Take a fresh look at your lifestyle.

رسالة مفتوحة


يا عبيد أمريكا!


تعرفون جيدا أنّ زوجي نفيد بوت، الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في باكستان، وفي الحادي عشر من مايو/أيّار 2012، يوم الجمعة في 12:30 كان يوصل أطفالنا من المدرسة إلى البيت، وقبل أن يصل إلى بوابة المنزل، تكالب عليه ثمانية إلى عشرة من موظفي الأجهزة السرية ووضعوه في سيارة جيب من نوع سوزوكي، وهي المركبات التي يستخدمها عادة جهاز الاستخبارات الباكستانية ISI، وكان ذلك أمام شهود عيان من جيراننا، حيث قال شاهد عيان أنّ أحد سيارات الاستخبارات قطعت الطريق على سيارة نفيد وترجل منها ثمانية إلى عشرة رجال يرتدون السراويل السوداء والقمصان المرقطة مرددين كلمة “أمن”، وبرفقة هؤلاء الرجال مسئولون في الاستخبارات ويلبسون اللباس الرسمي لهم، وهو ما تسبب لأطفالي بهلع وخوف دخلوا على إثره إلى البيت وهم يبكون، وأبنائي هم أربعة، أكبرهم سناً ابن العشرة وأصغرهم ابن السنتين.

 

تعلمون جميعا ما هي “جريمة” زوجي والتي بسببها اختطفتموه، وتعلمون جيدا لماذا اعتبرتها “آلهتكم” أمريكا أنها جريمة، “فجريمة” زوجي هي أنّه الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في باكستان، الحزب الإسلامي الأكبر في العالم الإسلامي، والذي يعمل من أجل إعادة إقامة الخلافة الراشدة الثانية لاستئناف الحياة الإسلامية.

 

في عام 2003 فرض مشرف حظرا على حزب التحرير لأنّ الحزب بدأ يحوز على ثقة الناس جميعا بشكل سريع ومن بينهم الوجهاء، وبعد كل شيء، لم يكن هناك مسلم لا يريد دولة واحدة إسلامية  بأمير واحد بدلا من 57 دولة، لذلك فإنّه من شدة خوف أمريكا من الإقبال الواسع على هذه الفكرة، فقد أملت عليكم حظر حزب التحرير، ومن يومئذ بدأت الأجهزة السرية حملة لا هوادة فيها من الاعتقالات والمضايقات وعمليات الاختطاف ضد أعضاء حزب التحرير ، وقد حاولوا خطف زوجي في مناسبات عدة، حيث كان يحيط به رجال الشرطة محاولين خطفه، ولكن الله سبحانه وتعالى يحميه وينجيه في كل مرة، وحتى منذ ما قبل الحظر فقد عشنا تحت تهديد الخطف، وهذا التهديد هو في بلد إسلامي من قبل أجهزة تسمي نفسها إسلامية، التي ينبغي أن يكون دورها حماية المسلمين من أعداء الإسلام والمسلمين. ولكن للأسف فإنّ هذه المؤسسات باتت تعمل كمرتزقة لحماية الشخصيات الدمى الأمريكية أمثالكم، وحتى إنهم يقومون بالتجسس على المسلمين واختطاف المخلصين وسجنهم لأنهم يريدون تطبيق الإسلام كاملا في باكستان، وهي الأراضي التي نشأت باسم الإسلام، و”الجريمة” الوحيدة لهؤلاء المسلمين هي أنهم يرفعون أصواتهم من أجل الإسلام، ونشر الدعوة التي تجعل كلمة الله هي العليا على أرض الله، ولأنهم يكافحون حتى يصبح الإسلام هو المهيمن على العالم بأسره.

يا من بعتم أنفسكم رخيصة لأمريكا! هل تعتقدون أنّكم بمثل هذه الأعمال المشينة والجبانة ستمنعون إقامة دولة الخلافة؟ أو من خلال تهديدكم لنا سوف تمنعوننا من العمل لها؟ كلا والله، بل نقول لكم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا رؤساء قريش: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه، وهكذا، يا خونة الأمة وأعداء هذا الدين، فافعلوا ما تريدون! واحشدوا ما شئتم من المرتزقة، من حلفائكم  و”آلهتكم” من أمريكا وبريطانيا وأوروبا وحاربوا الله وجيشه وسترون لمن تكون الغلبة؟

 

وماذا حققتم من خلال خطف رجل واحد، نفيد بوت؟ فهل تعتقدون أنّ الدعوة إلى الخلافة ستتوقف؟ أم أنكم ستحصلون على التصفيق والتكريم في معابد أمريكية لنجاحكم في إرسال 8-10 من البلطجية لاختطاف رجل واحد، رجل مريض تجرونه إلى زنازينكم السرية بدون محكمة أو قانون؟! هنيئا لكم قانون وشريعة الغاب الذي تحكمون بها!

 

أما بالنسبة لكم يا موظفي الأجهزة السرية، فإنّي أقول لكم اتقوا الله، وعارٌ عليكم لأنكم لا تعملون من أجل حماية الإسلام والمسلمين، فأنتم بهذه الأعمال تخونون الله ورسوله والمؤمنين لمصلحة أسوأ أعدائنا. إنّ أيادي كياني زرداري وجيلاني ملطخة بدماء المسلمين الأبرياء في مناطق القبائل وأفغانستان وفي جميع أنحاء باكستان، وإن كنتم تعتقدون بأنّكم بأعمالكم هذه تؤمّنون الخبز والماء لعيالكم، فأنتم في الحقيقة تقضون على مستقبلكم ومستقبل أطفالكم، لأنّه إذا قضيتم على هذه البلاد، فمن أين لكم مصدر تطلبون الرزق من خلاله؟ وأما بالنسبة للحياة الأبدية، الحياة الآخرة، فإنكم تضيّعون فرصتكم فيها، فاتقوا الله لأنكم مسلمون، ولستم كفارا، وينبغي أن تحددوا ولاءكم إما مع الإسلام أو الكفر، أي إما مع جيلاني وكياني وزرداري أو مع حزب التحرير والمسلمين؟ واعلموا أنّ حكم هؤلاء الخونة مرهون بأعمالكم ويقوم على أكتافكم، وإذا قررتم زلزلة الأرض من تحت أقدامهم فستكونون ممن يفلحون في هذه الحياة، ويجزيهم الله سبحانه وتعالى خيرا في الآخرة.

 

يا كياني وجيلاني وزرداري! أفرجوا عن حبيب الله سليم وعن زوجي على الفور! واعلموا أنّه كلما طالت الأيام التي تبقون عليهم فيها في الأسر ستزيد عقوبتكم الوشيكة على جرائمكم، حيث يجب أن تعلموا بأنّ الخلافة سوف تحاسبكم على كل جريمة تقترفونها، ووالله إنّ ذلك اليوم بات قريبا جدا، اليوم الذي سيلتف فيه حبل المشنقة على رقابكم، ونهاية المجرمين تكون دائما درساً وعبرة لأولئك الذين يأخذون حذرهم!