من أروقة الصحافة الرئيس المصري يستقبل وزيرة الخارجية الأمريكية
استقبل الرئيس المصري محمد مرسي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في العاصمة المصرية القاهرة، وعقب اللقاء أكدت هيلاري كلينتون مجددا “دعم الولايات المتحدة القوي” لعملية الانتقال الديمقراطي في مصر.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها المصري محمد كامل عمرو “جئت إلى القاهرة لكي أؤكد مجددا على دعم الولايات المتحدة القوي للشعب المصري ولانتقاله الديمقراطي”
==================
بعد أن عملت الخارجية الأمريكية على مدار الساعة كغيرها من المؤسسات السياسية والعسكرية الأمريكية الأخرى منذ بدء الثورة المصرية قبل ما يقارب عام ونصف، عملت على وضع السيناريوهات والخطط والأساليب السياسية وتذليل العراقيل والتحكم بالأدوات المتاحة من أجل حرف الثورة المصرية عن هدفها المعلن بإسقاط النظام الحاكم، نظام الملك الجبري الطاغوتي التابع لأمريكا، وتقزيم المطالب الثورية وتضليلها للقبول بتنحية الرئيس فقط، والحفاظ على أركان الملك الجبري كما هي، حكم بغير ما أنزل الله، السيادة فيه للدستور والقانون المخالف لشرع الله، والسلطان فيه لرأس الكفر أمريكا صاحبة الهيمنة السياسية على قيادة المجلس العسكري المصري الذي يفرض على الشعب طراز عيش بإطار غربي رأسمالي، يكون الحاكم فيه ملتزما بطاغوت الدولة المدنية العلمانية، مكبَّلا بالاتفاقيات الخيانية وعلى رأسها اتفاقية كامب ديفيد حامية كيان يهود من حدوده الجنوبية، مع بقاء القوة الحقيقية في الدولة تحت إدارة المجلس العسكري لضمان بقاء واستمرارية الهيمنة الأمريكية من خلال عملائها وأذنابها المحليين.
بعد كل هذا، شعرت كلينتون، ومن ورائها الإدارة الأمريكية، بالاطمئنان من جراء التغيير الحاصل في مصر، وأنه بقي ضمن الإناء السياسي الأمريكي ولم يتحررْ قِيْدَ أُنْمُلَةٍ من قيود أمريكا الاستعمارية، فجاءت كلينتون تحصد النتائج معبرة عن فرحتها مما آلت إليه الأوضاع في مصر إلى الآن، وهو ما حلمت به أمريكا، وعملت من أجله الكثير.
إن الانتقال الديمقراطي الذي تعنيه كلينتون، يعني في حقيقته بقاء النظام السياسي في مصر مقيدا بربقة السياسة الأمريكية، سواء أكان الحاكم دكتاتورا أم ديمقراطيا، تماماً كما هو الحال في باكستان، حيث كان التحول من الدكتاتورية للديمقراطية كما أرادته أمريكا، وجهان لعملة واحدة، أساسها التبعية والخنوع وشراء الذمم.
ألهذا الأمر خرج المسلمون من أهل مصر لانتخاب الإسلاميين!!
ألم تعبر الأوراق الانتخابية عن رغبة المصريين بتطبيق شرع الله وحكم الشريعة!!
أين هي شعارات القرآن دستورنا يا حضرة الرئيس محمد مرسي!!!
نقول لأمريكا، إن ورقة الإسلاميين وزجّهم في الحكم شريطة إبقاء الإسلام خارجه ستفشل بإذن الله، وستكون الغلبة لشرع الله عز وجل، وسيدرك أهل مصر الأكارم عقم التغيير المرجو من وصول الإسلاميين وغياب الإسلام عن الحكم، وستعج الشوارع والساحات مجددا للمطالبة بتطبيق شرع الله وإقامة دولة الإسلام العظيم على أنقاض النظام الطاغوتي الحاكم في مصر.
فالخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة.
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
كتبه: أبو باسل
بيت المقدس