الجولة الإخبارية 24-3-2012
العناوين :
• الجامعة العربية تعلن إفلاسها بطلبها من الأمم المتحدة تسلم المسؤولية عن الوضع في سوريا.
• لجنة برلمانية في الباكستان لا تمانع استئناف الإمدادات الأمريكية إلى قواتها لضرب المسلمين في أفغانستان إذا ما دفعت أمريكا ضرائب على شاحنات الإمدادات.
• احتدام الصراع في حزب السعادة في تركيا يهدد بانشطاره كما حصل سابقا أو بزواله.
التفاصيل :
أوردت وكالات الأنباء في 2012/03/19 أن هناك اشتباكات جرت في دمشق العاصمة بين جيش نظام البعث العلماني بقيادة بشار أسد وبين الجيش الحر الذي يدافع عن الأهالي الثائرين في سوريا وقد استمرت يومين على التوالي. وقد اعترف هذا النظام المجرم بوجود هذه الاشتباكات وعلى مقربة من قصر رئيسه الطاغية بشار أسد حيث اتهم المدافعين عن الشعب بالإرهابيين كما تتهم أمريكا وكيان يهود كل مسلم يدافع عن أمته بالإرهاب. ويحصل ذلك بعدما استطاعت قوات هذا النظام الطاغوتي أن تقصف مناطق في حمص ودرعا وإدلب ودير الزور وحماة وغيرها من المدن والقرى المنتتفضة في وجه الطاغوت بالصواريخ والطائرات والمدفعية وتقتل الكثير من الأبرياء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أحفاد الصحابة الكرام. ويرى المراقبون بأن تركيز الجيش الحر على العاصمة هي خطوة جادة لإسقاط نظام الكفر العلماني بأيدي المؤمنين أهل البلد ليعيدوا السلطان فيه لأهله من البعثيين وعائلة الأسد الذين سرقوه منذ خمسين سنة ويعلنوا فيه سيادة دينهم الإسلام.
ومن جهة ثانية أعلن رئيس وزراء العراق المالكي، وهو من المساندين للنظام البعثي في دمشق، بأن القمة العربية التي ستعقد في بغداد ما بين 27 و29 من هذا الشهر لم تدرج في جدولها الملف السوري؛ مما يدل على أن الدول العربية وجامعتها لا يهمها ما يجري في بلد عربي وسلمت الملف للأمم المتحدة وخاصة لأمريكا فبعثت الأخيرة عميلها كوفي عنان ليعطي المهل ويضع المبادرات التي تطيل من عمر النظام البعثي. والجامعة العربية يهمها أن تعقد مؤتمرها في بغداد بناء على أوامر أمريكا لتقر وتعترف بالنظام الذي صاغه الأمريكان في العراق بعد سنوات عجاف من الاحتلال، وتقر وتعترف بكل الاتفاقيات التي عقدتها مع أمريكا وعلى رأسها الاتفاقية الأمنية التي تسمح لأمريكا بالتدخل في العراق في أي وقت شاءت.
ومع ذلك، فإن الأهل في سوريا ماضون في ثورتهم رغم خذلان الأنظمة في العالم العربي والإسلامي لهم، وتآمرها عليهم لصالح أمريكا، ورغم فتك النظام البعثي المجرم بهم. والأهل في سوريا لا يعولون على هذه الأنظمة ولكنهم ينتظرون تحرك الشعوب الإسلامية وعلى رأسها الشعوب العربية لنصرتهم وتثور على هذه الأنظمة التي تخذلهم وتسلمهم للدول الاستعمارية الكبرى لتتحكم بمصيرهم.
——–
طالبت لجنة برلمانية باكستانية في 2012/03/20 مراجعة العلاقات مع أمريكا، وطالبت بوقف الهجمات بلا طيار في البلاد. وطالبت أيضا الحكومة الباكستانية بأن تقوم بمطالبة أمريكا بالاعتذار عن هجومها الذي شنته في 26/11 من السنة الماضية وأدى إلى مقتل 24 جنديا باكستانيا. وقال رضا رباني رئيس هذه اللجنة البرلمانية أنه في حال استئناف الإمدادات للقوات الأجنبية في أفغانستان فإنه يجب فرض ضرائب على الشاحنات. مما يدل على أن هؤلاء السياسيين لا يهمهم أرواح المسلمين بل يهمهم جلب المال فقط. أي أن هذه اللجنة البرلمانية لا تمانع في استئناف الإمدادات الأمريكية والأطلسية لقوات الاحتلال التي تحتل بلدا إسلاميا وتقوم بتدميره وقتل أهله من إخوانهم المسلمين في أفغانستان، وإنما الذي يهمهم هو كسب قليل أو كثير من المال. وأكثر ما يطالب به هؤلاء أن تطلب حكومتهم من أمريكا بأن تقدم اعتذارا على جريمتها بقتل 24 عسكريا، ومع ذلك ترفض أمريكا تقديم أي اعتذار. فلم تطلب هذه اللجنة البرلمانية بقطع العلاقات مع أمريكا وكل الصلات بها وإلغاء كل الاتفاقيات التي وقعتها معها واتخاذ حالة العداء تجاهها، بل أن تتخذ حالة الحرب معها؛ لأن فعلتها هذه بمثابة إعلان حرب على الباكستان. فيدل على أن هؤلاء السياسيين إلى جانب العسكريين سواء كانوا في الحكومة أو في البرلمان يتحلون بالتفاهة السياسية عدا خياناتهم. وقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط في خبرها عن هذه اللجنة أن “السياسيين الباكستانيين ينتقدون هجمات الطائرات الأمريكية بلا طيار في العلن ولكن المسؤولين في الولايات المتحدة وفي الباكستان قالوا “إن واشنطن شنت الكثير من هذه الهجمات بموافقة إسلام آباد”. مما يدل على ضلوع المسؤولين في الباكستان في الخيانة والتآمر على أمتهم.
