تعليق صحفي الخلافة كائنة شاء من شاء وأبى من أبى
نشرت صحيفة الوطن بتاريخ 13/11/2012 خبرًا بعنوان (الأمن ينتظر موافقة مرسي لمهاجمة خلايا الخلافة) وكانت الصحيفة قد نشرت في 12/11/2012 أن أجهزة الأمن قد نجحت في رصد 22 خلية بعد العثور على ما يسمى «وثيقة فتح مصر»، أثناء مداهمة «خلية مدينة نصر»، وقالت الصحيفة أن الوثيقة تتضمن خطوات تنفيذية لإعلان الخلافة الإسلامية في مصر.
وتعليقاً على هذا الخبر فإن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في مصر يقول:
يبدو أن مسألة الخلافة والعمل على إقامتها بشكل حثيث في مصر، بدأت تستحوذ على اهتمام نظام ما بعد الثورة، ومن ورائه أمريكا دولة الطغيان والتجبر التي أمَدَّت الأجهزة الأمنية في مصر بمعلومات هامة، ساهمت في القبض على ما أطلق عليه خلية مدينة نصر، ولأنهم يرون التفاف الأمة حول مطلب الخلافة، ولأنهم يرون تحرك حزب التحرير في مصر الذي يعمل لإقامة الخلافة، التي يرعبهم مجرد ذكرها، تراهم يحاولون ربط العاملين لإقامتها بالعمل المسلح لتخويف الناس منهم وممن يذكر اسم الخلافة، ولإيجاد المبرر لضرب الساعين لإقامتها.
كل هذا التخطيط الخبيث من قبل الأجهزة الأمنية ومن يقف وراءها من أعداء الأمة، هو أمر غير مستغرب، لكن الأمر الغريب أن يساهم في هذه الحملة التشويهية للخلافة وللعاملين على إقامتها، رموز من التيار الإسلامي نفسه، وخصوصاً من ناضل أيام السادات والمخلوع مبارك من أجل إقامة الدولة الإسلامية، ففي صحيفة “الوطن” نفسها وتعليقًا على الخبر المنشور نسمع الشيخ كرم زهدي، القيادي في الجماعة الإسلامية يقول، “إن ما يتردد عن إحياء الخلافة مجرد شعارات، من المستحيل إحياؤها مرة أخرى لأنها لم تعد صالحة لهذا العصر، فضلاً عن أنه من المستحيل إعلان الخلافة في ولاية واحدة من ولايات المسلمين مثل مصر، وأقصى ما يمكن أن نصل إليه هو إقامة اتحاد على غرار الاتحاد الأُوروبي”، ويطالب زهدي “بإطعام الجوعى وعلاج المرضى وتشغيل العاطلين قبل أن نشغل الناس بمثل هذا الحديث”. فهل كان الشيخ يناضل من أجل مجرد شعارات؟ وما الذي أصابه ليقول مثل هذا الكلام الذي نسمعه ليل نهار من العلمانيين وأشياعهم؟!
أما كمال حبيب فيقول “إن فكرة الخلافة الإسلامية ذات طابع “طفولي”، وذلك لأن الجماعات الجهادية تعتقد أنها ستكون حلا لمشاكل الناس، وفي الحقيقة إن الخلافة لها واقع سياسي واجتماعي مختلف تماما عما نعيشه الآن”. أليس هذا هو الكلام الطفولي بعينه؟ وهل وصل الأمر بهذا المجاهد الهُمام إلى هذه الدرجة؟! فيصف حكمًا شرعيًا وفرضًا ربانيًا بأنه ذو طابع طفولي. والأعجب من ذلك أن نسمع نجل الشيخ عمر عبد الرحمن -فك الله أسر أبيه- يخطب الناس في جمعة تطبيق الشريعة يوم 9/11 بالقرب من السفارة الأمريكية محذرًا من حزب التحرير ومن دعوته للخلافة مطالبًا إياهم بمقاطعته وعدم الانجراف لشعاراته “الكاذبة”، أليس هذا عجيبًا غريبًا! ليته يخبرنا لماذا هذا التحذير؟ وما علاقته بجمعة تطبيق الشريعة؟
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر