الجولة الإخبارية 29-3-2012
العناوين :
• حركة النهضة (الإسلامية) تخيب آمال التونسيين وتسقط الإسلام كمصدر من مصادر التشريع في الدستور التونسي.
• مشاركة وفد من الكنيست (الإسرائيلي) في نشاطات البرلمان المغربي ما زال لغزاً مستعصياً على الحل.
• بريطانيا تركز نفوذها الاستعماري في شمال الصومال.
التفاصيل:
في سابقة هي الأولى من نوعها تقوم حركة محسوبة على التيار الإسلامي بإسقاط الإسلام كمصدر من مصادر التشريع في الدستور التونسي تحت ذريعة التوافق بين التيارات التونسية؛ فقد ادّعى المسؤول بحركة النهضة (الإسلامية) عامر العريض بأن حركته: “قرّرت الاحتفاظ بالفصل الأول من الدستور السابق لعام 1959م كما ورد دون تغيير” والذي يكتفي باعتبار تونس دولة حرة لغتها العربية ودينها الإسلام دون أدنى إشارة إلى أن الإسلام مصدر للتشريع فيها.
وبرّر العريضي هذا الموقف المخزي لحركة النهضة بالقول: ” نحن حريصون على وحدة شعبنا ولا نريد شروخاً “.
ونظراً لهذا الموقف المخيب لآمال المسلمين التونسيين فقد نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع يطالبون بجعل الشريعة الإسلامية أساساً وحيداً للدستور وبإقامة دولة الخلافة الإسلامية.
وبذلك تكون حركة النهضة قد خانت الأمة الإسلامية وتنكبت لوعودها للناخبين الذين لم ينتخبوها في الأصل إلا من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية.
———
شارك الأسبوع الماضي وعلى وجه مفاجئ وفد من الكنيست (الإسرائيلي) برئاسة عضو الكنيست دافيد ساركانا في أشغال الدورة الثانية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في العاصمة المغربية الرباط.
وقد استنكرت قيادات الحزب الحاكم وقيادات المعارضة هذه المشاركة وبدا على جميع القيادات الحكومية والبرلمانية ارتباكاً واضحاً حاولت هذه القيادات التنصل تماماً من تحمل مسؤولية منح الإذن للوفد (الإسرائيلي) بالدخول والمشاركة في نشاطات البرلمان.
فقالت الحكومة بأن هذا النشاط البرلماني ليس له علاقة بالهيئة التنفيذية وإنما هو من تنظيم البرلمان الأوروبي وليس بدعوة من المغرب وقالت وزارة الخارجية المغربية بأنها لم تتلق أي طلب للحصول على تأشيرة دخول البلاد من قبل الدبلوماسيين الصهاينة.
والسؤال الذي لم تتم الإجابة عليه هو: أين الدولة المغربية وأين سيادتها إذا كانت الحكومة فيها لا تعلم كيف دخل الوفد (الإسرائيلي) إلى المغرب ولا تعلم من الذي استضاف هذا الوفد في النشاط البرلماني؟
ومعلوم أن الحكومة والبرلمان المغربيين يسيطر عليهما حزب العدالة والتنمية المحسوب على الإسلاميين فهل هناك قوة خفية نسَّقت هذا العمل التطبيعي مع دولة يهود؟ وهل هذه القوة هي القصر الملكي أو ما يسمونه بالمخزن؟ وإذا كان الأمر كذلك فما قيمة الحكومة والبرلمان؟
إن الاختبار الحقيقي لحزب العدالة والتنمية في هذه المسألة على الأقل هو قيامه بكل صراحة بالإعلان عن كيفية حدوث هذا الاختراق (الصهيوني) للمغرب ومحاسبة الجهة التي تقف وراء هذا الاختراق ولو كان الملك نفسه.
فإذا لم يقم الحزب الذي يعتبر حزباً حاكماً في المغرب بذلك فإنه يكون قد سقط في الاختبار وتبين أنه مجرد واجهة للقصر الملكي الذي ما زال متحكماً في كل شاردة وواردة في البلاد.
———
بعد المؤتمر الدولي الذي عقد في لندن مؤخراً تحت شعار دعم الصومال، قدّمت بريطانيا مساعدات أمنية ومساعدات سميت إنسانية للصومال بشكل ملفت للنظر، وبعد التدقيق في هذه المساعدات البريطانية وهذا الاهتمام البريطاني المفاجئ بالصومال يبين أن لبريطانيا مصالح استعمارية ضخمة جديدة في الصومال، فقد تحدثت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية: ” إن دخول بريطانيا في صناعة النفط الصومالية يعتبر بمثابة النعمة التي تهبط على اقتصاد المملكة المتحدة وأن الصومال سيمثل نقلة كبيرة للاقتصاد البريطاني “.
وتقول التقارير أن إقليم بلاد بونت لاند الصومالي يحوي على احتياطي نفطي يبلغ العشرة مليارات برميل وتسيطر بريطانيا على الإقليم سياسياً وهي تضمن استقراره وتحقيق شيء من الرفاه مقارنة بالدمار الذي يلحق بمعظم أراضي الصومال الجنوبي.
وأراضي الصومال الشمالي وأراضي بونت لاند شمال الصومال تحوي كنوزاً وثروات خيالية في جوفها وبالإضافة إلى احتوائها على الثروة النفطية الخيالية فهي تحتوي أيضاً على مادة اليورانيوم بكميات كبيرة.
لقد كان حرياً بالعرب وبالجامعة العربية لو كان حكامهم مخلصين أن يهبوا لمد يد العون للصومال وأن يمنعوا الأجانب والمستعمرين من العبث بمقدراتها وأن يعملوا على إنقاذها وإعادتها إلى امتدادها الطبيعي للبلاد العربية والإسلامية.