Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق إضراب المعتقلين عن الطعام وعجز حكومة إردوغان عن حل المشكلة الكردية

الخبر :

لقد تخطى الاضراب عن الطعام الذي قام به المعتقلون من حزب العمال الكردستاني في أكثر من 60 سجنا في عموم تركيا أكثر من 60 يوما بعدما بدأ به 63 شخصا في 7 سجون بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر الماضي. فأرادوا من هذا العمل الضغط على الدولة حتى ترفع الحبس الانفرادي عن رئيس حزبهم عبد الله أوجلان وأن يسمح باستعمال لغتهم الكردية في المجالات العامة. وبالنسبة لأرقام حزب السلام والديمقراطية الكردي فإن هناك 800 معتقل في 65 سجنا ينفذون هذا الإضراب. وقد أعلن هذا الحزب في 30/10/2012 تأييده لهذا الإضراب وقام قادة هذا الحزب في ديار بكر واسطنبول وفي العديد من الولايات والمحافظات بالاشتراك في هذا الإضراب تضامنا مع المعتقلين المضربين. ( وكالات الأنباء)

التعليق :

لقد بدأت المناكفات بين مؤيدي حزب السلام والديمقراطية وبين مؤيدي حزب العدالة والتنمية الحاكم على خلفية هذا الإضراب كأهم طرفين لهما علاقة بحل المشكلة الكردية. وقد وجه الطرفان لبعضهما البعض العديد من الاتهامات مما جعلا الوضع يزداد توترا.

فبالرغم من أن حزب السلام والديمقراطية طرف في حل المشكلة إلا أنه يلاحظ أنه ليس لديه نية بالتوجه نحو الحل. فقد ذهب هذا الحزب لسد الأبواب أمام خطوات الحكومة لحل المشكلة رافعين من سقف مطالب الشعب الكردي. لأن هذا الحزب يقتات على القطاع الشعبي الذي يؤيده. فباستمرار المشكلة الكردية يستمر وجود هذا الحزب. ولهذا فإنه يعمل على تأزيم المشكلة حتى لا تصل إلى حل. فيعمل دائما على إيجاد فجوة بين الحكومة والحل. فينتج عن ذلك نتيجة أخرى ألا وهي : أن الذي ساق هؤلاء للإضراب في السجون بقصد تحقيق مطالب من غير الممكن أن تتحقق إنما أراد الموت لهم. فالكل يعرف جيدا أن ما يطالب به حزب العمال الكردستاني لا يمكن أن يتحقق. فهو يعمل حساباته على تحقيقها من موت المضربين عن الطعام وليس من خلال النجاح في إيجاد حل للمشكلة الكردية. فيريد أن تؤدي هذه الإضرابات إلى موت المضربين عن الطعام حتى يثير ذلك القطاع الشعبي ويزيد من حدة التوتر وبالتالي يشتد العنف وتشتعل الاشتباكات بين الأهالي في المجتمع، وعندئذ تشتد الفوضى في البلد فتقع تركيا في حالة من الفوضى لا يمكن ضبط الأمور فيها. وهكذا فإن هذا التنظيم الإرهابي يعمل حسابات لتصل الأمور إلى هذا الحد، لأنه لم يستطع أن يحقق ذلك في أحداث شمندلي، ولا في إضرابات المدارس، ولا في حرقها، ولا بالعمليات الانتحارية التي يفجرها في الأهالي.

إن حزب العدالة والتنمية الحاكم قام في الفترات السابقة بواسطة جهاز المخابرات القومي بالاتصال بحزب العمال الكردستاني وبعبد الله أوجلان وقد كشفت هذه الاتصالات، واعترف بذلك معتبرا أن ما يقوم به صحيح، وذلك كردة فعل للدفاع عن نفسه. فإن الوضع الحالي لا يسمح للحكومة الجلوس على الطاولة مع هذه الأطراف لحل المشكلة. فإن حزب العدالة يدرك أن قيامه بمثل هذا العمل سيكون انتحارا سياسيا. ولهذا فإنه يرسل رسائل تظهر إصراره على موقفه من خلال تصريحات رئيس الوزراء المتشددة ويعمل على كشف الطرف الذي يسد الأبواب في وجه الحل للناس. فاليوم تسد الأبواب بشكل جدي في وجه الحكومة في اتجاه الحل بسبب الصعوبات التي يوجدها حزب السلام والديمقراطية والمطالب الكردية المتزايدة. ولهذا فإن حكومة حزب العدالة تعمل على مواجهة ذلك بإحداث أزمات جديدة بجانب الأزمات القديمة. فإن ذلك أسلوب رأسمالي في حل المشاكل كما هو أسلوب لإخفاء العجز في مواجهة هذه المشاكل. ولذلك قام وزير العدل بالاتصال بالمسؤولين في حزب السلام والديمقراطية وطلب منه العمل على إنهاء الإضراب عن الطعام.

والمحصلة هي أن هذه الإضرابات عن الطعام والدعم الذي يقدمه حزب السلام والديمقراطية لها لا تؤدي إلى حل المشكلة الكردية وإنما تزيد من حجم المشكلة وتؤدي بها إلى طريق مسدود.

 

 

يلماز تشليك