Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا لا تريد الحسم حاليا في سوريا

 

الخبر :

 

في 2012/02/19  دعت مجلة نيوزويك الامريكية الرئيس اوباما الى التدخل في الازمة السورية بحكمة وتريث. وهاجمت صقور السياسة من مؤيدي التدخل في الازمة وجماعات حقوق الانسان وغيرهم وذكرت انهم يودون أن يهرعوا الى سوريا كما فعلوا تجاه ليبيا دون مراعاة للمخاطر المحتملة. وانتقدت هؤلاء الدعاة ووصفتهم بانهم يسيرون كالمقامرين دونما خطط كافية وذلك في مطالبتهم لتسليح ثوار في سوريا لا يعرفون عن خلفيتهم شيئا. وذكرت ان مطالبة الامريكيين من انصار التدخل في الشأن السوري بالحظر الجوي وبقصف المنشئات العسكرية من شأنه تمهيد الطريق امام السوريين الى جهنم وقالت ان انقاذ ارواح السوريين في الوقت الراهن قد يؤدي الى ازهاقها بعد سقوط نظام بشار اسد.


التعليق :

ان كلام هذه المجلة ما هو الا تعبير عن سياسة الادارة الامريكية اي ان امريكا لا تريد الحسم حاليا فيما يتعلق بسوريا فتدعي ما تدعي من عدم معرفتها بالمعارضة او تسرب القاعدة الى هناك وغير ذلك، ودعوة المجلة الادارة الى التريث ليس دعوة ذاتية تصدر منها، وانما تلقين لها من الادارة الامريكية حتى يتقبل الامريكان سياسة هذه الادارة، فهي تعبير عن سياسة الادارة بانها الآن تتريث حتى تجعل الشعب في سوريا يقبل بعملائها الذين تعمل على جعل الناس يقبلونهم، ولذلك قالت الصحيفة بأن ” مطالبتهم وسعيهم لتسليح ثوار في سوريا لا يعرفون عن خلفيتهم شيئا ” اي ان امريكا لا تريد ان تساعد الثوار لانهم ليسوا عملاء لها او انهم لا يتبعون عملاء لها. ولذلك تقول ان ” انقاذ الارواح السوريين في الوقت الراهن قد يؤدي الى ازهاقها بعد سقوط نظام بشار اسد ” اي ان امريكا تقاتل الثائرين المخلصين حاليا عن طريق عميلها بشار اسد فتعمل على تصفيتهم على يده، وتقول اذا لم يقتلوا الآن عن طريق بشار اسد سيقتلون غدا عن طريق اخرى لانها تقول ” ان انقاذ ارواح السوريين في الوقت الراهن قد يؤدي الى ازهاقها بعد سقوط نظام بشار اسد “. اي انها تخوض معركة حاليا ضد المخلصين من ابناء الامة الذين يريدون التحرير والانعتاق من ربقة الاستعمار. ولذلك تجعل بشار اسد يقتلهم حتى يستسلموا لها ولعملائها القادمين فتأتي بعملاء جدد قد تهيأت لهم الظروف. وهي تدرك ان كثيرا من الناس السذج الذين لديهم نظرة سطحية لا يدركون ان بشار أسد عميل لها وتستطيع ان تأمره بالتنحي فيتنحى فورا كما أمرت عميلها حسني مبارك عندما رأت ثورة الشعب ربما تقوض النفوذ الامريكي اذا تأخر بالتنحي.

