الجولة الإخبارية 9-9-2012
العناوين:
• دول الغرب تتآمر على الجيش الحر وعلى الشعب السوري بتأسيس الجيش الوطني السوري
• الرئيس المصري يسير على نهج النظام السابق في إدامة العلاقة مع كيان يهود
• رئيس المخابرات السوداني السابق يكشف عن أن أمريكا هي التي أعدت اتفاقية نيفاشا وأنها تستغفل السودانيين الذين يتنازلون دائما
• أمريكا تعمل على ضرب نتنياهو من الداخل لمنعه من ضرب حليفتها إيران
التفاصيل:
ذكرت الشرق الأوسط على صفحتها في 5/9/2012 أنها علمت من مصادر على صلة بالأحداث في سوريا أن 400 ضابط من مختلف الرتب من الضباط والقادة المنشقين والمنضويين تحت كتائب الجيش الحر اجتمعوا في انطلوس في إقليم أنطاكيا بتركيا للتباحث في توحيد الكلمة موضحا أن ذلك كان نتيجة “توافق فرنسي تركي وبدفع أمريكي ومباركة عربية”. وذكرت أن قيادات عسكرية منشقة أعلنت من تركيا عن تشكيل القيادة العامة للجيش الوطني السوري وقد ألغت اسمها القديم الذي كان يعرف باسم القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية. ونقلت هذه الجريدة بعض ما ورد في بيان القيادة العامة للجيش الوطني السوري الجديد من أن هدفها “إسقاط عصابة الأسد للوصول إلى دولة حديثة تعددية ديمقراطية تضم جميع التيارات والأحزاب السياسية التي تعمل تحت سقف الوطن وفق أطر تحددها صناديق الاقتراع وفق المعايير الدولية”. وعند سماع هذا الخبر يدرك المراقب بأن هناك مؤامرة تحاك ضد الجيش الحر وضد الشعب السوري بتوافق دول الغرب التي تتآمر على الأمة الإسلامية وعملاؤهم في تركيا وفي الدول العربية يحققون لهم ذلك. وهذا على غرار ما يسمى بالمجلس الوطني السوري الذي أسس على نفس الشاكلة العام الماضي ويتبنى الأهداف نفسها. فيريد الغرب وعملاؤه في العالم الإسلامي سرقة الثورة وجعلها لا تتمخض عن تحرير للأمة وإقامة دولة الخلافة الإسلامية.
———
أعلن في القاهرة في 5/9/2012 أن الرئيس المصري محمد مرسي قرر تعيين سفير جديد في تل أبيب هو عاطف سالم سيد الأهل، وقد اعتبرها المراقبون هامة لمستقبل العلاقات بين كيان يهود المغتصب لفلسطين وبين مصر وقد رحبت الدوائر الغربية بهذا القرار واعتبرت أنه خطوة إيجابية هامة وأبعد احتمال قطع العلاقات بين مصر وكيان يهود.
لقد تم التحايل على أهداف ثورة الشعب في مصر لإسقاط النظام بجلب قيادة جديدة من مسلمين على شاكلة إردوغان تركيا ومن حركة تعتبر إسلامية، فهذا التعيين يثبت أن النظام في مصر لم يسقط لأن النظام ليس تغيير الأشخاص وإنما تغيير الأفكار والسياسات والأنظمة، فلم يتغير من ذلك شيء. فالحكام الجدد في مصر على رأسهم محمد مرسي يسيرون على نهج النظام القديم من التبعية لأمريكا فيما أملته على مصر من تعهدات واتفاقيات سابقة وعلى رأسها اتفاقية كامب ديفيد والمحافظة على العلاقة مع كيان يهود، وكذلك التبعية لصندوق النقد الدولي في أخذ القروض وتطبيق ما يمليه هذا الصندوق على الدولة المستقرضة حيث أعلن عن أن مصر ستقترض من هذا الصندوق ما يقارب 4,8 مليار دولار بفائدة ربوية مخفضة، عدا أنه أي الصندوق الدولي ومن ورائه الغرب وعلى رأسه أمريكا يريد أن يبقي الدولة محتاجة للمساعدات ولم تكن محتاجة إليها حتى لا تستقل بسياساتها وتتحرر من ربقة الاستعمار الذي اتخذ الشكل الاقتصادي كأهم أسلوب لإبقاء سيطرته ونفوذه. مع العلم أن لدى مصر إمكانية بأن تستغني عن الاستقراض وأن تصبح دولة صناعية كبرى، فلديها المؤهلات المادية لتحقيق ذلك. ولكن ينقصها القيادة المخلصة المبدعة التي تتبنى ذلك وتعمل على التخلص من كل أشكال التبعية لأمريكا وللغرب وسياساته وما يفرضه عليها من تعهدات وإملاءات.
———-
نشرت جريدة الشرق الأوسط في 5/9/2012 مقابلة مع قطبي مهدي رئيس جهاز المخابرات السابق والقيادي البارز في حزب المؤتمر االوطني الحاكم بقيادة رئيس الجمهورية عمر البشير قال فيها: “الأفكار التي بنيت عليها اتفاقية نيفاشا أعدت في مراكز الدراسات الأمريكية ووكالة المخابرات الأمريكية سي آي إيه ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع وقامت مبادئ نيفاشا على الوثائق التي قدمتها، وتسمح تركيبة المنبر التفاوضي بالكثير من التدخلات ممن سموا أنفسهم شركاء الإيقاد خاصة الأمريكان والبريطانيين واتبعت سياسة الجزرة والعصا، وتمت قيادة المفاوض السوداني إلى مسار غير صحيح، ثم نجحت العصا ولم نجد الجزرة الممثلة في السلام وأولوية الوحدة والمساعدات وتطبيع العلاقات مع أمريكا. لقد استغفل الأمريكان السودانيين”. وبالنسبة لقضية جنوب كردفان والنيل الأزرق ذكر بأن “القرار 2046 الذي اتخذ بحقها من قبل مجلس الأمن لم يجئ بإرادة سودانية”. وأضاف أن “هناك جهات تتآمر على السودان هل نستجيب لها أم نتبنى مواقف نابعة عن إرادة وطنية حرة تدافع عن البلاد؟!”، واعترف بأن “الحكومة لم تقبل القرار ولم ترفضه ولكنها تراجعت وقبلت القرار كله”. واعترف بأن “مجلس الأمن هو الذي يفرض على الحكومة أن تتفاوض مع مجموعات متمردة ويعد ذلك تدخلا في قضية داخلية”. وعندما ذكر له بأن سيادة البلاد منتهكة فعليا فهناك أكثر من 30 ألف جندي أجنبي فيها فأجاب على ذلك قائلا: “هذا الواقع يتعارض مع مبادئي وكرامتي وسأقاومه”. وعندما وجه إليه سؤال بأن حكومتكم لم ترفض التدخل الدولي في الجنوب ودارفور فقال: “هذا هو التذبذب في مواقف الحكومة الذي أرفضه، فأنت تذكر في بداية التفاوض مع الحركة الشعبية أنه كان هناك موقف ثابت بأنها قضية داخلية وتم التراجع عن هذا الموقف بانتظام حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن ودولت المشكلة السودانية”. وعندما سئل عن طريقة التفاوض والوفد المفاوض بأنه هو نفسه منذ نيفاشا حتى الآن يقود المفاوضات مما يدل على أن قيادة الحزب والدولة راضية عنها؛ فمدح الوفد المفاوض قائلا: “بأنهم صادقون جدا وأنهم يتفاوضون بحسن نية مع عملاء ومخربين لا يراعون مصالح شعبهم أو بلدهم وليست لهم قضية حقيقية إنما يراعون الوسط الدولي والإقليمي المرتبطين في أجندتهم السياسية”. وقال: “في نيفاشا توصل الوفد السوداني معهم إلى اتفاق سلام بأولوية الوحدة لكنهم لم يطلبوا ضمانات فيما حصل جون قرنق على ضمانات لكل المكاسب التي حصل عليها في الاتفاقية لذا حين نكصت الحركة عن اتفاقها واتجهت نحو الانفصال لم يكن عندنا ضامن ليقول لهم “خرقتم الاتفاقية” وهذا ما حدث في أبيي وهجليج وأنا أعتبر هذه الروح التي ظل الوفد يتفاوض بها خاطئة، ظلوا يكررونه كل مرة”. وضرب مهدي مثلا على طريقة التفاوض التي تجري وفي النهاية يتنازل الوفد السوداني فقال: “عندما ذهبوا إلى أديس أبابا ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود وبحسن نية مفرط في باقان وعرمان قالوا دعونا نعمل حاجة فظهرت حكاية الحريات الأربع! دولة تحشد جيشها على حدودك احتلت هجليج وهناك احتمال حرب شاملة معها كيف تعطيها الحريات الأربع؟ ظل الوفد نفسه منذ نيفاشا وكوّن خبرة في الملفات التفاوضية مع قدر من المودة والمحبة مع المفاوضين الجنوبيين (عرمان وباقان ولوكا بيونق وغيرهم) رغم موقفهم من كل ما هو عربي وإسلامي…”. وعندما وجه مراسل الجريدة له: كأنك تصف مواقف وفود الحكومة المفاوضة بالساذجة فقال: “لا أستطيع أن أصفهم بأنهم ساذجون هذا منهجهم في التفكير يظنون أنهم كلما قدموا تنازلات تحل المشكلة وأن أي تمسك بالحق يقود إلى المواجهة”. فمن هذه المقابلة تفهم طريقة تعاطي النظام السوداني مع قضايا البلاد وهؤلاء المفاوضون لا يتحركون بأنفسهم وإنما وراءهم رئيس النظام عمر البشير وزمرته. فيظهرون سذاجة زائدة وتنازلا كبيرا وخضوعا لما تمليه عليهم أمريكا وكل ذلك يعتبره رئيس المخابرات السابق والعضو البارز في الحزب الوطني الحاكم في السودان بأنه طريقة تفكير. ومهما كانت السذاجة والغباء والتنازل صفات يتحلى بها النظام السوداني وتعتبر طريقة تفكير فإنها صفات محتقرة من قبل العقلاء وتعتبر خيانة كبرى في حق الأمة وفي تقرير مصيرها. واتفاقية أديس أبابا التي وقعتها الحكومة السودانية في بداية الشهر الماضي سار فيها الوفد السوداني ومن ورائه نظامه على الطريقة نفسها وتم تقديم التنازلات الكبيرة لجنوب السودان كما أملته أمريكا على النظام السوداني. والجدير بالذكر أن ما كشفه رئيس المخابرات السوداني اليوم كان قد كشفه وفضحه في العديد من بياناته وتحليلاته السياسية المستنيرة.
———-
ذكرت الأنباء في 5/9/2012 أن رئيس وزراء كيان يهود نتانياهو رفض الاستمرار في عقد جلسة ثانية من اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر لحكومته لبحث الملف النووي الإيراني وتقديرات أجهزة الاستخبارات العسكرية حوله وذلك بسبب تسريب تفاصيل التقارير الأمنية التي استمع إليها المجلس يوم أمس. واعتبر أن تسريب تفاصيل التقارير ومعلومات خطيرة وأمنية حساسة هو أمر خطير يمس بمكانة المجلس الأمني المصغر للحكومة. وهاجم الشخص الذي سرب ذلك من دون ذكر اسمه وقال هذا الشخص قلب كل الأسس التي تخص النقاشات في الحكومة..” ومن المعلومات التي تم تسريبها وأثارت غضب نتانياهو هو وجود خلافات في الرأي حتى بين أجهزة الاستخبارات اليهودية المختلفة حول الملف الإيراني وأنه لا يوجد إجماع في كيان يهود حول الملف الإيراني وحول شن يهود هجوما على إيران. وأن تقارير الاستخبارات تؤكد على أن كيان يهود ينتظر سنة قلق وعدم يقين واستقرار فيما الخطر الأكبر قد يأتي من سوريا بشكل مفاجئ وسريع يساهم فيما بعد في إشعال المنطقة. ومما سرب ما ذكر في تقرير رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفيف كوخافي أن إسرائيل ستواجه العام المقبل بيئة غير مستقرة ومتوترة وهي إسلامية أكثر من الماضي وتواجه سلسلة من الأزمات الإقليمية والداخلية التي ترفع حدة منسوب الحساسية عند كل لاعب من اللاعبين في المنطقة ومن شأنها أن تقود إلى اندلاع الأوضاع بدون تخطيط مسبق. وأن أحد الوزراء ذكر أن إسرائيل تلعب الآن البوكر أمام الغرب انطلاقا من رغبتها في إعطاء شعور بأنه ما زال هناك وقت لمعالجة الموضوع، مما أثار غضب نتانياهو.
وقد ذكرت الأخبار أيضا أن الخلافات بين أمريكا وكيان يهود برزت إلى العلن بشأن الموقف تجاه البرنامج النووي الإيراني وأن إسرائيل كانت تركز على كمية اليورانيوم بينما اليوم أصبحت تركز على درجة الحصانة للمنشآت النووية الإيرانية. وذكرت الصحافة اليهودية أن هناك اتصالات تجري بين واشنطن وطهران عبر وسطاء أوروبيين لإفهام طهران أن واشنطن ليست طرفا في ضربة يهودية محتملة. ولكن مصادر فرنسية رسمية ذكرت أن حبل التواصل بين الجانبين لم ينقطع لأن كليهما موجود على طاولة المفاوضات التي تجمع إيران بمجموعة خمسة زائد واحد أي أنها تريد أن تقول أنه لا داعي لوسيط أوروبي فإن أمريكا تتكلم مباشرة مع إيران لأن المفاوضين يلتقون مع بعضهم البعض.
والجدير بالذكر أنه منذ عدة سنوات وأمريكا تعمل على منع كيان يهود من ضرب إيران وتقول أن العقوبات كافية لردع إيران في عملية خداعية لمنع تلك الضربة وقد بدأت أمريكا الآن تعمل من داخل كيان يهود على منع نتانياهو من القيام بتوجيه مثل هذه الضربة. خاصة وأن كيان يهود ومؤسساته مخترقة من قبل أمريكا فبإمكان الأخيرة أن تعمل أي عمل في داخل هذا الكيان لتعرقل أية سياسة يريد أن يتخذها هذا الكيان لا تكون أمريكا راضية عنها. وأمريكا تظهر بشكل علني أنها غير راضية عن توجيه ضربة لإيران التي تتحالف معها في أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا وفي الخليج وتقدم لها الخدمات الجليلة. ويظهر أن كيان يهود متخوف من أوضاع المنطقة وخاصة إذا حصل تغيير في سوريا على أساس الإسلام.