خبر وتعليق الرواية الغربية لحادثة إهانة النبي صلى الله عليه وسلم ردا على مقابلة في البي بي سي
.
فور خروجي من استوديو البي بي سي وحين تفقدي لهاتفي وجدت الكثير من الردود على حسابي في التويتر بخصوص المقابلة التي أجريتها للتو حول ردود فعل المسلمين على الفيلم المسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .وكان منهم الموافق على ما طرحته ومنهم المعترض ومنهم المتسائل عن نقاط أخرى.وكان من إحدى التعليقات أن ردود الفعل كانت عنيفة وغير متناسبة مع الحدث الأصلي الذي هو الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم . وليس مستغربا على كثير من الغربيين الذين يفتقرون للاحترام للمقدسات أن يشعروا بأن ردود الفعل هذه مبالغ فيها ، فهم لا يستوعبون أن هذه حلقة أخرى من سلسلة الهجوم على الإسلام مثل احتلال أفغانستان والعراق والرسوم الدنمركية وتمزيق القرآن …الخ
الرواية الغربية – الغضب الإسلامي:
كان للحكومات ووسائل الإعلام الغربية الدور الكبير في سوء الفهم هذا ، وكان هناك مجال كبير للتوضيح لغير المسلمين ليتفهموا ما هي مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العالم الإسلامي ولماذا كانت ردة فعلهم بهذا الشكل ، وكذلك شعور المسلمين خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة بالحرب على الإسلام ، ودور أمريكا في العالم الإسلامي وفشل الحكام المسلمين في الرد المناسب لهذه الإساءة مما دفعهم إلى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم . وعوضا عن معالجة هذه المسائل المعقدة وصفت الحكومات ووسائل الإعلام الأمر بأنه” الغضب الإسلامي “
وفي الواقع فإن ردود فعل المسلمين العنيفة وغير العقلانية -حول هذا الأمر حسب روايتهم -وعدم احترامهم لحرية التعبير مدعما بصور تعبر عن هذا تصدرت أخبار النيوز ويك – المجلة الواسعة الانتشار -، مما جعل كثيرا من النقاشات والتقارير بما فيها المقابلة التي أجريتها في البي بي سي تدور حول هذه الزاوية متجاهلة السبب الأصلي لهذا الاستفزاز وهي الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد أصرت الحكومة الأمريكية أنها لم تستطع منع هذه الإساءة لأنه يتعارض مع إيمانها بحرية التعبير . وفي الواقع فإن مثل هذه الإساءات المستفزة تؤدي إلى مثل هذه السلوكيات خاصة عندما تكون مع أناس تدعي إنها تريد العيش معهم بسلام .
وإن الغالبية العظمى من الاحتجاجات كانت سلمية ولو أن بعضها تخلله العنف نتيجة الشعور الكبير بالغضب والألم نتيجة الإهانة غير المبررة لنبيهم وقائدهم صلى الله عليه وسلم . ومن الجدير بالذكر أن المسلمين في الغرب احتجوا بشكل سلمي موضحين لجيرانهم وزملائهم سبب محبتهم واحترامهم للنبي صلى الله عليه وسلم مستغلين الفرصة للطعن في الرواية السائدة وأن حرية التعبير لا تكون في السلوك غير الحضاري والمشاكل المترتبة على ذلك مما يؤدي حتى في المجتمعات الغربية إلى إيجاد سلوكيات غير حضارية مليئة بالوقاحة والشتائم والعداء في المجتمع .
وللأسف فإن عددا من المسلمين في الغرب تأثروا بما نشر حول الأمر وأن ردود فعل المسلمين كانت عنيفة وغير عقلانية لدرجة ادعاء بعضهم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم تصدر عنه أي رد فعل نحو أي إهانة تعرض لها ،وبالتالي وفي مثل تلك الحالات يجب على المسلمين التزام الصمت وعدم الاحتجاج حتى سلميا ا ، الأمر الذي حتى لم يقله غير المسلمين ،مما يدل على أنهم تجاهلوا خلال قراءتهم للسيرة النبوية الحوادث التي تدل على ردود فعل الصحابة على الذي شتموا أو ذموا الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أنه عليه الصلاة والسلام وافقهم عليها . وبدل أن يتفحصوا ويشككوا في رواية الحكومات والإعلام الغربي فإنهم قاموا بالاعتذار لهم . ومن المثير للسخرية أن بعض هؤلاء الأشخاص يثورون بشدة أن تعرض أحد أفراد عائلاتهم للإهانة ، ومع هذا فهم يتوقعون من المسلمين عدم الاحتجاج عندها يتعرض أشرف خلق الله للإهانة !!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ” صحيح مسلم .
تاجي مصطفى
ممثل حزب التحرير في بريطانيا