أليس للإجرام الأمريكي حدود؟!
خرج علينا بالأمس الخميس الموافق 14-6-2012م الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن وتعهد بعدم التخلي عن أفغانستان!! ويبدو أن الأمين العام يقصد تعهده بالاستمرار بسفك دماء المسلمين في أفغانستان وعدم التخلي عن سرقة ونهب ثرواتهم واحتلال بلادهم! حيث شنت القوات المعادية في حلف شمال الأطلسي قبيل فجر يوم الأربعاء 6/6 غارة جوية على مدينة “باراكي باراك” عاصمة ولاية “لوغار” الواقعة على بعد 30 كيلومتراً جنوباً من العاصمة “كابول”، راح ضحيتها 27 شخصاً جلهم من الأطفال والنساء، منهم 18 شخصاً من أسرة واحدة، حيث كانت تستعد لحفل زواج أحد أفرادها، بعدها قام السكان بعرض جثث الضحايا على مكتب حاكم الإقليم لإثبات أنهم مدنيون عاديون وليسوا مسلحين. وإزاء ما حدث، ما كان منهم إلا أن نزلوا إلى شوراع المدينة تنديداً بجرائم الناتو المتكررة في كل يوم وأسبوع.
إن قيام حلف الناتو بهذا الفعل الإجرامي القبيح، ما هو إلا رد بعد أيام من توقيعِه وثيقةَ استسلامه الذليل، في القمة التي جمعت أعضاءه بشيكاغو في الولايات المتحدة يوم الأحد 20/5، يومها أكد قادة الحلف على موعد انسحابهم من أفغانستان نهاية عام 2014، مجرجرين خيبة الهزيمة والانكسار، بعد عقد ونيف من القتل والتنكيل، دون أمل ولو بنصر شكلي.
لقد انكشف عوار الغرب الحاقد على المسلمين للعالم أجمع، فلم تعد تنطلي على أحدٍ حيلُهم وأكاذيبُهم، من خلال دعواهم ملاحقةَ واستهداف المسلحين، فإخوانهم من بني قومهم اعترفوا بالأمر القبيح؛ فقد أعربت هيئة “مهمة المساعدة” الدولية التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان الخميس 7/5 عن “قلقها للعدد الكبير من القتلى المدنيين في هذا البلد”.
إن أمريكا والذين معها في حلفها الشيطاني هذا، يتنقلون من بلد مسلم إلى آخر، يعيثون فيه الفساد والدمار. فبعد أن فرغوا من العراق، واليوم يكملون على ما تبقى من أفغانستان وباكستان، ها هم ينتقلون لإحراق اليمن، وبتواطؤٍ من حكامه هناك. فطائراتهم التي تحلّق دون طيار، تقتل الناس جماعات وأفرادا، دونما تمييز بين مدينة وقرية، فكيف لها أن تميز بين مقاتل ومسالم؟! ثم انتقل بها إجرامها إلى الصومال، وبعمالة من دول الجوار مثل أوغندا وجيبوتي، فكان آخر إبداعاتها الحضارية!، أنْ أغرَتْ أبناء الصومال هناك على الوشاية ببعضهم البعض، فخصصت ملايين الدولارات جوائزَ لمن يتعاون معهم على أخيه المسلم، ولكن الأمر سينقلب عليهم خيبة وخسراناً بإذن الله (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )).
لذا نحمل في هذا الأمر الجلل المواقف التالية:
أولاً: إلى أولئك الذين غُرّر بهم، فانخدعوا ببريق الحضارة الغربية، وراحوا يسوّقون لأفكارها المتهافتة، بعلم منهم أحياناً أو جهل أحياناً أخرى، نقول لهؤلاء، لقد سقط القناع الذي لطالما تلطّى الغرب به، يُخفي من ورائه قبحَ وجهِه. فهذه جرائمهم ملأت الأرض شرقاً وغرباً، وأضحى يعلم بها القاصي والداني، فهلا عدتم إلى رشدكم وتُبتم إلى ربكم؟ فقد كشفت لنا ولكم الأحداث أن ديمقراطيتهم ما هي إلا قتل وتعذيب، وحريتَهم قهرٌ واستعباد… فلا قيمة لدماء المسلمين؛ ولا حرمة لأعيادهم ولا لأفراحهم ولا لأتراحهم. إن أيام الطغيان باتت معدودة، فلا تكونوا في سفنِهم، فسفنُهم غرقى لا محالة، وها هي أفغانستان شاهد على ما نقول. فعودوا إلى أمتكم، وتمسكوا بحبل الله المتين، ففيه النجاةُ ولا نجاةَ دونه.
ثانياً: إلى أهلنا المستضعفين في أفغانستان، نقول لهم إن عدوكم قد أعلن هزيمته بملء فمه، ووقّع على وثيقة انكساره بيده، فهلا صبرتم الصبر الجميل، فما النصر إلا صبر ساعة، فأروا أعداءكم منكم الثبات والغلظة، وتوكلوا على ربكم حق التوكل، فليس بينكم وبين النصر سوى أيام، وعدوكم في اندحار، وهو يجرجر قتلاه يوماً بعد يوم، وأتموا الخير عليكم بأن تعملوا مع العاملين المخلصين من أبناء أمتكم، وتقيموا الخلافة الإسلامية الراشدة، التي تعيد لكم قوتكم وسلطانكم، والتي بها وبها وحدها قَهْرُ عدوكم ورَدُّه إلى دياره بالذل والخسران.
ثالثا: على أمة الإسلام أينما وجدت، في باكستان وإيران إلى إندونيسيا والمغرب، أن تدرك أن ربها واحد ونبيَّها واحد وأن عدوها واحد، فحين تقوم أمريكا بقتل أبنائها وإخوانها في أفغانستان فهذا اعتداء على الأمة كافة، والإسلام يوجب على المسلمين اتخاذ الإجراء المصيري ضد أمريكا وحلفائها، ولئن تواطأ حكام المسلمين، مباشرة أو غير مباشرة، في جريمة أمريكا فعلى الأمة كافة أن تعمل لخلعهم ومبايعة إمام يقوم على سياستها بأحكام الشرع، ويحمي ديارها وأعراضها ويردع عدوها.
((إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ))
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير