Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق السعودية تدعي تطبيق الإسلام وتسمح بالاختلاط في جامعات النساء

 

نقلت مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أخباراً وصوراً تظهر سماح إدارة جامعة نورة للبنات -وهي أول وأكبر الجامعات الخاصة في المملكة العربية السعودية الخاصة بالإناث- للأساتذة بتدريس الطالبات وجها لوجه، حيث إن جامعات وكليات البنات في السعودية تسمح للأساتذة بالتدريس عن بعد بواسطة دوائر الفيديو المغلقة بحيث لا يرى المحاضر الطالبات، وقد أثارت هذه الخطوة موجة واسعة من الجدل في الأوساط الاجتماعية والدينية التي رأت فيه تجاوزا للخطوط الحمراء التي تمنع الاختلاط بين الجنسين في المملكة.

إن المملكة العربية السعودية تسوق نفسها للعالم بأنها دولة إسلامية تطبق أحكام الشريعة الإسلامية، ولكن الناظر في سياسات وقوانين السعودية يرى عكس ذلك تماماً، فهي على سبيل المثال تمنع النساء من قيادة السيارة وتعاقبهن على ذلك وهو أمر جائز من الناحية الشرعية، ولكنها في المقابل تسمح لهن بالمشاركة في الأولمبياد الذي فيه كشف للعورات واختلاط محرم وهو أمر غير جائز من الناحية الشرعية! وكذلك تسمح بإقامة القواعد العسكرية الأمريكية لضرب المسلمين في أفغانستان والباكستان في أراضيها بدل أن تقوم بحمايتهم والدفاع عنهم جراء ما يتعرضون له من ظلم واضطهاد من قبل أمريكا وحلفائها. ( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ).

وقد علقت وزارة التعليم العالي السعودية على قضية الاختلاط في الجامعات، وما تردد حول اختلاط الأساتذة بالطالبات في جامعة الأميرة نورة، بالقول أن سياسة الوزارة ترتكز على الالتزام التام بالمبادئ والقيم الإسلامية، التي هي أساس للثوابت الراسخة التي تسير عليها المملكة، وأن تعليمات ولاة الأمر تشدد على عدم المساس بها.

فأين هو الالتزام بالمبادئ والقيم الإسلامية في السماح باختلاط الرجال والنساء في مكان مخصص للنساء فقط؟! فالمبادئ والقيم الإسلامية أوجبت انفصال الرجال عن النساء سواء في الحياة العامة أو الحياة الخاصة، ولا يستثنى من ذلك إلا ما جاء الشارع بجواز الاجتماع فيه سواء في الحياة الخاصة، أو في الحياة العامة. فالشارع أجاز للمرأة البيع والشراء والأخذ والعطاء، وأوجب عليها الحج، وأجاز لها حضور صلاة الجماعة، وأن تجاهد الكفار، وأن تملك وتنمي أموالها، إلى غير ذلك مما أجازه لها. فهذه الأفعال التي أجازها الشرع للمرأة، أو أوجبها عليها ينظر فيها، فإن كان القيام بها يقتضي الاجتماع بالرجل جاز حينئذ الاجتماع في حدود أحكام الشرع، وفي حدود العمل الذي أجازه لها، وأما إن كان القيام بها لا يقتضي الاجتماع بالرجل فإنه لا يجوز اجتماع المرأة بالرجل فيها ولو كانت في الحياة العامة. وعليه فإن اجتماع الرجال والنساء في جامعة نورة هو اختلاط محرم شرعاً.

إن السعودية لها مكانة خاصة في نفوس المسلمين، حيث تهوي نفوسهم إليها كونها حاضرة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وينظر إليها الكثيرون على أنها دولة إسلامية. ولكن الحقيقة التي ينطق بها الواقع أنها كغيرها من الدول المتأسلمة في العالم العربي والإسلامي، تدعي تطبيقها لأحكام الإسلام وتشريعاته، وهي ليس لها من الإسلام إلا اسمه، فكثير من قوانينها وتشريعاتها تخالف الإسلام مخالفة تامة، شأنها في ذلك شأن بقية بلاد المسلمين، بل إن شكل نظام الحكم فيها لا يمت للإسلام بصلة.

إنه لن يطبق الإسلام تطبيقاً كاملاً وصحيحاً، ولن تنعم المرأة بما أعطاها الإسلام من حق في التعليم والعمل وقيادة السيارة والمشاركة السياسية وغيرها من حقوق، إلا بدولة الخلافة التي ترعى شؤون الناس ومصالحهم وفق أحكام الإسلام.

( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ )