Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة مشروع عربي بالجمعية العامة لإدانة سوريا

 

ينتظر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة على مشروع قرار عربي يدين قصف المدن السورية ويدعو لانتقال سياسي. ويأتي التصويت بعد ساعات من إعلان الوسيط الدولي كوفي أنان استقالته بعدما بلغت المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة في سوريا طريقا مسدودة.

 

ويدين المشروع الذي صاغته السعودية ودول عربية أخرى، ووُصف بأنه تحرك رمزي، القصف الأعمى للمدن بالأسلحة الثقيلة من قبل القوات السورية، ويحث دمشق على إعادة قواتها وأسلحتها الثقيلة إلى الثكنات.

 

 

تمخض الجبل فولد فأرا، هذا هو حال حكام الضرار وجامعة الضرار، حتى إن الخبر نفسه يصف التحرك العربي بأنه رمزي، ولكن لا بد من تسليط الضوء على رمزيته لتتضح الصورة.

 

فجامعة الدول العربية كانت السباقة إقليميا بمنح المهل تلو المهل لنظام بشار الساقط، وقد أثبتت جدارتها في الحيلولة دون إخراج الملف السوري خارج باحات الجامعة العربية الخائنة إلا باتجاه هيئة الأمم المتحدة، والتي كانت بدورها المكمل الدولي لنظام المهل الممنوحة لنظام بشار أسد، وكلا المنظمتين الإقليمية والدولية ليستا سوى أدوات استعمارية تتحكم بها الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، التي تقف خلف المنظمتين وتدفعهما لتطويق مسار الحل للأزمة السورية ليبقى حبيس الإناء السياسي الأمريكي الغاشم.

 

إن دور الجامعة العربية يبرز فيه التخذيل والتثبيط لكل مبادرة قد تؤدي لتحرر شعوب المنطقة من براثن الاستعمار الغربي، وهي تتخذ من الإسلام التغييري الشامل عدوا لها وتعمل وفق برامج ممنهجة حالها كحال الأنظمة الحاكمة لإقصاء الإسلام عن الحكم أو المبادرة برسم الحلول وفق قواعد الإسلام العظيم.

 

ومن أساليبها التخذيلية بذل الجهد في إبقاء الملفات السياسية الساخنة ضمن الأطر الغربية ومحاصرتها وتطويقها أملا في عدم تحررها من الهيمنة والتضييق الغربي على الحراك السياسي في المنطقة، وبالطبع يكون دورها هذا قد رسم لها وفق الأجندات الغربية وبحسب ما تتطلبه المرحلة لضمان مصالح الدول المتنفذة بالساحة الدولية ولا سيما رأس الكفر أمريكا.

 

فإحالة الملف السوري إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بالرغم من عدم قدرتها على اتخاذ قرارات تنفيذية بل لا يتعدى هذا الإجراء الدور الرمزي كما جاء في الخبر نفسه، وبالرغم من فشل مجلس الأمن وهو صاحب القرار في المنظمة الدولية من أن يتخذ أي إجراء ضد النظام السوري، بالرغم من كل ذلك فإن تصميم الجامعة العربية على هذا التوجه يوضح هذه الرمزية ومقوماتها، وهي الخيانة والخنوع والتبعية لهذه المنظمة التي لم تكن يوما سوى أداة استعمارية للفرقة والفتنة بين شعوب المنطقة، وحالها بالطبع لا يختلف كثيرا عن دور المنظمة الدولية التي هي بدورها تنفذ السياسات الخبيثة للدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، لتشكل غطاء دوليا لمخططات الغرب الإجرامية في كافة الصعد والحقول الدولية.

 

فبعد أن أدت لجنة المراقبين العرب دورها في إعطاء مهلة لبشار وجاء دور المراقبين الدوليين ومن ثم دور كوفي عنان، وبعد أن تم كشف هؤلاء جميعا ودورهم الخبيث في إطالة عمر النظام ليمارس إجرامه ووحشيته في قمع ثورة الشام طوال 17 شهرا، وإلى أن يجد الغرب سببا آخر لمهلة أخرى فإن الجامعة العربية تتوجه للجمعية العامة سعيا لممارسة الخداع والتضليل لشعوب المنطقة، والمطالبة بالحل السياسي للأزمة تماما كما تريده أمريكا، أما ما قد يتمخض عن تصويت الجمعية العامة فهو لا يتعدى الإدانة للقصف، فحقا تمخض الجبل فولد فأرا.

 

إن ثورة الشام قد تربعت على عرش الثورات، فهي الكاشفة للنظام الدولي الظالم وأدواته الخبيثة وقد حان لهذا العالم أن يرى نور الخلافة وينعم بعدلها.

 

جزاكم الله عنا خير الجزاء يا ثوار الشام، فبدمائكم أحييتم أمة الإسلام وأزلتم الغشاوة عن قلوب الملايين، فتقبل الله منكم الطاعات، وموعدنا ساعة النصر بإذن الله.

 

 

كتبه : أبو باسل – بيت المقدس