بيان صحفي عارٌ وأيُّ عارٍ.. تلك الرسالة الحميميّة إلى أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا!
إنها ليست المرة الأولى التي يُسَرِّب فيها يهود رسالة مرسلة إليهم من قبل الرئيس مرسي، فقد فعلوا ذلك قبل شهرين عندما سربوا للصحف رسالة تهنئة بعثها إلى رئيس كيان يهود بمناسبة أعيادهم، وبرغم ما أثارته تلك الرسالة في حينها من صدمة لجموع المسلمين عامة والمصريين خاصة، وتكذيب إرسالها أصلا، إلا أن مستشاري الرئيس مرسي لم يتعلموا من خطأ الرسالة الأولى، ولم يستوعبوا أننا في دولة ما بعد الثورة، وأن من أهم أسباب هَبَّة الشعب المصري على المخلوع مبارك، كونه كان سمسارا رخيصا لدولة يهود، فهل يريد رئيس دولة ما بعد الثورة أن يعيد على الشعب الكرّة مرة أخرى؟!
لم يتصور أحدٌ داخل مصر أو خارجها مطلقا أن يخاطب الرئيس مرسي رئيس الكيان الغاصب لأولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم بالقول “عزيزي وصديقي العظيم” ويختمها بتوقيعه تحت كلمتي “صديقكم الوفي” متمنيا “لدولة إسرائيل” -حسب تعبير الرسالة- رغد العيش! إن تبرير السيد ياسر علي مستشار الرئيس الإعلامي، بقوله إن “صيغة الخطابات الدبلوماسية أمر بروتوكولي” و “إن صيغة خطابات وزارة الخارجية المصرية حول تعيين السفراء الجدد موحدة وليس بها تمييز لأحد”، هو عذر أقبح من ذنب، وما كنا نحب للرئيس مرسى -وهو يمثل ثورة جاءت لنسف سياسات النظام السابق في التودد إلى يهود ومجاملتهم بكل الكلمات الريائية- أن يضع نفسه في مثل هذا الموقف الحميمي مع رئيس دولة يهود، الذين هم أشد الناس عدواة للذين آمنوا.
ولعل في استقالة أحمد الحمراوي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية من الجماعة مساء 22/10، اعتراضا على هذا الخطاب إلى شيمون بيريز، بعد عضويته التي استمرت نحو 28 عاما، لعل في هذه الاستقالة بعض العزاء للناس أن هناك من ينتقد تصرفات الرئيس ويعترض عليها من جماعة الإخوان نفسها، بعد أن كان الشغل الشاغل لأفراد الجماعة تبريرَ كل ما يصدر من الرئيس ولو خالف الحكم الشرعي بشكل واضح، ابتداءً باحترام الاتفاقيات الدولية، ومرورًا بتبرير القرض الربوي من صندوق النقد الدولي، وانتهاءً بتلك الرسالة الفضيحة! لقد قال العضو المستقيل في استقالته “كنا نظن أن حسني مبارك وعصابته هم الخونة والعملاء للصهاينة والأمريكان فقط، ولكن تبين لنا الآن أن دائرة الخيانة أعم وأشمل، فإذا كان حسني مبارك هو كنز إسرائيل فإن مرسي هو الصديق الوفي للصهاينة حسبما سطر بيمينه.”
كلمة أخيرة نقولها للرئيس مرسي، ألم يكن ينبغي بدلًا من إرسال سفير لهذا الكيان الغاصب -يتبادل معه التهاني بالكؤوس المرفوعة!!- أن ترسل له جيش صلاح الدين؟! لقد كان الناس يتوقعون من مصر الثورة إغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وإلغاء اتفاقات كامب ديفيد وأن تعيد لمصر هيبتها وكرامتها ودورها القيادي في المنطقة والعالم.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ))
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير