خبر وتعليق إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو “إن سياسة تركيا المتعلقة بسوريا واضحة كل الوضوح. ونحن بجانب الشعب السوري الذي يطالب بحقوقه الديمقراطية المشروعة.” داود أوغلو الذي أوضح أثناء كلمته التي ألقاها في “مؤتمر المعارضة السورية” الذي عُقد مؤخرا في القاهرة إن تركيا تدعم مساعي الجامعة العربية لإيجاد حل للأزمة السورية أكد أيضا على أن الشعب التركي يشاطر معاناة الشعب السوري في كل شيء… وشدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على أنه لا ينظر إلى السوريين الذين يقدمون إلى تركيا على أنهم لاجئون قائلا: “إن السوريين الذين في تركيا هم إخوتنا. ونحن نتقاسم معهم كل شيء. وقد كانت تركيا منذ البداية إلى جانب الشعب السوري الذي يكافح من أجل مطالبه المشروعة.” [www.ntvmsnbc.com/id/25363268/ /02.07.2012]
التعليق:
كما هو معلوم فإن الشعب السوري المؤمن والمخلص الذي ثار بكل بسالة على الظلم والاستبداد الذي استمر عشرات السنين ضد آل الأسد أعداء الإسلام ابتداءً بالطاغية الوالد الهالك ومرورا بالطاغية الابن ما زال مستمرا بثورته البطولية على الرغم مما يواجهه من الإبادة الجماعية الوحشية والظلم والتعذيب وما قدمه كنتيجة لذلك من الشهداء. لا شك أن البطولة التي أبداها الشعب السوري المسلم حسب قدراته لهي مدعاة للافتخار. ومما يؤسف عليه أنه على الرغم من تعرض المسلمين في سوريا إلى القتل والذبح خلال السنة والنصف المنصرمة على يد حثالةِ وشبيحةِ آل الأسد المتعجرفين وأن هذا كله يجري على مرأى ومسمع من العالم كله لا سيما البلاد الإسلامية وعلى رأسها دول الجوار لسوريا لم يطلع علينا ولا حاكم واحد رشيد ليتحفنا ويمد يد المساعدة للشعب السوري المسلم. وأشد أسفا من ذلك والذي يزيد الإنسان غيظا هو قول وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو: “إن سياسة تركيا المتعلقة بسوريا واضحة كل الوضوح. ونحن بجانب الشعب السوري الذي يطالب بحقوقه الديمقراطية المشروعة.” في الوقت الذي لا يمدون فيه يد العون لسوريا ويصرفون النظر عن ظلم بشار وجرائمه، كذلك فإنهم يشتركون في جرائمه وهم مكتوفو الأيدي.
إن الإنسان لا يمكن أن يكون أكثر وقاحة وقلة حياء من هذا. وهل يكون الوقوف إلى جانب الشعب السوري المسلم من خلال الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه ما يواجهه هذا الشعب من قتل جماعي وحشي من قبل عصابات بشار الطاغية؟ وهل يكون الوقوف إلى جانب الشعب السوري من خلال دعم السياسة الأمريكية المتعلقة بسوريا والتي تتجلى في إعطاء أمريكا بشار المهل تلو المهل ليقتل شعبه؟ وهل يكون الوقوف إلى جانب الشعب السوري من خلال حبس الجيوش في ثكناتها بدلا من إعلان النفير العام لقطع يد بشار وأعوانه بسبب ما يلاقيه الشعب السوري المؤمن من قِبَل عائلة الأسد من همجية ووحشية؟ وفوق كل هذا يقول داود أوغلو: “وقد كانت تركيا منذ البداية إلى جانب الشعب السوري الذي يكافح من أجل مطالبه المشروعة” فهذا فوق ما يجعل الدماء في العروق تغلي فإنهم يستحمرون الشعوب الإسلامية معتبرينها كأنها لا تفقه من السياسة شيئا. وهل يعني هذا أن الشعب التركي المسلم لا يدرك ما تعنيه تصريحات رئيس الأركان العامة عندما يقول: “ليس لدينا قدرة على خوض الحرب… وسنفعل ما تفعله الدول الكبرى.”؟
كيف يصرح داود أوغلو بلا خجل بأن تركيا تقف إلى جانب الشعب السوري بينما يصرح أعلى قائد عسكري بأن جيشه لا يمكن له أن يتصرف بشكل مستقل وذاتي وأنه سيتصرف على ضوء ما ستقوم به الدول الكبرى؟ إنه ليس جديدا على هؤلاء الحكام الخونة خداع شعوبهم واستحمارهم لها وكأنها لا تفقه في السياسة شيئا. وهذا ما تفعله الجمهورية الكافرة منذ تأسيسها وحتى الآن. وهنا يقع على عاتق الشعب التركي المسلم واجب مهم وهو أن يوقفوا وقاحة الحكام وأكاذيبهم وقلة حيائهم هذه ويزيلوهم ويستبدلوا بهم من لا يكذب على شعوبهم ويُقدِّم يد العون للمسلمين أينما كانوا ويوحد الجيوش المؤمنة المخلصة بدل أن يكونوا أذنابا للكفار المستعمرين ليتحدى بها إياهم وليضيِّق الخناق عليهم ويلتفوا حول قائد صادق مخلص مؤمن وعادل.