خبر وتعليق نتائج الانتخابات المصرية
الخبر :
” لقد تم الاعلان رسميا عن نتائج الانتخابات التي جرت للمرة الاولى بحرية وديمقراطية منذ سقوط نظام مبارك في مصر الذي حكم البلاد لثلاثة عقود، حيث ظهرت النتائج النهائية التي كان العالم يترقبها بتلهف. وبموجب هذا يكون حزب الحرية والعدالة للاخوان المسلمين قد حصل على 47% من الاصوات، وبهذا يكون قد حصل على 235 عضوا في البرلمان. اما حزب النور للسلفيين فقد حصل على 24% من الاصوات وبهذا يكون قد كسب 121 مقعدا “. (المصدر باللغة التركية: www.haber7.com/…/Misirda-resmi-secim-sonuclari-aciklandi…/22.01.2012.
التعليق :
يا شعب مصر المسلم، يكفي ان ترفع رأسك وتنظر الى ماحولك!
لقد مضى سنة كاملة على ثورة الشعب المصري المسلم الذي وقف ليقول كفى ضد نظام مبارك الطاغية حيث مارس ضده الظلم والاستبداد والقهر وما تعرض له من اذلال نتج عن كل ذلك، وعلى اسقاطه لهذا النظام ورميه في مزبلة التاريخ شر رمية. لاشك ان الشعب المصري المسلم خلال هذه الفترة قد مات وجُرح وسُجن منه المئات كما تعرض الى شتى انواع التعذيب سواء من قبل بلطجية طاغية مصر في الايام الاولى للثورة او من قبل زبانية المجلس العسكري الاعلى الذي تسلم الحكم في مصر بعد الاطاحة بنظام مبارك والذي هو امتداد للنظام السابق. انه لمن المؤلم حقا ان يظل الشعب المصري يتعرض للتعذيب من قبل قوات الامن التابعة للمجلس العسكري الاعلى. كما انه في الوقت الذي بدأ يحس الشعب المصري المسلم بالارهاق والتململ خلال الفترة المنصرمة ويطمح لان تصل الامور الى النتائج المرجوة او الى مستوىً قريب من ذلك قامت قوات الامن التابعة للمجلس العسكري الاعلى بزيادة وتيرة الضغط والتعذيب الذَين تمارسهما ضد المحتجين، والاعتداء الصارخ ضد حرائر مصر المسلمات، والاستمرار في تعذيب الاشخاص بعد اعتقالهم. الى درجة ان منظمة العفو الدولية ذكرت في التقرير الذي نشرته تحت عنوان: ” عام على الثورة؛ وضع حقوق الانسان في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ” جاء فيه: ” ان المجلس العسكري الاعلى في مصر مسؤول عن الخروقات المتعلقة بحقوق الانسان وهو لايختلف في بعض جوانبه عن فترة حكم حسني مبارك. فعمليات التعذيب اثناء الاعتقال لازالت مستمرة، فقد تجاوز عدد المدنيين الذين تمت محاكمتهم في محاكم عسكرية في السنة الاخيرة عدد المدنيين الذين تمت محاكمتهم في نفس المحاكم اثناء فترة حكم مبارك التي امتدت الى ثلاثة عقود. واما النساء فانهن يتعرضن الى معالمة ممتهنة.” لقد جرت الانتخابات بحرية وديمقراطية كما زعموا في وقت مُورست فيه كل هذه الضغوط والظلم والتعذيب حيث قام شعب مصر المسلم بالتصويت لصالح حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين ذوي الميول الاسلامية ولحزب النور التابع للسلفيين ظنا منه انهم سيعيدون الحكم الذي يحكم بما انزل الله، وانهم سيحققون له عيشا هنيئا، وانهم سينقذون المسجد الاقصى، وانهم سيوحدون البلاد الاسلامية، وانهم سينهون حقبة الظلم التي استمرت لعشرات السنين!
للاسف الشديد فان الشعب المصري لم يدرك ان موطن القوة الحقيقية هو ليست في هذه الاحزاب التي تزعم انها اسلامية حيث تتسابق لحصد المقاعد في البرلمان الذي لا قوة له ولا سلطة وان هذه القوة هي تكمن في المجلس العسكري الاعلى الذي يخضع للاوامر الامريكية. ان هذه الاحزاب ذوي الميول الاسلامية التي فازت بأغلبية ساحقة في نتائج الانتخابات الشكلية لم يتحدثوا عن طموحات الشعب المصري المسلم وهي الحكم الاسلامي المتمثل بالخلافة الراشدة بل ان ما قاموا به من صراخ لإرضاء اليهود والغرب اظهر بشكل جلي مدى ما لديهم من ميول اسلامية. لان حكومة المجلس العسكري الاعلى الذي استلم الحكم ليكون ديدنه ارضاء امريكا لن يسمح لهذه الاحزاب ان تخرج او تنحرف عن الطريق الذي رسمته امريكا. فاذا كان الشعب المصري ينشد التغيير الجذري حقا ويريد العزة والشرف وقبل كل هذا يريد حكما عادلا يرضي الله تعالى فانه يكفيه ان يرفع رأسه وينظر الى ما حوله. عندها فانه لن يكون من الصعوبة بمكان ان يرى حزب التحرير الذي يسعى منذ اكثر من ستين عاما لاقامة الخلافة الاسلامية الراشدة التي ستكون خلاص الامة الاسلامية والانسانية.