Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق رسالة إلى القرضاوي

 

 

(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء 17

الخبر:

قال الشيخ يوسف القرضاوي في تصريح للإذاعة الوطنية التونسية يوم الجمعة 4 مايو 2012م: (إن الديمقراطية ليست كفراً كما يتصور بعض المتشددين، بل هي التوبة ذاتها، وإن الديمقراطية التي أتت بها الثورات العربية هي ديمقراطية الله لعزة الإسلام وإن الإسلام يدعو إلى التعدد والاختلاف.)

 

وأشار القرضاوي إلى بعض المسلمين الذين يرفضون الديمقراطية لأسباب مبدئية، ولو غاصوا في التفاصيل لعرفوا فوائد النظم الديمقراطية القائمة على العدل والحرية والمساواة.

 

التعليق:

لا نريد أن ندخل في جدال حول كفر الديمقراطية من عدمه، فهذه محطة تجاوزتها الأمة الإسلامية بحمد الله، ولأن كل ذي عقل ينظر إلى الأمور بتجرد يدرك كفر الديمقراطية التي تعني سيادة الشعب بدل سيادة الشرع.

 

وإنه ليس غريباً أن يصدر مثل هذا الكلام في الوقت الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ” كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا ” مسند ابي يعلى الموصلي.

 

ولكن الأغرب هذه المرة هو القول إن الديمقراطية هي التوبة ذاتها! وهذا يعني أن على المسلمين الإقلاع على الفور من مبدأ حاكمية الشرع الذي قررته عقيدة الإسلام واعتناق الديمقراطية التي هي تمرد على سيادة شرع الله.

 

إننا ومن باب إحسان الظن بمن نطق الشهادتين نرسل هذه الرسالة تحذيراً وتذكيراً.

 

تحذيراً من مثل مصير ذلك الرجل الذي كان من علماء بني إسرائيل وعُبادهم فانتكس في آخر عمره فأمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقص قصته على أمته ليكون عبرة لها وعظة (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ* وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الاعراف 175.

 

وتذكيراً بالتوبة على حقيقتها كما قررها القرآن الكريم (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا *ٓ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا). النساء 17-18.

 

عوض خليل (أبو الفاتح) – الســودان