بيان صحفي الصليبيون واليهود يكررون الإساءة، والأمة تزمجر للانتقام من المسيئين والحكام يستخذون ويتملقون فساء ما يحكمون
في الوقت الذي تزمجر الأمة غضبا للإساءات المتكررة لرسولها الكريم وقرآنها ومقدساتها والتي كان آخرها الفلم الأمريكي سيئ الذكر الذي يسيء للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، مطالبة بالرد والانتقام من المسيئين، وجدنا أن الحكام يستخذون أمام المسيئين مستنكرين ردود الفعل الغاضبة للأمة ومعتذرين لأمريكا عدوة الإسلام والمسلمين ورأس الحربة في العداء والإساءة للرسول الكريم والقرآن المجيد.
وإننا في حزب التحرير إذ نواصل العمل في الليل والنهار من أجل أن تستعيد الأمة سلطانها وتبايع خليفة يقودها لتأديب المسيئين ومعاقبة المعتدين فيشرد بهم من خلفهم، تماما كما كان يصنع السلف الصالح من الخلفاء فإننا نؤكد على ما يلي:
إن الاعتداءات على مقدسات المسلمين والإساءات للرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم تكررت في العقود الماضية بعد هدم الخلافة الإسلامية ولكن وتيرتها ازدادت شراسة بعد أن وجدت أمريكا والدول الغربية استخذاءً مهيناً ممن نصبوا أنفسهم حكاماً على رقاب المسلمين.
إن سبب تصاعد حملات الإهانة هذه للإسلام ولنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وللقرآن العظيم، ولكل ما هو مقدس عند المسلمين، هو الحملة المنهجية التي تشنها أمريكا وفرنسا وبريطانيا ودول الغرب قاطبة ضد الإسلام، وتصويره بأنه دين إرهابي شيطاني، وأنه سبب القتل والتخلف، وأنه دين الكراهية، في حين أنها هي من ابتدعت الاستعمار وقتلت النساء والأطفال، وفي بلادهم وحضارتهم نشأت محاكم التفتيش الإجرامية المخزية. إن المقصود من هذه الحملة المسعورة هو تعبئة الشعوب الغربية ضد الإسلام وأهله، وهي آلية دفاعية يستعملها قادة الغرب لتجييش شعوبهم ضد الإسلام، العدو الضروري بعد الشيوعية، وهي محاولة لمنع انهيار الفكر الرأسمالي أمام دين الإسلام. إن الدول الغربية وقادتها هم الذين يتحملون المسئولية عن هذه الإساءات جميعها، وليس فقط أولئك الأفراد الذين يقترفون هذه الجرائم والنذالات.
ما كان لأمريكا وغيرها من الدول الغربية أن تتجرأ بالاعتداءِ على الإسلام والمسلمين أو أن تسمح لأفرادها بالتطاول والإساءةِ للرسول عليه السلام والقرآن المجيد، لو أنها وجدت رداً يزلزل أركانها ويهدم بنيانها ويؤدب سفهاءها، ولكن أنى لحكام الضرار الذين ألِفوا الذلة والمهانة والاستخذاء أمام الأعداء أن يتخذوا موقفاً يرضي الله ورسوله ويعيد للأمة عزتها وكرامتها، فهؤلاء الأقنان أمثلهم طريقة من شجب واستنكر اتقاءً لغضب الشعوب.
لقد كان الرد المخزي لحكام الضرار، خاصة في بلاد الثورات، مشجع ا لأمريكا لإرسال سفنها وجندها لزيادة نفوذها في المنطقة، وإحكام سيطرتها ونهب خيراتها، كيف لا وهي تراهم مستخذين مستجدين ومستنكرين ردود الفعل الغاضبة لشعوبهم، بدلا من طرد السفراء فورا وإغلاق السفارات وأوكار التجسس وإنهاء كل علاقة مع أمريكا وغيرها من الدول المعتدية المسيئة.
إننا نقول للدول المسيئة والمعتدية، إن أمة الإسلام الغاضبة الثائرة عليكم وعلى عملائكم من الحكام، قد خطت خطوات جبارة لاستعادة سلطانها المسلوب منكم ومن الحكام الذين فرضتموهم عليها، وهي تسير بخطوات متسارعة مع حزب التحرير الذي احتضنته وحضنها نحو خلع كافة الحكام المتآمرين معكم، وستبايع خليفة راشدا ليكون الرد حينها، الجواب ما ترون لا ما تسمعون، وقد خبر أسلافكم ردود أسلافنا من الخلفاء السابقين أليس كذلك؟ وليعلم كل أولئك المعتدين، أن في ذاكرة الأمة الإسلامية قائمة سوداء لكل هؤلاء، وأن الخلافة القادمة ستحاسب كل من تطاول على الإسلام وانتهك مقدساته ورموزه، وأنها ستحاكم كل أولئك وتجلبهم للعدالة، ولن يجدوا على الكرة الأرضية سقفا يؤويهم ويعصمهم من صولة العدالة في دولة خلافة المسلمين.
(وَلَقَدْ اُسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلك فَأَمْلَيْت لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتهمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَاب)