لبّى المئات من مختلف مدن الأردن من شماله إلى جنوبه وبحضور العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، دعوة حـزب التحـرير ولاية الأردن للوقوف وقفة استنصار على طاغية الشام ليلة الجمعة، وقد تخلل الوقفة أداء صلاة القيام والدعاء والابتهال إلى الله أن ينتقم من طاغية الشام وكل الطغاة من حكام المسلمين، كما وألقيت عدد من الكلمات ندد فيها المتحدثون بالمواقف المخزية لحكام المسلمين المجتمعين في مكة المكرمة الذين لم تمنعهم حرمة المكان ولا حرمة الشهر من إعلانهم المتخاذل والمخزي، كما واستصرخ المتحدثون جيوش المسلمين لتقوم بواجبها وتنصر إخواننا في أرض الشام، ودعا المتحدثون أهل الشام إلى الثبات على ثورتهم، وأن يبقوها طاهرة نقية لا علمانية ولا ديمقراطية مدنية، كما وأجرت وسائل الإعلام مقابلات مع عدد من الحضور ومع المكتب الإعلامي للحـزب.
هذا وقد سبق هذه الوقفة قيام أجهزة القمع في الأردن باعتقال أحمد سرور بني عودة وهو طالب جامعي وصديق له أثناء قيامه بإلصاق بوستر الدعوة للوقفة، وعند مراجعة أهله للأجهزة الأمنية أنكر كل من جهاز المخابرات العامة وجهاز الأمن العام وجودهما لديهما، علما بأن الشابين نقلا من الشرطة للمخابرات ومن المخابرات للشرطة، وبقي الناطق الإعلامي باسم الأمن العام يصرح للصحفيين بأنهما ليسا في حوزة الأمن حتى بعد تقديم الأهالي لهما طعام الإفطار داخل مبنى مديرية شرطة الجبيهة! وبسبب هذا التعنت في الإنكار والذي يشكل خطرا على حياة المعتقلين ويجعلهما في حكم المختطفين، فقد اعتصم المئات أمام مديرية شرطة الجبيهة، ثم عندما لم يجدوا تجاوبا، تم نقل الاعتصام بدعوة من رئيس المكتب الإعلامي إلى الدوار الرابع أمام رئاسة الوزراء، وبقي الاعتصام حتى أفرج عن المعتقلين من قبل محكمة أمن الدولة العسكرية بكفالة، والذي يدعو للعجب أن هذه الأجهزة القمعية الطويلة العريضة احتاجت ثلاثة اعتصامات متتالية استمرت من فجر الأربعاء وحتى ظهر الخميس لتُقرّ باعتقال طالب علّق دعوة للتضامن مع الأهل في الشام!!!، وقد قامت أجهزة القمع أيضا باعتقال الأستاذ أحمد بكر (أبو مجاهد) بعد إلقائه كلمة عقب صلاة الجمعة إلا أنهم أطلقوا سراحه بعد ساعات من اعتقاله.
ومع هذا نقول لكل متجبر متعنت: سيبقى حـزب التحرير وشبابه شوكة في حلق كل الطغاة، لا يهابون ولا يُدارون ولا يداهنون حتى يأذن الله بنصره، فيتحقق وعده، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ سورة الروم.