خبر وتعليق ثورة الشام وتلاطم الفتن كقطع الليل المظلم
الخبر:
نيويورك (رويترز) – قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة إن إيران لم تدع مجالا للشك في أنها ستفعل كل ما يمكنها لحماية حكومة “وكيلها وصديقها الحميم” الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت أن الولايات المتحدة ستقدم للمعارضة السورية مساعدات إنسانية وغير فتاكة بقيمة 45 مليون دولار.
التعليق:
إن وزيرة الخارجية الأمريكية قد ذكرت في تصريحها علاقة إيران بالنظام الأسدي وأنها علاقة وكالة وصداقة حميمة.
ولكنها لم تتطرق للعلاقة الحقيقية التي تربط أمريكا بحكام إيران، ولا علاقة البيت الأبيض بحكام دمشق.
فقد ينطبق وصفها ذاك على العلاقة المشبوهة بين النظامين المذكورين وأمريكا، بل يزاد عليه الخيانة والتبعية ودوران في فلك المستعمر الأمريكي.
فإيران من جهة، كانت الوكيل المخلص لأمريكا في تدبير شؤون العراق عبر شبكة من العملاء السياسيين بعد الاحتلال الأمريكي، وبعد اطمئنان أمريكا لتحقيق مصالحها مباشرة وغير مباشرة من خلال حكام إيران، وبالطبع فلم تقتصر الخدمات الإيرانية على الملف العراقي فحسب، فخدمات إيران لأمريكا تعددت وتنوعت في ملفات عدة كأفغانستان ولبنان وحركات المقاومة في فلسطين، وآخرها الدور الإيراني الإجرامي في سوريا، والذي كانت أمريكا دوما راضية عنه، وتقبل به، لتضمن بقاء عميلها بشار في الحكم إلى أن يتوفر لها البديل المناسب.
فأمريكا هي التي سمحت لإيران بإطلاق يدها الآثمة في سوريا لتوفير الغطاء لبشار أسد كي يستمر بممارساته الإجرامية بحق الشعب السوري البطل.
أما علاقة أمريكا بالنظام الأسدي فهي متوارثة من عهد الأب إلى الابن، أساسها التبعية والخنوع للسيد الأمريكي، وحماية مصالحه التي على رأسها حماية الحدود الشمالية لكيان يهود.
أما ما تقترفه أمريكا من إجرام بحق الشعب السوري الصابر عبر عميلها بشار فهو يفوق التصور، فمن جهة تعطيه المهلة تلو المهلة لإخضاع ثوار الشام وقهرهم وقتلهم ونزع فتيل ثورتهم لوأدها والقضاء عليها، ومن الجهة الأخرى وبسبب الثبات المنقطع النظير لثوار الشام، فإن أمريكا تحيك المؤامرات الخبيثة لتضليل الثورة وضمان بقائها في الإطار المقبول غربيا.
فهي تصنع معارضة سياسية مستحدثة تختلط فيها المفاهيم العلمانية بصبغة إسلامية معتدلة تحت مسميات عدة أشهرها المجلس الوطني السوري برعاية تركيا، وهيئة التنسيق برعاية إيران، وفي الوقت نفسه تعمل على إحداث شرخ في صفوف الثوار المنشقين عن النظام، وذلك من أجل إضعافهم وحرفهم عن المطالبة بالتغيير الجذري ومحاولة ركوب موجة انتصاراتهم وقيادتها نحو بر التبعية والانحناء للغرب.
وها هي كلينتون تصرح عن عرضها اللئيم في دفع الأثمان السياسية لشراء المواقف والذمم السياسية، كي تضمن بقاء الطبقة السياسية التي ستخلف بشار أسد ضمن الإناء السياسي الأمريكي.
حقا إن ثورة الشام تتعرض لفتن كقطع الليل المظلم فهي تتلاطم من كل حدب وصوب همها الوحيد إجهاض الثورة وإفشالها.
فالله الله يا ثوار الشام
إن الابتلاء يكون على قدر الإيمان، وقد أثبتّم بثورتكم الإسلامية العظيمة قوة إيمانكم، وتحمّلكم، وصبركم، ووعيكم على ما يحاك من مؤامرات بحقكم، فلا تقبلوا بحلول أمريكا وعملائها، وارفضوا أي حل يأتيكم من الغرب، أو من الأنظمة الحاكمة الخائنة العميلة، أو من المنظمات الإقليمية أو الدولية، ولا ترضوا بغير شرع الله بديلا، وأعلنوا رفضكم للدولة المدنية التي تريدها أمريكا، واجعلوا وجهتكم دولة خلافة راشدة، فهي الغاية الوحيدة التي تستحق تضحياتكم البطولية ودماءكم الزكية التي أريقت على عتبات التحرر من قيود الاستعمار وعملائه من آل الأسد.
اللهم احفظ ثورة الشام من المؤامرات والفتن وعجل بالنصر والتمكين
أبو باسل