Take a fresh look at your lifestyle.

بيان صحفي معاناة السُّجناء والمعتقلين .. الوجه الحقيقي للسُّلطة في العراق

خلَّف الاحتلال الأمريكي البغيض العديد من الآثار المدمرة للعراق فكراً وممارسة، ضمّنها دستوراً كتبه عدوُّ لله ورسوله والمؤمنين، تقوم على تنفيذه حكومة مفروضة بحراب الكافرين، تمارس الظلم والقهر ضد كل صوت مخلص ينادي: أن أدركوا هذا البلد المبارك بأهله وثرواته.. فقد أحاطت بأركانه الأربعة آفات وغوائل ليس من اليسير محو آثارها.. ففدرالية آثمة وعلمانية وديمقراطية فاجرة، عرقيـات ومذاهب وأقليـات مصطنعة منحوهـا -مكراً وغروراًـ “حق” تقرير المصير.. وفضائيات وصحف ومؤسسات كلٌّ يدعو لباطله ويسعى لتقاسم المنافع المحرمة.. حتى بات العراق مشروعا للتجزئة بل للبيع في مزادات الخيانة والتصفية ليكون أثرا بعد عين.

 

من أجل ذلك وأمثاله قامت نقابة المحامين/فرع ديالى ـمشكورةـ باعتصام اليوم الخميس 17/5/2012.. ولبَّت النداء نقاباتٌ أخرى للفت الأنظار إلى واحدة من تلك المشاكل التي يندى لها جبين الإنسانية، ألا وهي: مشكلة السجناء والمعتقلين الذين غيبتهم سجون وغياهب لا يحصي عدَّها إلا الله تعالى، بلغ تعدادهم عشراتِ، بل مئات الألوف حسب المنظمات المختصة، منذ بداية الاحتلال الغاشم وحتى يومنا هذا، بل هي في ازدياد دون توجيه تهمة أو إنجاز محاكمة عادلة، سجن معظمهم لأسباب -في غالب الأحوال- كيدية، أو لتصفية حسابات، أو معارضة لما يجري من فساد عظيم، ومن يفرج عنه منهم، وهو نزر يسير، يكون مستقبله قد ضاع أو كاد، فلا يُردُّ له اعتبار، ولا يُعَوّض عما لحقه من عسف وتعذيب وممارسات تأباها وحوش الغاب.

 

أيُّها الناس:

هذا غيض من فيض معاناة شعب منكوب ظنَّ مخدوعاً بزمن جديد زمن (الشفافية والحرية والرأي الآخر) صوره لهم تجار الحروب والمقامرون عصراً فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون، وما هي إلا أنهم أدركوا بعد حين أن حالهم بات كالمستجير من الرمضاء بالنار: فقر وبطالة، ويتم وثكالى، وجفاف أنهر وبساتين غناء، وهجر معامل ومصانع كان لهـا هدير، وفساد مالي وإداري عمَّ وطمَّ حتى غدت أرض السواد تستورد الماء المعبأ والخضر!

 

يا أهل العراق:

لتعلموا أنّه لا خلاص لكم من تلكم المآسي إلا بخروجكم على صعيد واحد لإسقاط هذه الحكومة وأن تستبدلوا بنظام حكمها الجائر ودستورها الباطل دستوراً فرضه ربُّنا عز وجل: كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال جلَّ شأنه: ( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)، فشرع الله فيه الهدى والنور والإنصاف، فلا يُعتقل أحدٌ مسلماً كان، أم ذميّاً، بغير جريرة، ولا يجوز تعذيبه مطلقاً، ولا تُوقع عقوبة إلاّ بحكم قاضٍ، وهكذا هو شرع الله، يُعَزُّ فيه أهله ويُذَّلُ أعداؤه الطامعون، فأجمعوا أمركم وجدّوا في العمل لتحقيق ذلك الوعد الحق: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُـدُونَنـي لَا يُـشْرِكُـونَ بِي شَيْئـاً وَمَـن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ).