خبر وتعليق خدمة لسياسة أمريكا، البنك الدولي يواصل حضوره الفاعل على المشهد السياسي في اليمن
أوردت صحيفة الثورة الحكومية اليومية الصادرة في اليمن يوم الجمعة 4 أيار/مايو الجاري في عددها 17336 الخبر التالي “أعلن البنك الدولي أن مجلس المديرين التنفيذيين في البنك الدولي وافق أمس الأول على مشروع يستهدف توفير فرص العمل المطلوبة بشدة في اليمن وتقديم الخدمات الملحة في القرى والمناطق الحضرية الفقيرة بتكلفة 65$ مليون .”
البنك الدولي الذي فرضته أمريكا عام 1995م على نظام صالح في اليمن، بعد فشل مشروعها لإعادة تقسيم اليمن بحرب صيف 1994م، ليعبث باقتصاده من خلال برنامج الإصلاح المالي والإداري ويوصله إلى حافة الانهيار، علّق قروضه المقدمة لنظام صالح وأغلق مكتبه في صنعاء في 28 يوليو/تموز 2011م وحجب قرضاً لنظام صالح حينها بقيمة 542 مليون دولار كورقة ضغط لحمل صالح على التنحي عن كرسي الحكم، وعاود فتح أبواب مكتبه بصنعاء يوم 23 كانون ثانٍ/يناير 2012م بعد الإعلان عن تشكيل حكومة الوفاق برئاسة باسندوه لرفع تعليق قروضه للنظام الحاكم في اليمن وسط ترحيب رئيس حكومة الوفاق باسندوه.
وفي هذا الإطار التقى محمد باسندوه رئيس حكومة الوفاق يوم الأحد الموافق 6 أيار/مايو الجاري المديرَ التنفيذي بالبنك الدولي والممثل عن اليمن ميرزا حسن بحضور وزير التخطيط والتعاون الدولي د.محمد السعدي، الذي زار واشنطن نهاية شهر نيسان/أبريل المنصرم بصحبة وزير المالية صخر الوجيه لبحث علاقات اليمن بالبنك الدولي فيما يخص التحضير لاجتماع أصدقاء اليمن نهاية الشهر الجاري في الرياض وعقد مؤتمر المانحين لليمن. هكذا يكون باسندوه على صلة مباشرة بالبنك الدولي وأعماله في اليمن.
يعود البنك الدولي برفقة حليفه صندوق النقد الدولي ليمسكا باقتصاد اليمن ويوجّهاه لتكون لأمريكا السيطرة عليه، بعد أن أجهز عليه البنك الدولي طوال الـ 16 سنة الماضية، وتمهيداً لذلك أطلق مكتب البنك الدولي بصنعاء تقريراً مطلع شهر نيسان/ أبريل المنصرم قال فيه “إن ما يمتلكه اليمن من احتياطيات نفطية يكفي بالمعدلات الحالية لاستخراجه حوالي 270 ألف برميل يومياً ما بين 10ـ 12 سنة”. البنك الدولي يقول ذلك وهو يعلم تمام العلم حقيقة وضع النفط في اليمن وأن أغلب أحواضه الرسوبية التي يمكن أن تحوي النفط لم تُفتح بعدُ أمام أعمال الاستكشاف والتنقيب، ليجعل لأمريكا الحظوة في ملف استكشاف وإنتاج النفط في اليمن الذي حرمت منه طويلاً. وهي التي حطت عينها على شواطئ البحر الأحمر منذ نهايات الخمسينات من القرن الماضي وقامت شركة بان أمريكان بحفر بئر استكشافية في ثمود بحضرموت عام 1961م.
إن أمريكا تجد الفرصة الآن مواتية لتحقيق مآربها في السيطرة قدر الإمكان على اليمن الذي لم تترك لها بريطانيا فرصة لتحقيق ذلك.
ألم يئن الأوان لأبناء اليمن أرض الإيمان والحكمة بأن يزيلوا عن كاهلهم سيطرة دول الغرب عليهم وأن يعيدوا مجد أسلافهم الأولين من المسلمين الذين آزروا دولة الإسلام في المدينة المنورة فيقيموا دولة الخلافة الراشدة الثانية؟
مهندس: شفيق خميس
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن