نص الكلمة التي ألقاها رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان الأستاذ أحمد القصص في المظاهرات التي نظمتها الهيئات الإسلامية اليوم في ساحة النور في طرابلس احتجاجاً على استمرار توقيف مئات الإسلاميين بلا محاكمة منذ سنوات
“بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الظلم ظلمات يوم القيامة”، وقال: “لا قدس الله أمة لا يأخذ المظلوم فيها حقه من الظالم غير متعتع”.
أيها الناس:
إن الظلم يهدم العروش، ويدمر الأمم، والسكوت عنه يجلب غضب الله تعالى، والحمد لله أنّ أمّتنا لم تعد تسكت عن الظلم وبدأت تقلب عروش الطغاة الظالمين.
يا حكام لبنان، أيها الظالمون المتحكمون بزمام الأمور:
– هل أتاكم نبأ زين العابدين بن علي الذي فر كالفأر من تونس؟!
– هل أتاكم نبأ حسني مبارك الذي يقبع وراء القضبان مع المجرمين وقطاع الطرق؟!
– هل أتاكم نبأ القذافي الذي انتقم منه شعبه شر انتقام وجعله الله عبرة لمن يعتبر؟!
– هل أتاكم نبأ بشار الذي يتزلزل عرشه تحت ضربات الأبطال من أهل الشام، أم لكم قلوب لا تعقلون بها ولكم آذان لا تسمعون بها ولكم عيون لا تبصرون بها؟! إن لم تتوقفوا عن ظلم الناس فانتظروا طوفان الربيع العربي ليجرفكم مع الذين جرفهم إلى مخلفات التاريخ.
أيها الناس، هل تعرفون ماذا يوجد في لبنان؟
– في لبنان سجون ظالمة يُحشر فيها الأطهار الأبرياء مع المجرمين والسراق.
– فيه أبرياء يسجنون دون محاكمة سنوات وسنوات، هم رهائن الأوامر الأمريكية. فحين تسألهم عن سبب الامتناع عن إخلاء سبيل الموقوفين بلا محاكمة منذ سنوات يجيبونك بكل وقاحة: السفارة الأميركية تضغط علينا.
– فيه حكام فاسدون يتاجرون بالناس ويأتمرون بالسفارات.
– فيه سفيرة تطوف على الحكام والمسؤولين تأمر وتنهى.
– فيه قوانين يدوسها الزعماء بالأقدام، ولا تطبَّق إلا على الضعفاء.
أي قانون هذا الذي يسمح بسجن الناس سنوات بلا محاكمة غير شريعة الغاب؟!”
وفي ختام كلمته دعا المتظاهرين إلى أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمتابعة العمل لإخراج كل المظلومين من السجون.