاسة مجموعتي أصدقاء اليمن والإصلاحات في الخدمة المدنية والحكم المحلي والعدل، أما الاتحاد الأوروبي رديف بريطانيا فقد ترأس لجنة التواصل مع شباب الساحات والحراك والحوثيين، ورأست فرنسا مجموعة التعديلات الدستورية، فيما ترأست روسيا مجموعة الحوار الوطني بعد الانتخابات الرئاسية!!
هكذا تكون الدول الاستعمارية الغربية مجتمعة هي التي تدير شئون اليمن. أَفَبَعْدَ هذا يقال بأن المبادرة التي وُقِّعت في الرياض بشأن تنحي علي عبد الله صالح في اليمن خليجية؟! وأين دور الخليج فيها إذاً؟! الحقيقة هي أن الأمريكيين والبريطانيين ومعهم الأوروبيون هم من يضعون مخططاتهم، فيما الخليجيون “والسعوديون على الأخص” هم العرّابون وشهود الزور ومُبدِّدو أموال نفط المسلمين على تنفيذ مخططات الغرب.
قديماً تسابقت الدول الاستعمارية الأوروبية لاحتلال بلاد المسلمين منذ تأسيس شركات الهند الشرقية “البريطانية والفرنسية والهولندية”، وتسابقت بريطانيا وفرنسا لاحتلال جزيرة ميون في البحر الأحمر بعد خروج العثمانيين الأول من اليمن، واليوم يقف الاستعمار القديم “الأوروبي” في مواجهة الاستعمار الجديد “الأمريكي”، ويقف الاثنان مجتمعيْن في مواجهة ظهور كيان المسلمين السياسي المرتقب “دولة الخلافة”، بجعل الثورات القائمة تحت أعينهم وأيديهم بتدخلهم المباشر.
والمؤسف أن يتم هذا في اليمن بترحيب من الرئيس المرتقب للبلاد الذي ذكر يوم الاثنين 13 شباط/فبراير الجاري بأن “الغرب لا يهمه اليمن بقدر ما تهمه مصالحه التي يخشى ضياعها”، فإن كان الحال كذلك، فكيف يُمكّنه من التصدر لحل المشاكل التي تواجهه؟! (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
إن عبد ربه منصور هادي لا يختلف عمّن سبقه في الحكم في اليمن ولا عن غيره من حكام المسلمين الذين أخافهم المخلوق الذي أوصلهم إلى سدة الحكم فخضعوا له وأطاعوه وعصوا الخالق القائل (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا). إن الغرب لن يستطيع بكل ما أوتي من قوة أن يصرف المسلمين في اليمن، كما في غيرها، عن العودة الطبيعية للحكم بالإسلام في دولة الخلافة التي وقع المسلمون بغيابها في الإثم وفقدوا العيش السويّ ومُزِّقت بلادهم واحتُلَّت، وبعودتها القريبة بإذن الله تتوحّد بلاد المسلمين وتفك أسْرَ العالم من سيطرة الرأسمالية بحمل الإسلام إليه بالدعوة والجهاد. فكونوا يا مسلمون مع العاملين لإقامة الخلافة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)