بيان صحفي أيها المسلمون: وقفتكم في جمعة ” أمريكا، ألم يشبع حقدك من دمنا؟! ” هي وقفة عزٍّ وردٌّ مباشر على “هدنة العيد” التي تقدَّمت بها أمريكا
في الوقت الذي تتهافت فيه الدول على تأييد اقتراح “هدنة العيد” الذي تقدمت به أمريكا عبر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي للأمم المتحدة وكر التآمر والعدو، الذي هو اقتراح لتمهيد التفاوض مع نظام الطاغية من أجل إيجاد حكم انتقالي لمصلحة النظام أكثر منه حقناً للدماء كما يدَّعون، وإلا فكيف ازدادت مجازر النظام مع مهمة الإبراهيمي وبخاصة عندما عرض الهدنة؟!
وفي الوقت الذي تلقَّفت فيه الدول الإقليمية وجامعة الخزي والخذلان هذا الاقتراح بالتأييد والمباركة، وبعد سرور وانفراج رأس النظام المجرم القاتل به، ظناً منه أن جرائمه ستمحى، وأن دوراً له أو لأتباعه سيكون في سوريا المستقبل فيتفادى وقوع القصاص عليه…
في هذا الوقت جاء رد ثوار الشام الأبرار في تسمية يوم الجمعة 19/10/ 2012م بجمعة “أمريكا، ألم يشبع حقدك من دمنا؟!” صفعةً قوية على وجه أمريكا الكريه، وعلى نافوخ عملائها الذين يتاجرون بعذابات الشعب السوري الأبيّ. وما مؤامرتهم إلا كقوله سبحانه:
(( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )).
وإن المتأمل في التسمية التي اختارها الثوار الأحرار لهذه الجمعة “أمريكا، ألم يشبع حقدك من دمنا؟!” ليدرك مدى الوعي السياسي الذي وصلت إليه ثورة الشباب المؤمن في سوريا، فالتسمية لا تكشف ما هو معلوم من عداء أمريكا للأمة وتآمرها على أهل المنطقة وعمالة الأنظمة الدكتاتورية القمعية لها بدعم وإسناد وتغطية من البيت الأبيض فحسب، بل تكشف الحقيقة الصاعقة لأمريكا ولعملائها بأن ثوار الشام الأبرار يرفضون رفضاً قاطعاً كل المشاريع الأمريكية في المنطقة، وأنهم على وعي بما تخططه أمريكا وعملاؤها من مبادرات ومناورات للالتفاف على ثورة الشباب المخلصين الذين قصدوا بها وجه الله، ورفعوا خلالها رايات رسول الله، وهتفوا: “لن نركع إلا لله”، وأن أيام الصراع الأوروبي الأمريكي على بلاد المسلمين عامة وبلاد الشام خاصة إلى زوال إن شاء الله تعالى قريباً.
لقد فضحت ثورة الشام ألاعيب أمريكا وأوروبا، وادعاءات أوباما وكلينتون، وعداء روسيا والصين، بما في ذلك عملاؤهم من الحكام في جوار الشام وحولها، بل وداست هذه الثورة بذلك على مهمة الإبراهيمي الهزيلة، وأنهتها كما أنهت قبلها مهمات الدابي وأنان.
وإننا في حزب التحرير نحذّر من العدو الذي يظهر علينا “بلباس الصديق”، ونحذر من عبث المتاجرين بالدماء والتضحيات من أمثال المجلس الوطني والمجالس العسكرية التي تؤسَّس على مفاهيم أعدائنا من علمانية ومدنية وديمقراطية، وننبه أهلنا الثائرين وقيادات الكتائب المخلصين، بأن يبتعدوا عن هذه المجالس المزورة، فلا بدّ من أن ينبع الحل من عقيدة أهل البلد، ولا بد أن تقطع يد أمريكا وأوروبا ومنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والأنظمة العميلة عن المساس بالشام المباركة، ولا بد من إسقاط كامل لهذا النظام بكل أركانه وأشخاصه.
أيها الثائرون في أرض الشام عقر دار الإسلام رغم أنف الطغاة،،
إننا في حزب التحرير ولاية سوريا، نهيب بأهلنا الثائرين أن يثبتوا على الحق في أعمالهم رغم كل الصعاب والتضحيات، وأن يجعلوا تلك الأعمال خالصةً لوجه الله الكريم، وعلى طريقة وهدي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، سائلين المولى أن يجعل دولة الخلافة الراشدة خير بشرى نقطفها بعد كل هذه التضحيات الجسام على أرض الشام المباركة عقر دار الإسلام. قال تعالى: (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) وما ذلك على الله بعزيز.
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المهندس هشام البابا