Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الكفر ملة واحدة والمسلمون امة واحدة

 

قال وزير خارجية روسيا أن حكومته مستعدة لكي تسمح لحلف شمال الأطلسي استخدام قواعده العسكرية بشكل مؤقت في عملياته العسكرية التي يقوم بها في أفغانستان. حيث أوضح وزير خارجية روسيا سركيي لافروف أن المحادثات المتعلقة بهذا الموضوع جارية وأن استتباب الأمن والاستقرار في أفغانستان هو مهم أيضا لروسيا. الوزير الذي أبلغ عن تناول البرلمان الروسي لهذا الموضوع قال أيضا أنه قدم اقتراحا لأعضاء البرلمان الروسي بسماحهم لاستخدام القواعد الجوية، كما أكد على أن حلف الناتو سيقوم باستخدام القواعد العسكرية لغرض نقل القوات العسكرية والمواد اللازمة الى أفغانستان فقط. [www.voanews.com/…/Rusya-ABD-ve-NATOya-Us-Vermeyi-Duunu… /14.03.2012]

 

التعليق:

 

قبل كل شئ فإننا لن نجانب الصواب إن قلنا إن روسيا هي التي قامت في سنة 1979 باحتلال أفغانستان وهي التي مُنيت بهزيمة ساحقة وكانت أفغانستان بالنسبة لها حسرة وندامة وتجربة مريرة. كما أن مسألة الهزيمة التي مُنيت بها روسيا في أفغانستان لعبت دورا هاما في انهيار الاتحاد السوفييتي، اذ أنه في الوقت الذي قام الاتحاد السوفييتي آنذاك بالانسحاب من أفغانستان بموجب اتفاقية جنيف التي وُقعت في 14 نيسان 1988 فقد زاد النفوذ الامريكي في هذا البلد واستمر هذا النفوذ الى ان تُوِّج باحتلال أمريكا له في 7 تشرين الاول 2001. إن نهاية كل من الاحتلال الروسي والأمريكي لأفغانستان بالفشل الذريع، والخسارة التي مُنيت بها قوات الكفر العسكرية التابعة لحلف الاطلسي أمام ثلة من المجاهدين، وثبات المسلمين على عقيدتهم وإسلامهم بالرغم من قيام قوات الغرب الكافر بقتل المسلمين لسنوات طويلة للحفاظ على مصالحهم، وقيام الشعوب الإسلامية خصوصا في الآونة الأخيرة في منطقتي شمال افريقيا والشرق الاوسط بالثورة على الأنظمة الطاغية وعدم تراجع هذه الشعوب بالرغم من ممارسة كل أساليب التعذيب والقتل والظلم، كل هذا كان مبعث قلق بالنسبة للدول الكافرة وعلى رأسهم امريكا. لهذا وكما يبدو فإن روسيا بعد كل هذه التطورات تسعى لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع الخطر آخذة بنظر الاعتبار انتقال عدوى الثورة إلى البلدان الإسلامية المجاورة لها كأفغانستان، فهي من جهة قامت باتخاذ إجراء مضاد لأمريكا وذلك من خلال استخدامها لحق النقض في مجلس الأمن فيما يتعلق بمشروع القرار الذي يخص سوريا بحجة أنه تدخل سافر في الشؤون الداخلية ومن جهة اخرى فإنها تتهيأ لفتح قواعدها العسكرية لأمريكا التي تقوم قواتها العسكرية المحتلة لأفغانستان يوميا بقتل الشعب الأفغاني المسلم.

 

وهذا هو أوضح دليل على أن سلوك روسيا وتصرفاتها فيما يتعلق بالبلاد الإسلامية وعلى رأسها مايخص سوريا ليس الغرض منه حماية حقوق المسلمين بل حماية مصالحها فقط. حيث أن روسيا التي تتخذ من دول آسيا الوسطى حديقة خلفية لها تبحث عن السبل الكفيلة لاتخاذ سياسات معاكسة ومضادة لأمريكا عندما يتعلق الأمر بالدرع الصاروخي أو ما شابه ذلك من مواضيع ولكن عندما يتعلق الأمر بشعب مسلم فإنها تقوم فورا باتخاذ إجراءات مشتركة حتى ولو كان مع ألد أعدائها. علما أن هذه ليست المرة الاولى التي تقوم فيه روسيا باتخاذ اجراءٍ فيما يتعلق بأفغانستان. فقد سمحت مِن قَبل لأمريكا وحلف الأطلسي أن يستخدما سككها الحديدية بشأن أفغانستان وخصصت لنفس الغرض طريقا ملاحيا جويا خاصا للطلعات العسكرية. وبطبيعة الحال فإن هذا الأمر يُظهر مرة أخرى أن كون الكفر ملة واحدة وأن المسلمين أمة واحدة هي حقيقة لا لبس فيها. فكما أن دول الكفر يقومون بتقتيلكم وتعذيبكم وإجباركم على ترك دياركم وهم متضامنون فيما بينهم فكذلك أنتم أيها المسلمون عليكم أن تتضامنوا فيما بينكم وتعملوا ضد هؤلاء وتسقطوا الحكام الخونة المسلطين على رقابكم والذين يعملون لتحقيق مصالح الدول الكافرة وتقيموا مكانهم دولة الخلافة الراشدة التي ستعاقب هذه الدول الكافرة على ما اقترفته وستنتقم منهم. واسمعوا الى قوله تعالى كيف يبين لنا ماتُكنُّه صدور الدول الكافرة تجاهكم إذ يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} (آل عمران: 118).