Take a fresh look at your lifestyle.

عسعس الليل وآن للصبح أن يتنفس

 

 

طرق الباب ودخل….
جلس مطرقا زائغ العينين كأنما تاه به الطريق !!
ركز نظره على الأرض كأنما يبحث فيها عن شيء !!
تكلم .. فخرج صوته باهتا لا يكاد يُسمع ..
قال : هل أجد عندكم عملا مهما كان ؟!!
أنظف .. أكنس .. أمسح .. أزرع .. أقلع .. أي شيء .. أي شيء
المهم أن أعود بيتي ومعي قليل من نقود !!

 

طرقت كل الأبواب عل أحدها يُفتح لي ..
سرت في كل الدروب لعلي أجد في أحدها نورا يخفف العتمة ..
لكنها افتقرت حتى لهذا البصيص من النور ..

 

رحمتك يا الله .. غفرانك يا رب ..
لا أستطيع وصف شعوري حينها ..
هل أبكي قهرا وحزنا ؟!
هل أصرخ ألما ونقمة ؟!!
هل أسكت مرارة وذلا ومهانة ؟!!
هل أقول لقد أخطأت العنوان فلسنا نحن من نستطيع مساعدتك !!
وهل… وهل… وهل !!!
ولكني حينها لم أجد إلا الصمت ألوذ به .. فحين تعجز الكلمات تسود لغة الصمت ..

 

أفقدونا العزة والكرامة ..
جعلوا لقمة العيش وكأنها سراب يحسبه الظمآن ماء .. حتى إذا اقترب منها وجدها صحراء مجدبة ..
جعلوها مغمسة بالذل والقهر والألم ..
وكم من إنسان مثله يعاني في بلادنا الإسلامية؟
من لا يجد قوت يومه مع أنه يبحث عنها ..
الرزق بيد الله .. نعم نؤمن بذلك .. لكن الخيرات كثيرة تكفيه وتكفي غيره ..
ولكن إن شبع هذا وغيره سيفكرون ..
ستتسع دائرة اهتمامهم لتصل إلى مدى أبعد من أنوفهم وأنفسهم ..
سينظرون حولهم ويتساءلون أين نحن من الأمم؟
أين حكامنا مما نحن فيه ؟! أين الراعي والحامي الذي لا ينام وأحد رعيته جائع ؟!
أين خيرات بلادنا التي كانت تكفي حتى للطير على قمم الجبال !!
وحينها إن حصل هذا… سيستيقظون !!
وهم يريدوننا نياما .. مقهورين .. مسحوقين ..
نلهث وراء لقمة العيش حتى تنقطع أنفاسنا ولا يعود لنا قدرة حتى على السؤال ..
ولا يتبقى لنا جهد حتى على الكلام .. ويصبح التفكير ترفا لا نقترب منه ..

 

فإلى متى نبقى كالشياه التي يسوقونها للذبح وهي ترى ولا تستطيع حتى الاحتجاج !!
مع الفرق أن الشاة مصيرها الطبيعي هو الذبح ..
إلى متى نبقى دائرين في ساقية لا تنتهي ونحن مغمِضو العيون مقفِلو الأفواه !!
ألم يعسعس الليل وآن للصبح أن يتنفس ؟!!

 

ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

 

أم صهيب الشامي