الجولة الاخبارية 4-11-2012
العناوين :
• النظام السوداني على شاكلة النظام السوري يحتفظ بحق الرد على ضربات العدو
• كلينتون تتصرف بمثابة المسؤول عما يسمى بالمعارضة السورية فتصدر قرارات جديدة بحقها
التفاصيل :
ذكرت الأنباء في 29/10/2012 أن النيران اشتعلت بشدة في بقايا مجمع اليرموك الصناعي الذي ضربته طائرات العدو اليهودية في 24/10/2012. وذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تشتعل النار في بقايا المجمع بعد ضرب طائرات العدو له ومحاولاتها تدميره نهائيا. ولا يستبعد أن هذه الطائرات ألقت بقنابل مؤقتة لتتفجر فيما بعد حتى تكون الخسائر أكبر.
وقد صرح وزير خارجية السودان علي كرتي في 27/10/2012 في حديث له مع الإذاعة السودانية أن إسرائيل أرادت بعدوانها على مجمع اليرموك الصناعي بالخرطوم التأكيد للإسرائيليين على أن نتانياهو هو من يحمي أمنهم ومصالحهم وأن ضرب المجمع جاء في إطار السياق الانتخابي في إسرائيل. وقال إن إسرائيل توهمت كثيرا عندما ضربت المجمع الذي ينتج أسلحة تقليدية جدا وهي تعلم أن من حولها من الفلسطينيين الرافضين لوجودها وسياستها قد طوروا أسلحة متقدمة بكثير جدا من الأسلحة الموجودة في مجمع اليرموك. مما يدل على مدى التخاذل لدى النظام السوداني وأنه لن يفعل تجاه العدو أي شيء ولن ينتقم لضربة هذا المجمع الذي دمرته طائرات العدو. وكأنه يكتفي بقوله أن الفلسطينيين يقومون بالمهمة والسودان قد كفاها الله القتال. كما لم ينتقم للضربات التي وجهها له العدو سابقا عندما ضرب قافلة سودانية مكونة من 23 شاحنة عام 2009 وقتل العشرات ممن كانوا في القافلة ومرة أخرى في السنة نفسها قامت طائرات العدو بمهاجمة قافلتين. وكذلك عام 2011 ضربت طائرات العدو سيارة سودانية وقتلت اثنين، ومثل ذلك في هذه السنة في أيار ضربت سيارة أيضا وقتلت شخصا كان فيها. وفي كل مرة يثبت النظام السوداني مدى تخاذله وخواره بل جبنه وأنه غارق في الخيانة لا ينقذ البلاد منها إلا سقوط هذا النظام وإقامة نظام الخلافة الإسلامي مكانه الذي سيرد الصاع صاعين في وجه العدو. وقد رسم النظام السوداني سياسة تفيد بأنه لن يخوض أي حرب مع الأعداء فتخلى بموجب ذلك عن جنوب السودان وهو مستعد للتنازل عن مناطق أخرى إذا اقتضى الأمر عدم خوض الحرب والمواجهة مع الأعداء المتربصين بالسودان. وقد ردد النظام السوداني على لسان وزير إعلامه أحمد بلال عثمان على إثر الضربة في 24/10/2012 عبارة قرينه النظام السوري أنه “يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان اللذين يختارهما”. فهي عبارة تخاذل شهيرة كان يرددها النظام السوري كلما ضربت طائرات العدو مراكز عسكرية في سوريا، ولكن النظام السوري لم يرد ولو مرة واحدة مع مرور عدة سنين ومع تكرار العدو لضرباته في المواقع العسكرية في سوريا. وكذلك النظام السوداني يفعل ويقلد النظام السوري في التخاذل أمام العدو، والجدير بالذكر أن النظام السوداني يدعم النظام السوري في ذبح شعبه. فيظهر أن هذه الأنظمة شديدة البأس على شعوبها ولكنها تتخاذل أمام أعدائها.
———-
دعت وزيرة خارجية أمريكا كلينتون في 31/10/2012 إلى وجوب الكف عن النظر إلى المجلس الوطني السوري على أنه الجهة التي تقود الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة تحل محل نظام الرئيس بشار أسد. وانتقدت المعارضة بأنها لم تستطع أن توقف المد الإسلامي المتشدد. وقالت لقد قدمنا توصيات بأسماء أشخاص ومنظمات نعتقد بضرورة وجودها في أي بنية قيادية وقد أوضحنا أنه ما عاد بإمكاننا النظر إلى المجلس الوطني على أنه القائد الواضح للمعارضة، يمكن لهم أن يكونوا جزءا من معارضة أكبر، ولكن تلك المعارضة يجب أن تضم من هم في داخل سوريا إلى جانب جهات أخرى لها أصوات تصغي لها. وأبدت تخوفها من إمساك المسلمين المخلصين الذين وصفتهم بالمتطرفين بزمام قيادة الثورة ومن اختطافها. مع العلم أن المسلمين المخلصين هم الذين أشعلوا الانتفاضة وقادوا الثورة عندما بدأوا يخرجون من المساجد بالتكبيرات وبقولهم هي لله هي لله ولن نركع إلا لله وهم الذين يقدمون التضحيات، وكثيرا ما يرفعون راية الرسول صلى الله عليه وسلم التي رفعها عندما أقام الدولة الإسلامية. وأمريكا هي التي تعمل بواسطة عملائها في المنطقة على اختطاف الثورة والإمساك بزمام قيادتها. ولكن كل محاولاتها فشلت في أن تجعل عملاءها مثل المجلس الوطني وغيره من أن يمسكوا بزمام الأمور وقيادة الثورة، وبذلك قالت أن عملاءها في المجلس الوطني فشلوا في وقف المد الإسلامي. فيظهر أن أمريكا باتت تتصرف بعصبية وتهور لا تستطيع أن تمسك نفسها فتقوم وتعلن عن فشل عملائها بهذه الصورة المخزية لعملائها. فيدل ذلك أنها أصبحت لا تدري ماذا تفعل؛ فلا الجامعة العربية نفعتها ولا الدابي الذي أصابه الخزي ولا كوفي عنان الذي أعلن فشله ولا الإبراهيمي الذي يظهر تخبطه وقد راهنت عليه أمريكا كثيرا وأعطت كل ثقتها به، وعلى ما يظهر أنه على وشك أن يعلن خيبة أمله وفشله فيسقط أرضا خارّاً تحت أقدام الثورة المباركة. ولم ينفعها إردوغان وداود أوغلو؛ فلا تدري ماذا تفعل بثورة ظنت أنها تشبه الثورات التي قامت في تونس أو في مصر أو في اليمن أو ليبيا حيث لم يتمكن هناك المخلصون الداعون لإقامة حكم الله وإعلان الخلافة من الإمساك بزمام الثورة وبالتالي الانفراد في قيادتها، فاستطاعت أمريكا أن تتفاهم مع المتنازلين من الذين يسمون بالإسلاميين المعتدلين وتبقي على النظام الديمقراطي العلماني وتبقي على نفوذها أو تبقي على فرص تعزيز نفوذها ووجودها في تلك البلاد. ومع ذلك فإن وجودها في هذه البلاد ليس راسخا، وإذا نجحت ثورة الشام وأسقطت أمريكا وأقامت حكم الإسلام فإنها ستنبه أهل تلك البلاد وغيرهم في البلاد الإسلامية ليجددوا ثوراتهم وينتفضوا على أولئك المعتدلين الذين تنازلوا عن تحكيم شرع ربهم وحرفوا الثورات عن مسارها.