ومما يؤيد ان كلام الصحيفة هو كلام رسمي للادارة الامريكية تصريح رئيس الاركان الامريكي مارتن ديمبسي في هذا اليوم 2012/02/19 لشبكة سي إن إن الامريكية وقوله بانه ” يتحدى اي انسان بان يحدد له بوضوح هوية المعارضة السورية حاليا “، واشار الى ان ” ادارة بلاده تنتظر حتى تتضح الصورة لديها عن هذه المعارضة ” وقال بانه ” من المبكر اتخاذ قرار بتسليح المعارضة “. وذكر ان ” التدخل في سوريا سيكون صعبا جدا “. بجانب كل ذلك ما يلاحظ على السياسة الامريكية التي تعطي المهل لنظام الطاغية منذ سنة تقريبا سواء مباشرة او عن طريق الجامعة العربية او عن طريق الفيتو الروسي الصيني الذي كانت امريكا نفسها من ورائه باسلوب معين. فهي باستطاعتها ان تضغط على روسيا والصين كما ضغطت عليهما في موضوع ليبيا ولكنها الآن لا تقوم بذلك بل أرادت ان تستخدم هاتان الدولتان الفيتو. وقد ذكر رئيس الاركان الامريكي أيضا ان ” هناك تسرب للقاعدة الى سوريا “. وذلك لتبرير الموقف الامريكي المؤيد ضمنيا وعمليا لنظام طاغية الشام في ممارسة القتل والاجرام في ابناء الامة الاسلامية. وذكر ان ” طائرات امريكية من دون طيار تحوم فوق الاجواء السورية لمتابعة العمليات العسكرية التي تجري في هذا البلد “. اي ان امريكا ترعى جرائم نظام آل الاسد والبعث، فتراقب الاجواء حتى لا يكون هناك اي انفلات خارج اطار سياستها. فهذا دليل آخر دامغ على تورط الامريكان في ذبح الشعب المسلم الابي في سوريا على يد عملائهم في النظام السوري وعلى رأسهم بشار أسد.

في نفس الوقت الذي يظهر فيه الامريكان النفاق بادعائهم انهم ضد هذه المذابح وانهم ضد نظام بشار وانهم يؤيدون مطالب الشعب السوري. وبذلك يتأكد للقاصي والداني ان امريكا هي التي تقف وراء اطالة عمر نظام الطاغية بشار اسد، وهي موافقة ضمنيا وعمليا على جرائمه، وهي تريد ان تركّع الشعب السوري لمخططاتها ولعملائها وتريد ان تجعل هذا الشعب يتخلى عن تكبيراته وتهليلاته وعن مطالبه لاقامة حكم الله، فتريد ان تجعله يقبل بالعلمانية المغلفة بثوب آخر تحت شعار الدولة المدنية الديمقراطية.

ولكن مهما يكن فان الشعب السوري اثبت ان لديه وعيا عاما على كل ذلك وانه يدرك ان هناك مؤامرة تحاك ضده وكل دول العالم تشترك فيها وعلى رأس تلك الدول تقف امريكا صاحبة القرار الحاسم في القضايا الدولية. فدول اوروبا مثل بريطانيا وفرنسا لا تستطيع ان تفعل شيئا دون قرارها، وروسيا والصين لا يمكن ان تقف امام القرار الحاسم من قبل امريكا عندما تتخذه، والعملاء في المنطقة من تركيا الى الدول العربية والى جامعتهم التي تستخدمها امريكا كحصان طروادة كلها ادوات امريكية وايران تسير في الفلك الامريكي فلا تخرج عنه وهي واشياعها تؤيد نظام الطاغية علنا.

ولهذا ادرك الشعب السوري الابي انه ” ما لنا غيرك يا الله ” حسبما عبر بكل صدق، فعليه ان يثبت على ذلك فيرفض كل شيئ عدا الاسلام كل الاسلام غير مجزء، فليتمسك بحبل الله حتى يأتيه المدد منه ولا يأبه لما يصيبه فيحتسب ذلك عند الله، فلا يستسلم لضغط الواقع وما يتعرض له من مصائب كبرى فيقبل بما تمليه امريكا وعملائها فان ذلك خسارة كبرى، وانها لصبر ساعة حتى يأتيه نصر الله الذي لا يأتي الا مع الصبر والثبات على الحق مهما مس الناس من بأساء وضراء ومهما زلزلوا فعندئذ يصبح نصر الله قريب وعندئذ يفرح المؤمنون، وفي الآخرة سيلتقون مع أحبتهم الشهداء الشفعاء لهم، ” فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ” أيها المؤمنون.