———
قامت زينب بنت رئيس وزراء سابق لتركيا وزعيم حزب السعادة الراحل نجم الدين أربكان في 2012/03/06 برفع دعوى لدى المدعي العام للجمهورية ضد أخيها فاتح وضد محمد ألطين سوز زوج أختها بأنهما أدخلا في ذمتهما أموال أبيها ولم تحصل هي على شيء من تلك الأموال.
وقد تسربت أقوال ” أوغوزهان أصيل ترك ” وهو أحد أركان الحزب ووزير داخلية سابق في مؤتمر عقده في شعبة بورصة لحزب السعادة قال فيها: ” إن السيد أربكان كان شخصا ذكيا. فقد سجل كافة الأموال غير المنقولة العائدة له باسم ولده فاتح وباسم صهره محمد ألطين سوز لأنه كان يعرف أن الديون أي ( أموال حزب السعادة ) ستبقى في ذمة أولاده. فبعد وفاة أربكان دعوت محمد ألطين سوز وقلت له يجب أن تدفع هذه الديون ( للحزب ). فقد بينت له مقادير الأموال التي لديه وفي أي بنك مودعة حسب معلومات الاستخبارات التي وصلتني. وأن ” رجائي قطاي ” و” أحمد دال أوقاي ” و” فهيم أداق ” ( من أركان الحزب ومن رجالات أربكان المخلصين له ) هم شهداء على ذلك. ولدينا معلومات أكثر عن الأموال. ولكن الآن نخفي هذا الأمر”. وقال للمستمعين من أعضاء الحزب “يجب ألا تسربوا شيئا إلى الخارج فيما يتعلق بهذه المواضيع”. والصراع الجاري في هذا الحزب يهدد بزواله أو انشطاره مرة أخرى كما حصل سابقا عندما انشطر عنه إردوغان وعبدالله غول وأصدقاؤهما فأسسوا حزب العدالة والتنمية.
والجدير بالذكر أن نجم الدين أربكان كان قد حوكم بسبب أموال قيل أنها ربما تبلغ قيمتها 400 مليون دولار ملك للحزب ولا يعرف مصيرها، فحكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة 5 سنوات، ولكبر سنّه جعلت حبسه في بيته. وقبل سنتين أصدر رئيس الجمهورية عبدالله غول عفوا عنه لكبر سنه أيضا، وعاد فترأس حزب السعادة وأسقط رئيس الحزب نعمان قورتلوش بتصرفات سيئة، بحيث قام ابنه فاتح ومعه مجموعة من أفراد حزبه الموالين له بالهجوم على حفلة إفطار نظمها الحزب وتعدوا على الصائمين بالضرب والشتم وتوجيه الإهانات والاتهامات لرئيس الحزب نعمان قورتلوش. وقد انفصل قورتولش عن حزب السعادة وأسس حزبا آخر.
ففي تركيا تتكرر مثل تلك الحوادث وقد حصل مثل ذلك في الحزب القومي عندما توفي رئيسه ألب أصلان تركيش. فظهر الصراع على المال وعلى الزعامات. وعندما توفي أجاويد رئيس حزب الاشتراكي الديمقراطي انتهى هذا الحزب تقريبا ولم يبق إلا أرملة أجاويد تتحكم في حزب مشرذم لا يجمعهم إلا حب شخص أجاويد.
فمثال هذه الأحزاب في لبنان وفي غيرها من البلاد العربية والإسلامية كثير فهي أحزاب غير مبدئية تكون التبعية فيها أكثر ما تكون لزعيم الحزب وتكون الرابطة الشخصية أو المصلحية هي الرابط بين أفرادها، عدا عن أنها لا تتبنى أفكارا محددة وواضحة فتسير سيرا براغماتيا وتتقلب حسب الظروف وتبدل آراءها وسياساتها حسب الأوضاع السياسية الداخلية أو الإقليمية أو الدولية. وطريقتها هي ما يمليه عليها النظام في البلد فتلتزم به ولا تعمل على تغييره رغم فساده وبطلانه. والأنظمة تدعم هذه الأحزاب وتشجعها لأنها تديم عمرها أي تديم عمر الأنظمة الفاسدة وتفسد طبيعة الناس النقية وتجعل الناس لا يثقون في الأحزاب ولا ينتمون لها إلا لتحقيق مصلحة لا غير. مع العلم أن الإسلام يفرض على المسلمين الابتعاد عن مثل هذه الأحزاب ويفرض عليهم أن ينتموا لأحزاب إسلامية خالصة تتبنى الإسلام فكرة وطريقة وتكون الرابطة فيه هي الرابطة المبدئية فقط لا غير.