خبر وتعليق مؤتمر أصدقاء الدول وصفة غربية لاحتواء الثورات
من مؤتمر أصدقاء ليبيا إلى مؤتمر أصدقاء الصومال ومن مؤتمر سوريا إلى مؤتمر أصدقاء اليمن وقائمة مؤتمرات الأصدقاء هذه مرشحة للتكاثر والتكرار في البلدان العربية والإسلامية التي تقع فيها الثورات أو تنفجر فيها الحروب الأهلية.
تُرى فما هي حقيقة هذه المؤتمرات وما هي أهدافها؟
بداية لا بد من التأكيد على حقيقة أن هذه المؤتمرات تقف من ورائها قوى دولية كبرى استعمارية وطامعة ذات علاقاتها على أساس الصداقة التي سميت المؤتمرات باسمها لان هذه القوى الدولية هي دول رأسمالية استعمارية تعمل بلا كلل ولا ملل للحفاظ على نفوذها في البلدان الثائرة وتحاول إجهاض الثورات والحيلولة دون انتصار الشعوب ومنعها من التحرر من قبضة الاستعمار للإبقاء على نفوذها وعدم المس بمصالحها.
ومن هنا كان طبيعيا إدراك أن الصداقة لا وجود لها في عالم السياسية اليوم والموجود هو المصالح فقط.
وبالتدقيق في واقع هذه المؤتمرات نجد أن الذي يُروج لها ليست أمريكا باعتبارها الدولة الأولى في العالم وإنما هي الدول الأوروبية الاستعمارية التقليدية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا فأمريكا غالبا لا تحتاج إلى عقد مؤتمرات لتمرير سياساتها لان لديها من القوة ما يغنيها عن حشد الحلفاء والتوسل إليهم.
لذلك نجد مثلا أن بريطانيا وفرنسا هما اللتان وقفتا خلف مؤتمري ليبيا وسوريا وكذلك نجد أن بريطانيا هي التي دعت إلى مؤتمر يجمع ما يسمى بمجموعة أصدقاء اليمن للاجتماع في الرياض في شهر أيار (مايو) المقبل بينما أمريكا يكاد مبعوثوها لا يغادرون البلاد الثائرة ولا تنقطع زياراتهم عنها ولو حتى لبضعة أيام.
فمساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان متواجد بشكل شبه دائم في اليمن وقد نقلت وسائل الإعلام اليمنية عن فيلتمان أنه :” ركّز على التزام الولايات المتحدة الأمريكية في المرحلة الانتقالية باليمن وعلى الحاجة إلى هذه العملية السياسية ” والتقى فيلتمان وفقا للحكومة اليمنية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وغيره من المسؤولين الحكوميين بالإضافة إلى قادة شباب وناشطات وممثلين عن وسائل الإعلام حسبما ذكرت وسائل الإعلام اليمنية.
فأمريكا إذا ليست بحاجة إلى مؤتمرات لأنها موجودة سياسيا على ارض الواقع وبشكل دائم ويدعم هذا الوجود السياسي الأمريكي الدائم في اليمن قوتها العسكرية والاقتصادية والتي تنعكس على شكل نفوذ كبير في داخل الدول التي تقع فيها الثورات بشكل خاص.
أما بريطانيا وفرنسا فإنهما مفتقرتان إلى مثل هذه المؤتمرات لتحقيق عدة أهداف أبرزها :
1- الاستقواء بالدول المشاركة في المؤتمرات للاتكال عليها في تثبيت أو إيجاد نفوذها.
2- التشويش على أمريكا ومحاولة منعها من الاستفراد بالدول.
3- إيجاد فرصة للاتصال بالسياسيين والتأثير عليهم وشراء بعضهم.
هذا هو واقع هذه المؤتمرات فهي لا تصب إلا في مصلحة الدول الاستعمارية وهي مكان للصراع الدولي بين تلك الدول أو للصفقات فيما بينها لذلك كان حريا بممثلي الأمة والسياسيين فيها نبذ هذه المؤتمرات ورفض المشاركة فيها رفضا قطعياً.
أبو حمزة الخطواني