إعادة انتخاب غليون: المجلس الوطني أحد أوجه التآمر على الثورة السورية المباركة
تمت أمس الثلاثاء في 15/05/2012م إعادة انتخاب برهان غليون رئيساً للمجلس الوطني السوري لفترة ثلاثة أشهر. وكان انتخابه هذا للمرة الثالثة على التوالي: في شهر 10/2011م، وفي شباط 2012م، والثالثة في أيار 2012م وسط خلافات بين أعضاء المجلس، فقد قيل إنه “اختير لعدم التوافق على شخصية معارضة غيره”؛ ومن العجيب أن عملية إعادة انتخابه قد تمت وسط أجواء من الاعتراف بالفشل، حيث صرّح غليون نفسه بعد يوم من انتخابه: “إن أداءنا كان ضعيفاً” و”وإنني مصمم على التخلص من الفشل”.
إن اعترافه هذا في ظل عملية الإجرام المهولة التي يرتكبها النظام السوري المجرم هو جريمة بحد ذاته، وهو مؤشر قوي واضح على أنه مفروض على المجلس من قوة خارجية “أمريكا”، وأن بقاءه ليس بيده ولا بيد أعضاء المجلس، فهو يقر ويعترف بأن أداءهم كان ضعيفاً فاشلاً، ومع ذلك يبقى رئيساً للمجلس! كما هو حال بشار رئيس النظام السوري الساقط حكماً، فهو يمسك بقوة بطرفي الكرسي الذي يجلس عليه، في الوقت الذي يدرك فيه أن الناس في سوريا يلعنونه صباح مساء، ومع ذلك فهو يقتل ويبطش، ويتشبث بمقره المتهاوي إلى أن تأذن له أمريكا بالرحيل بعد أن تصنع البديل، ومن ثم يستنفذ دوره فتلقي به إلى قارعة الطريق كأشياعه من قبل…
إن رئيس المجلس الوطني القديم الجديد، ورئيس النظام السوري بشار ينتظران قرار أمريكا في ترتيب أدوارهم وصنع قرارهم!
أيها المسلمون الصابرون الصادقون المنصورون بإذن الله تعالى:
إنكم مبتلون بنظام مجرم لا يرعى حرمة لكم بل هو انتهك كل الحرمات… وبمعارضة زُرعت لقيادتكم من غير خيار منكم، فلا هي من جنسكم ولا تمثلكم، بل هي بما عليه تشكل خطراً عليكم؛ إذ الغرب يعوّل عليها في احتواء ثورتكم المباركة وتحويلها عن توجهها الإسلامي وجعلها تحت مظلتهم العلمانية. ونحن في حزب التحرير نعوّل عليكم أنتم بعد الله تعالى بأن تختاروا ممثلاً لكم مَن يحمل همّكم وهمّ دينكم، ومَن يستطيع أن يخرجكم مما أنتم فيه من البلاء العظيم. إن النظام السوري زائل لا محالة، فلا تمكِّنوا أمريكا من إدخال عميل مكان عميل ليحافظ على بقاء نفوذها في سوريا… بل اقصموا ظهرها، فأنتم أحق بقيادة التغيير وأهله: التغيير الحق امتثالاً لأمر الله سبحانه، وعلى طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم… التغيير النظيف الذي يعتمد على صدق توجهكم نحو دينكم، وعلى الاستنصار بأهل القوة من أبناء الأمة المؤمنين المخلصين…التغيير الذي يعتمد على الثلة المؤمنة الواعية المخلصة التي تبنّت إقامة الخلافة مشروعَ حضارةٍ عالمياً بإذن الله.
وعسى أن نحقق معاً بشارات الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الزمان من مثل قوله صلى الله عليه وسلم:” ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةْ” رواه أحمد، و”عُقْرُ دَارِ الإِسْلامِ بِالشَّامِ” رواه الطبراني، و”تُقَاتِلُكُمْ يَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِىٌّ وَرَائِى فَاقْتُلْهُ” رواه أحمد، و”إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا” رواه مسلم.