بيان صحفي فلسطين وغزة تحتاج لخلفاء فاتحين لا لأمراء صاغرين
على وقع غارات يهود وقصفهم وقتلهم لأهل غزة وتحت سماء تكاد لا تخلو ساعة من طائرات يهود وغربان موتهم، وصل أمير قطر وزوجته ووزير خارجيته إلى أرض غزة يوم أمس الثلاثاء، تحميه طائرات يهود في السماء، وأجهزة أمنية وسلطة رفعت رايات وأعلام سايكس بيكو التي تفرق ولا تجمع، وهم يهتفون بالناس أن رحبوا بأمير قطر ووفده وإعماره المتأخر أعواما!
استقبل هذا الأمير بحفاوة وفرق تشريفات تذكر بصورة الزعماء الطواغيت الذين بادوا وهم يحولون جيوشهم إلى فرق استعراض بينما يهود في مأمن منهم، وعلى مرمى حجر من الأمير يهود أخلّاؤه الذين لم يستحي يوما من إقامة العلاقات والجلوس والتطبيع معهم.
لقد صورت سلطة حماس تلك الزيارة بأنها فتح كبير ويوم تاريخي!، وكأن ذلك الأمير جاء غزة وفلسطين فاتحاً ومحرراً وهو الذي فتح بلاده ممرات وقواعد لقوات أمريكا تصب من خلالها الحمم على رؤوس المسلمين في كل مكان.
لقد اختزلت سلطة حماس ما تريده من أمتها بالمطالبة بحشد الأموال بدل حشد الجيوش، تماما كما صنع خالد مشعل في مؤتمر قمة قطر أيام العدوان على غزة حينما قال للزعماء لا نطالبكم بتحريك الجيوش بل نريد منكم التأييد والدعم، فتحولت قضية فلسطين من قضية جهاد وقتال ليهود، إلى قضية سلطة ربحية تعتاش على التسول باسم دعم أهل فلسطين بينما هي أضحت عبئًا يضاف عليهم.
لقد دعم أمير قطر ثوار ليبيا بالسلاح، بل وأرسل جنوده نصرة لهم تحت قيادة الناتو، ودعم بعض الناس في سوريا لحرف الثورة عن مسارها خوفا من استلام المخلصين للحكم وتطبيق الإسلام في دولة الخلافة، فهل يجرؤ ذلك الأمير على إرسال قواته نصرة لفلسطين وهو الذي اتخذ من يهود أحبة وأخلاء؟!
يا أهل فلسطين…
إن هؤلاء الحكام المطبعين مع يهود والمنفذين لخطط الغرب أمريكا وأوروبا لا يعبرون عن أمانيكم ولا عن تطلعاتكم بتحرير فلسطين كل فلسطين، وكذلك السلطة بشقيها في غزة ورام الله لا تمثلكم، فأهل فلسطين إنما يعبر عنهم من يتحدث عن همومهم وتطلعاتهم في التحرر والعزة ويعمل على تحريك الجيوش تجاه فلسطين لتحررها بالكامل من براثن الاحتلال اليهودي الغاشم.
إن فلسطين تحتاج إلى خلفاء فاتحين بجيوشهم لا إلى أمراء يدخلونها بأموالهم صاغرين، تحتاج إلى من هو مثل صلاح الدين وقطز وليس لحكام يطبعون مع الاحتلال.
إننا في حزب التحرير ونحن نغذ السير لإقامة خلافة راشدة ثانية تجمع الأمة وتحرر فلسطين كاملة، فيتقاسم أهل فلسطين مع غيرهم خيرات المسلمين بعزة وكرامة، نقول لحاكم قطر وأمثاله من حكام الضرار، إن الأمة ومنها أهل فلسطين تدرك تماما حقيقتكم وهي تسير بخطوات ثابتة نحو استعادة سلطانها منكم، وستعاقبكم على تضييعكم فلسطين وكافة بلاد المسلمين، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى لو كنتم تعقلون.
((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))