-بيان صحفي- مسلمو أراكان لا ينتظرون ما يحمله الحكام من مواد غذائية بل ينتظرون خليفة مثل هارون الرشيد “مترجم”
يتعرض مسلمو بورما / ميانمار المستعمرة الإنجليزية وبأمر من رئيسها ثين سين للقتل الممنهج على أيدي قوات الأمن والبوذيين. ففي الوقت الذي يتعرض الآلاف من المسلمين للقتل يتجه عشرات الآلاف منهم صوب الحدود البنغالية هربا من مجازر النظام البوذي. حيث يقوم البوذيون القتلة ممن لا يعرفون معنى للإنسانية بحرق المساجد والقرى وتمزيق أجساد من يتم اعتقالهم وينتهكون أعراض النساء ويدفنون من يقومون بقتله في مقابر جماعية.
لقد أظهر الظلم والمجازر التي ترتكب في ميانمار مرة أخرى أن سفك دماء المسلمين وقتلهم أمر لا يهم المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة. إذ إن هذه المؤسسة الدولية الكاذبة التي تتحدث دائما عن حقوق الإنسان بقيت لمدة طويلة تلتزم الصمت حيال هذا الظلم، والسبب الوحيد لذلك هو أن من يتعرض للظلم هم المسلمون.
فإذا كان صمت الكفار المستعمرين تجاه هذا الظلم أمرا متوقعا؛ فماذا يفعل حكام المسلمين؟ إن حكومة بنغلادش المجاورة لم تكترث لهذه المجازر بل أصبحت شريكا في الظلم عندما رفضت قبول المسلمين الذين لجأوا إلى حدودها. أما الحكومة الباكستانية التي سفكت دماء المسلمين بالتعاون مع أمريكا لسنين عديدة بذريعة مكافحة الإرهاب فإنها تلتزم الصمت المطبق تجاه الجرائم البشعة التي تُرتكب. وماذا ينتظر حكام إندونيسيا وماليزيا وكل الدول العربية؟ وأما تركيا التي قدمت مساعدات لمنطقة أراكان في سلسلة حملة المساعدات التي كانت قد بدأتها العام الماضي لمساعدة الصومال فإنها لم تقم إلا بإيصال المواد الغذائية إلى مناطق الصراع وإرسال كل من وزير الخارجية أحمد داود أوغلو وزوجة رئيس الوزراء وابنته إلى المناطق المنكوبة لغرض لفت أنظار العالم!
وبينما يستمر الحكام في صمتهم المطبق يصرح ثين سين على مرأى ومسمع من حكام العالم ولا سيما حكام العالم الإسلامي قائلا: “إن الحل الوحيد لأفراد المسلمين من منطقة روهينجيا هو جمعهم في مجمعات للاجئين أو طردهم خارج البلاد.” فَيَا مَن يلتزم الصمت فيما يجري في العراق بذريعة أن أمريكا قوية! ويا من يخاف من اليهود السَفلة فيما يفعلونه في فلسطين! ويا من يخشى الهند في أحداث كشمير وروسيا في أحداث الشيشان! وأخيرا يا من يدّعي عدم القدرة على مجابهة مثلث الصين وإيران وروسيا في نصرة أهل سوريا! هل سترددون أقوالا مشابهة بخصوص القتلة البوذيين في ميانمار وهل ستتذرعون بالذرائع نفسها؟ ألا تستحيون من أنفُسكم؟ أليست لكم وقفة صادقة تقفونها بجانب إخوانكم في وجه البوذيين في هذا الشهر المبارك؟!
منذ سنوات عدة وأمريكا في حالة صراع سياسي مستمر مع إنجلترا حول المستعمرة الإنجليزية ميانمار حيث تدعم البوذيين في أعمال القتل التي يمارسونها ضد المسلمين. أما الحكام الخونة في البلاد الإسلامية فإنهم كعادتهم ينتظرون أوامر أسيادهم الغربيين للقيام بعمل ما. وأما مسلمو أراكان فإنهم ينتظرون خليفةً مثل هارون الرشيد ليحميهم من الظلم وليس حكاماً يأتون لزيارتهم لكي يعطوا الوعود الكاذبة ويدغدغوا مشاعرهم. قال تعالى: “وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ” الأنفال 72