مع الحديث الشريف باب من بنى لله مسجدا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة “بتصرف”، في باب ” باب من بنى لله مسجدا “
حدثنا أبو بكرٍ بنُ أبي شيبةَ قال حدثنا يونسُ بنُ محمدٍ قال: حدثنا ليثُ بنُ سعدٍ عن عثمانَ بنِ عبدِ الله بنِ سُراقَةَ العَدَوِيِّ عن عمرَ بنِ الخطابِ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة”.
قوله ( من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله ) على بناء المفعول، والجملة في موضع التعليل كأنه قيل بني ليذكر اسم الله تعالى فيه ، فهذا في معنى ما جاء يبتغى وجه الله. قوله (بيتا ) تنكيره للتعظيم أي عظيماً، وإسناد البناء إلى الله تعالى مجاز، أي أمر الملائكة ببنائه أو البناء مجاز عن الخلق، والإسناد حقيقة، قال ابن الجوزي: من كتب اسمه على المسجد الذي بناه كان بعيدا من الإخلاص.
أيها الكرام:
إن الله تعالى جازى على من يعمل من الخير مثقال ذرة، فكيف بمن يقوم بعمل كبير كبناء المسجد؟ لا شك أن ثواب من يقوم بهذا عظيم عظيم. فهو من جهة فيه خير لأنه ينفع المسلمين ويثيب الله عليه، وهو من جهة أخرى يُعتبر صدقة جارية، تبقى بعد وفاة صاحب هذا العمل إلى ما شاء الله. كما جاء في الحديث ” إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”
أيها المسلمون: إن حكامكم الذين عرفتموهم طيلة هذه العقود العجاف، لسان حالهم يقول: من بنى خمّارة، من بنى بيت دعارة، لا من بنى مسجدا، سيروا في الأرض في بلاد المسلمين وانظروا، ألا ترون هذه البيوت؟ ألا ترون البيوت الرّبوية التي فاقت حرمتُها حُرمة الزنا؟ حتى هذه السلطة المسخ في فلسطين، بمجرد وضع قدمها على هذه الأرض المقدسة، بنت (كازينو)، قبل أن تقوم بأي أمر من الأمور. هؤلاء هم حكامكم أيها المسلمون، كلاب حراسة الغرب، مع اعتذاري للكلاب، فالكلاب حفيظة للوفاء. إنها الأوامر، أوامر السيد للعبد، ولا مناص من تنفيذها حتى لو خالفت ما عليه الأمة في فكرها ومشاعرها. الله سبحانه وتعالى يقول: ” الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاة وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ” ولكن أين هؤلاء الرويبضاتُ ممّا يريد الله تعالى؟ لا عذر لكم – أيها المسلمون- أمام الله تعالى إن سكتم عليهم وعلى وجودهم حكاما عليكم بعد أن افتُضح أمرهم، وكُشفت عوراتهم، لا عذر لكم وقد انبلج فجر الأمة من جديد، فهذه ثورات الخير تعم بلاد المسلمين، إنه زمن التغيير، زمن عودة الإسلام بعد انقطاع، زمن الخلافة التي وعدنا بها ربُّنا سبحانه، والبشرى التي بشرنا بها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. شمروا عن سواعدكم أيها الأحبة، وعاهدوا الله أن تكونوا من هؤلاء العاملين الذين يعملون لتغيير هذا الواقع الأليم، لتكونوا من الثلة الثانية التي ذكرها الله سبحانه في كتابه العزيز (( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ {39} وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ))
اللهم استعملنا في طاعتك، لتطبيق شرعك على عبادك في أرضك، اللهم آمين آمين.
نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركات.