خبر وتعليق ندم وعجز أهل أوسلو في الدنيا
في 24/9/012 نشرت جريدة الشرق الأوسط مقالة لنبيل عمرو الوزير السابق في السلطة الفلسطينية والمستشار السابق لعرفات تحت “عنوان أهل أوسلو ندم وعجز” وكونه واحدا من أهل أوسلو. فذكر أن “الندم هو عدم تضمين اتفاق المبادئ أي بند صريح يتعلق بالاستيطان من زاوية وقفه أو تجميده أو إلغائه، بل اكتفى بوضعه كبند من بنود المرحلة النهائية أي أنه خاضع للتفاوض لا أكثر. وندم على الإفراط في التفاؤل والاعتماد على حسن نية الطرف الآخر. والعجز وبالمناسبة فهو عجز عن إلغائه وعجز عن الاستمرار فيه”. وذكر أن “هذا المأزق المستحكم قد ظهر واضحا في الاجتماع الذي ضم 52 شخصية حكومية وفصائلية وأمنية واقتصادية حيث استغرق الاجتماع يومين دون الخروج بقرارات محددة تتعلق بأوسلو..” وقال إن “القيادة الفلسطينية الموسعة أو الضيقة هي ذاتها التي شهدت دون مشاركة تذكر توليد أوسلو وهي ذاتها دون نفوذ يذكر تشهد احتضار أوسلو الطويل بل ووفاته السريرية مع عدم القدرة على تحرير شهادة الوفاة”. وذكر أن “الوضع الفلسطيني الذي ينهشه العجز والانقسام وانعدام الخيارات فهو في واقع الأمر لن يكون مؤثرا في الرهانات المحيطة بل سيكون متلقيا لخلاصتها وما ينجم عن هذه الخلاصات من خطوات سياسية كمبادرة دولية جديدة”.
التعليق:
إن كلام هذا الوزير السابق والمستشار السابق لعرفات هو عبارة عن شهادة يدلي بها وهو من أهل اتفاقية أوسلو كما ذكر والتي على إثرها تأسست السلطة الفلسطينية بعدما تم الاعتراف بكيان يهود على أكثر من 80% من فلسطين، والباقي الذي يعلن هذا الوزير السابق أنه ندم ليس على التفريط بأكثرية فلسطين ليهود بل على التفريط في الأقل من 20% الذي يفترض حسب أوسلو أن تقام عليه السلطة الفلسطينية لأن أهل أوسلو وهم السلطة الفلسطينية ومن وافقها ومن سار في مشاريعها أو اشترك معها كانوا يراهنون على دولة على هذا الأقل وهو بقية من فلسطين تساوي 20% ففرطوا في هذا الأقل لأنهم لم يستطيعوا أن يضعوا بندا يتعلق بمنع قضم هذه البقعة الصغيرة عن طريق المستوطنات اليهودية بحيث لا يبقى شيء منها ليقام علية دويلة أو يتعسر ذلك ونسي الوزير السابق والمستشار السابق لعرفات القدس التي وافق أهل أوسلو على تأجيل بحثها وكذلك اللاجئون. وما تفاوضوا عليه هو ما أراده يهود ومن ورائهم في تلك المرحلة وأهمه أن ينزعوا اعترافا ممن يعتبرون أنفسهم ممثلين عن أهل فلسطين بكيان يهود وأراد من كان وراء عقد اتفاقية اوسلو أن يحقق مكاسب دولية على حساب هؤلاء المتنازلين. فإذا كان أهل أوسلو من الفلسطينيين قد عجزوا هناك وهم يقدمون أكبر تنازل وكان بمقدورهم أن يحصلوا على أشياء كثيرة في المفاوضات لو لم يكونوا متصفين بالعجز أصلا! لأن الأعداء من يهود ومن كان وراءهم كانوا بحاجة ماسة لتحقيق مثل هذا الاتفاق في تلك الظروف الدولية! فبعد كل ذلك فهل سيكون بإمكانهم أن يقدروا على أن يحققوا شيئا؟ بل إن العجز سوف يلاحقهم وهم عاجزون عن أن يتحركوا داخل سلطتهم إلا بإذن وتصريح من كيان يهود. فالندم لحق بهم في الدنيا فقد أصيبوا بخزي الدنيا ولكن والأدهى والأمر والندم والخزي الأكبر سيكون في الآخرة وهو الذي لم يحسبوا له حسابا قطعا كما لم يحسبوا حسابا لخزي الدنيا! وكل من وقع أو وافق على اتفاقية أوسلو أو رضي بها أو سار عليها أو شارك في مفرزاتها من سلطة هزيلة وغير ذلك سيندمون وسيصيبهم الخزي في الدارين. مع العلم أن حزب التحرير حذر أهل أوسلو وحذر الناس جميعا من تلك الاتفاقية وعواقبها ومنكراتها واعتبرها جريمة وخيانة كبرى وطلب منهم أن ينكروها وأن يسقطوها. ولكن أهل أوسلو ومن وافقهم وسار خلفهم ومن شاركهم ركنوا إلى أمريكا وأوروبا حتى تنفذ لهم هذه الاتفاقية وخاصة إقامة دولة على جزء بسيط من أراضيهم بعدما تنازلوا عن أكثرية أراضيهم لصالح الأعداء وقد أظهرت هذه الدول الاستعمارية عجزا عن إقامة تلك الدولة حتى اليوم، ولا يوجد أمل كبير في إقامتها بعد اليوم. وتلك الدول الاستعمارية لا يهمها إذا لم تقم دولة فلسطينية وما يهمها هو أن يوافق أهل فلسطين أو من يعتبرون أنفسهم أنهم ممثلون عن أهل فلسطين بأي حل يرسخ وجود كيان يهود في فلسطين والمنطقة لتحقيق مشاريعهم الاستعمارية وللحيلولة دون إقامة الخلافة الإسلامية من جديد. ولذلك منذ أن جلبت بريطانيا الاستعمارية يهود من أصقاع الأرض التي ضربت عليهم الذلة فيها لأنهم باؤوا بغضب من الله إلى الأرض المباركة التي أورثها الله لخير أمة أخرجت للناس وبريطانيا وغيرها من الدول الاستعمارية وخاصة أمريكا التي تبنت كيان يهود وتقويته وترسيخه وهي تبحث عن صيغ خادعة لأهل فلسطين من دولة علمانية تضم يهود بجانب أهل فلسطين حسب الكتاب الأبيض عام 1939 وقد وقّعه يومئذ أشباه الرجال الموجودون حاليا في السطة الفلسطينية إلى قرار التقسيم عام 1947 إلى تبني أمريكا منذ عام 1959 لمشروع دولتين في فلسطين إلى اتفاقية أوسلو عام 1993. ولا تدري ماذا سيخرج الأعداء من خطط للتآمر على أهل فلسطين وعلى الأمة وقد ذكر الكاتب الوزير السابق أن “الوضع الفلسطيني (أي أهل أوسلو ومن يسير على نهجهم في تقديم التنازلات أو القبول بأي شيء يقدم لهم ويفسرونه بأنهم يقبلونه مرحليا) لن يكون مؤثرا في الرهانات المحيطة بل سيكون متلقيا لخلاصتها وما ينجم عن هذه الخلاصات من خطوات سياسية كمبادرة دولية جديدة”. وذكر أنهم ينتظرون أوسلو 2 مثلا. فليس لهم من الأمر شيء وينتظرون من الدول الاستعمارية وهي عدوتهم الرئيسة ككيان يهود أن يفرضوا عليهم شيئا ليقبلوه لأن نهجهم التنازل تحت مسميات عديدة ولا يستطيعون أن يكونوا مؤثرين لأنهم نسوا سر قوة التأثير، فآثروا السلام مع الأعداء المغتصبين لأرضهم على القتال لردهم عنها وإخراجهم منها كما أخرجوهم، وآثروا الحياة على الموت وآثروا الذل على العز لأنهم أرادوا أن يستوزروا ويتنعموا على حساب شعبهم وأمتهم، وكل ذلك بسبب تخليهم عن مبدئهم الإسلامي وعن العقيدة الإسلامية كأيديولوجية سياسية يلتزمون بها ويتحركون حسبها. ولديهم فرصة ما داموا هم على قيد الحياة لينفضوا عنهم كل ذلك وهو أن ينقادوا لحزب التحرير الذي يريهم سبيل الرشاد.