خبر وتعليق خطة الأمم المتحدة الدموية لوقف إطلاق النار هي جزء من خطة الحفاظ على آلة القتل
إنّ خطة الأمم المتحدة إرسال بعض المراقبين لا تقدم شيئا ملموسا لمنع وحشية نظام الأسد ضد الشعب السوري، كما إنّها لا تضع حدا لمجازر القتل العديدة التي تفتك بالمدنيين الأبرياء وتهرق الدماء النقية من الشهداء، فخطة الأمم المتحدة بإرسال بعض المراقبين الهدف منها تطبيق خطة عنان ذات الستّ نقاط، وبالنظر إلى بعض المقتطفات من خطة عنان نرى أنها من جانب تفضح عدم فعاليتها في وقف وحشية الأسد وأتباعه، ورغبتهم الجامحة في سفك الدماء الزكية من أهل الشام. فعلى سبيل المثال: فقد ورد في الخطة ” فإنّه كما يجري حاليا اتخاذ هذه الإجراءات على أرض الواقع، يتعين على الحكومة السورية العمل مع مبعوث الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف العنف المسلح بجميع أشكاله من قبل جميع الأطراف، مع وضع آلية فعالة لمراقبة الأمم المتحدة … وبالتزامن مع ذلك فإنّ التزامات مماثلة يسعى إليها مبعوث من المعارضة وجميع العناصر ذات الصلة لوقف القتال والعمل معه من أجل التوصل إلى وقف دائم للعنف المسلح بجميع أشكاله من قبل جميع الأطراف مع وضع آلية فعالة لمراقبة الأمم المتحدة “.
كيف يمكن للأمم المتحدة أن تساوي بين العنف الذي يرتكبه نظام الأسد الاستبدادي، وبين من يدافعون عن حياتهم وممتلكاتهم؟ فمن الذي يقوم بلا كلل أو ملل بقتل الرجال والنساء والأطفال والرضع، ويتخذ جميع التدابير اللازمة لإبادتهم من الوجود؟ حتى إنّه يمكن للأعمى والبصير أن يرى الجرائم البشعة التي يقوم بها نظام الأسد، ورائحة الشرّ تفوح منها، والشر كله من قيادة هذا النظام. ثم مرة أخرى! ماذا يمكن أن نتوقع من الأمم المتحدة، وهي أداة بيد القوى الاستعمارية ولها تاريخ طويل في قيادة حملة الغرب لقمع الإسلام والمسلمين؟!
إنّ المجرمين الحقيقيين الذين يقفون وراء الأسد واقتراحات كوفي عنان الدموية هي روسيا والصين والولايات المتحدة. فهذه هي الدول نفسها التي تدّعي صداقة سوريا، ولكن في الواقع هم أصدقاء الأسد، وكل دولة منها لديها مصلحة خاصة بها تسعى للحفاظ عليها باستمرار حكم الأسد الدموي وهي مع قمع الشعب السوري؛ فبالنسبة لروسيا والصين، فإنّ نظام الأسد ضد الإسلام السياسي، وهو المنفذ الوحيد لتسليط الضوء على قوتهما البحرية، ولتحقيق مصالحهما الاقتصادية، أما بالنسبة لأمريكا، فإنّ طول عمر حكم الأسد هو ضروري لخططها في السيطرة على بلاد الشام وتمكين إيران في المنطقة.
وبالتالي فإنّ القوى الكافرة تتغاضى عن الفظائع الوحشية التي يرتكبها الأسد ضد إخواننا وأخواتنا في سوريا، أملا في تأمين مصالحهم ومنع انهيار فوري لنظام الأسد حتى يتم العثور على بديل مناسب له. في غضون ذلك، فإنّ هدفهم الجماعي هو إدارة انهيار حكم الأسد القمعي تدريجيا، من خلال مقترحات السلام غير الفعالة، والمبادرات الأخرى التي تهدف إلى تهدئة مشاعر الغضب، واسعة الانتشار في العالم الإسلامي، وما نشهده في سوريا اليوم يعيدنا بالذاكرة إلى مذابح المسلمين في البوسنة.
إنّ خلاص المسلمين الوحيد في الشام هو بالوقوف صفا واحدا، ورفض كل الاقتراحات التي تنادي بها القوى الكافرة من خلال عملائهم في الأمم المتحدة وفي الدول المجاورة، ويجب الإدراك أنه فقط من خلال إعادة الخلافة الإسلامية سوف تكون الشام قادرة على قهر القوى الكافرة ودحرها، وعلى الأخص، أمريكا وأوروبا، من الأرض النقية من الشام.
ألا وليتذكر أهل الشام كيف أجبر الخلفاء الراشدون روما على الفرار من سوريا في عهد عمر بن الخطاب، وليذكروا أنّ هرقل المهزوم ودّع سوريا وهو يعلم بأنّه لن يعود، حيث قال: ” وداعا، وداعا طويلا لسوريا، مقاطعتي الجميلة، السلام عليك يا سوريا، أي أرض جميلة أنت سوف تكونين بيد العدو “.
أيها المسلمون في بلاد الشام! لقد حان الوقت لإعادة كَرّة آبائكم، من خلال الوقوف صفا واحدا مع إخوانكم في القوات المسلحة، ولترسلوا بالرد اللائق إلى الإمبراطورية الرومانية الجديدة (الغرب)، العدو الرئيس للمسلمين، فتقهروهم وتكنسوهم من هذه المنطقة وإلى الأبد.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) الأنفال 24
أبو هاشم البنجابي