Take a fresh look at your lifestyle.

الانتخابات الرئاسية في اليمن مهزلة غريبة لا ترضي الله بل ترضي أعداءه

 

تحدَّد يومُ الحادي والعشرين من شباط/ فبراير موعداً لاختيار بديل عن رئيس النظام السابق، نائبِه، ليصبح رئيساً من بعده، والناظر إلى هذا الحدث يجد أنه استخفافٌ بعقول المسلمين في اليمن؛ فالانتخابات في هذا البلد، وفي كل مرة، لا يوجد فيها تنافس ويستطيع الجميع معرفة من سيصل إلى الرئاسة ولو قبل سنوات من القيام بها، وتتم تمثيلية تنافسية لإضفاء صفة النزاهة إليها! والمفاجأة في هذه الانتخابات هي أنها ستتم لاختيار المختار سلفاً والمجمَع عليه من القوى الخارجية والداخلية ليأتي انتخابُ الناس خضوعاً لرغبة الغرب والقوى السياسية العميلة له، فهذه الانتخابات تأكيد على صفة الاستعمار والاستعباد في البلد الذي تدير شئونه كما تريد.

وهذه الانتخابات كسابقاتها لا تعني أكثر من اختيار شخص ليستمر بالحكم بالنظام الرأسمالي وما يأمر به الغرب المستعمر، فهي استمرار لتضييع شرع الله واستعباد المسلمين بأنظمة الكفر التي يتهافت النظام الحاكم بمعارضته لتطبيقها.

إن عبد ربه منصور هادي لن يختلف عن علي عبدالله صالح؛ فهو نائبه في فترة حكمه وشريكه الأول في كل جرائمه ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )، فإن لم يشاركه أصلاً بالفعل فهو يقره بالسكوت، والسكوت في معرض الحاجة بيان، فكيف يكون هذا حلاً لأزمة اليمن الحقيقية من الحكم بالنظام الرأسمالي وتضييع شرع الله وتذليل البلاد وتسخير العباد للغرب المستعمر؟! ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا )، ناهيك عن أن باقي تفاصيل نظام الحكم قد تحددت كحقائب الحكومة ومجلس النواب، إذاً فالتغيير سيكون صورياً مشفوعاً بمهزلة الانتخابات التي، إلى جانب كونها تستخف بعقول اليمنيين، فهي كذلك تبديد لمليارات الريالات التي يمكن لها أن تعين البلاد في جانب البنى التحتية التي لم تكتمل وتبدأ مشاكلها قبل أن يستغلها الناس.

أيها المسلمون في أرض اليمن: إلى متى يظل الكافر المستعمر وعملاؤه يسيِّرون البلاد حسب رغباتهم وأهوائهم فيزيدونا انحطاطاً وتعاسة؟ فهذه ثورتكم ضد الفساد وأعوانه حاكماً ودستوراً وجِّهوها لتحكيم شرع الله بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام، واعملوا لذلك مع إخوانكم المخلصين في حزب التحرير الذي يعمل فيكم وبينكم لتقيموا الخلافة ( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ ).

يا أهل الإيمان والحكمة: أين الحكمة من تغييركم هذا، وأين الإيمان فيه ما دام النظام الرأسمالي سيستمر في حكمكم ولم تتغير إلا الوجوه التي لا تستحي من الله؟ ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ )، فالوقت قد حان لإزالتهم بخيانتهم لكم، وإقامة الخلافة التي سترضون الله بها بتحكيم شرعه وتوحيد بلاد المسلمين وحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ).

يا ضباط الجيش، يا أهل القوة والمنعة في أرض اليمن: أليست هذه فرصتكم ليكون لكم شأن الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي اهتز لموته عرش الرحمن لنصرته لله وللإسلام في بني قومه ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )، أما آن لكم أن ترفضوا الغرب وأمواله والعملاء وخياناتهم وتقيموا شرع الله بالعمل لإقامة الخلافة؟ فهذه الخلافة قد بزغ فجرها وإنها لقائمة لا محالة بإذن الله، فانعموا بشرف إقامتها قبل أن يسبقكم إليها غيركم لينال هذا الشرف العظيم.

قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ).