خبر وتعليق حزب العدالة والتنمية التركي يرّوج له ليكون نموذجا يحتذى
في كلمته أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي الذي انعقد يوم الأحد 30\9\2012م في العاصمة التركية أنقرة قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان.
“نسمي أنفسنا الديمقراطيين المحافظين ونركز تغييرنا على الحقوق الأساسية والحريات وهذا الموقف تجاوز حدود بلادنا وأصبح نموذجا لجميع الدول المسلمة”.
فإردوغان في خطابه اعتبر حزبه نموذجا تقتدي به البلدان الإسلامية.
تُرى فما هي الأسس والمعايير الفكرية التي اعتمدها حزبه لتكون نموذجا لأنظمة الحكم الإسلامية؟
إن إردوغان تحدث عن الحقوق الأساسية والحريات وهذا الكلام يؤكد أنه اختار الفكر الديمقراطي الغربي أساسا لحزبه وهذا الاختيار تعدى المسمى إلى الاسم فقال بأنه سيسمي الحزب بحزب الديمقراطيين المحافظين وكأنه يقول للغرب إن حزبه هو النسخة التركية للحزب الجمهوري الأمريكي أو حزب المحافظين البريطاني.
لقد اختار إردوغان لحزبه النموذج الرأسمالي في الاقتصاد والنموذج الديمقراطي في الحكم فالخصخصة كانت أبرز اختيار لتركيا في السنوات العشر الأخيرة حيث قام إردوغان ببيع معظم مؤسسات الدولة الاقتصادية للقطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية بإغرائها بالربح الوفير المحمي بالقانون واستدان من صندوق النقد الدولي 23.5 مليار دولار اعتمد عليها في إعادة بناء الاقتصاد التركي الذي كان في حكم المنهار.
فتركيا إردوغان إذاً في العقد الأخير كانت تركيا الرأسمالية بامتياز ولم توجد فيها أي رائحة الإسلام.
وقد امتدحت حركات الإخوان المسلمين المختلفة هذا النموذج الرأسمالي لحزب العدالة التركي فقال خالد مشعل زعيم حركة حماس الفلسطينية في مؤتمر الحزب: “…إن حزب العدالة والتنمية التركي أظهر وجه الإسلام المشرق” مع أن وجه تركيا في ظل حزب العدالة -إن كان مشرقا- فهو وجه ديمقراطي رأسمالي لا علاقة له بالإسلام.
وحتى القرض الذي قدّمته تركيا لمصر في المؤتمر وتم توقيعه بحضور الرئيس المصري محمد مرسي فإن الفائدة الربوية التي وضعت عليه 1% وفقا لكلام الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي.
فأي نموذج هذا الذي يروّجونه لحزب العدالة التركي وأي زعامة تلك التي يُلبسونها لرجب طيب إردوغان ويصفها خالد مشعل مخاطبا إردوغان بالزعامة العالمية فيقول: “السيد إردوغان أنت لست فقط زعيما في تركيا الآن أنت زعيم في العالم الإسلامي أيضا”
هذا هو التلبيس بعينه في وصف النموذج التركي بأنه نموذج إسلامي مع أنه نموذج رأسمالي علماني لا يختلف عن النماذج الغربية لا بالشكل ولا بالجوهر ولا بالاسم ولا بالمسمى.
إن أمريكا سبق وأن رحبت بهذا النموذج المشبوه ودعت العالم الإسلامي للاقتداء به لذلك ليس غريبا أن تردد الأحزاب الإسلامية التي تُغازل وترتمي في أحضانها النغمة نفسها وأن تقوم بالترويج للفكر الرأسمالي الربوي الديمقراطي باعتباره فكرا إسلاميا والإسلام منه براء.
فإذا حصل تقدم في الاقتصاد التركي في ظل حكم إردوغان فليس سببه الإسلام قطعا وإنما سببه الديمقراطية والرأسمالية فهو كأي تقدم يحصل في أي بلد رأسمالي ولا دخل للإسلام به.
هذا هو النموذج الذي يروجون له وهو نموذج استعماري ترعاه أمريكا والدول الغربية فبئس هو من نموذج وسحقا له.
أبو حمزة الخطواني