Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق مشاركة متوقعة لأقطاب المعارضة الجنوبية في الخارج في مؤتمر الحوار الوطني

من المنتظر أن ينعقد مؤتمر الحوار الوطني في اليمن برعاية الأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري نوفمبر 2012م، ومن أجل ذلك استنفر النظام في اليمن كافة القوى السياسية في الداخل والخارج من أجل المشاركة في المؤتمر الذي من المنتظر أن يناقش قضايا الجنوب والحوثيين وشباب الساحات، وذلك حسب الاتفاق الذي تم بين كافة القوى السياسية بشقيها الحاكم والمعارضة وبرعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا بشهادة دول الجوار فيما تم تسميته ( المبادرة الخليجية ) التي تم الاتفاق عليها إثر ما سمي بثورات الربيع العربي، التي كانت صنعاء إحدى ساحاتها.

ومن أجل إنجاح المؤتمر قام ما سمي بأصدقاء اليمن بالاتصال بالأطراف المعنية من أجل الدخول إلى طاولة الحوار الوطني لمناقشة تلك القضايا تحت إطار الدولة اليمنية الموحدة وليس خارجها.

وقد أعلن الحوثيون مشاركتهم في المؤتمر، وكذلك فعل شباب الساحات، إلا أن الحراك الجنوبي في اليمن والذي كان يعلن عدم مشاركته في أي حوار إلا على أساس الدولتين، انشق على نفسه إلى شقين أساسيين: شق لا يقبل المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ويتزعمه حاكم الجنوب السابق عميل أمريكا السافر علي سالم البيض، والشق الثاني الذي قبل بالمشاركة في مؤتمر الحوار تحت سقف ما يسمى الجمهورية اليمنية، ويتزعمه المعارض الجنوبي حسن أحمد باعوم، الذي أعلن قبوله الدخول في الحوار مع النظام اليمني في مؤتمره الذي عقده في عدن، والذي انتقده بشده علي سالم البيض، وجاء قبول باعوم الحوار مع النظام في صنعاء مفاجأة لمناصريه وذلك عقب عودته من زيارة ما يسمى المملكة العربية السعودية، ما يؤكد أن هناك ضغوطا إنجليزية تمت ممارستها عليه ليتخلى عن لهجة الرفض للحوار مع نظام صنعاء.

إلا أنه من المتوقع مشاركة الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد وعدد من قيادات المعارضة الجنوبية في خارج اليمن، في مؤتمر الحوار المزمع، خصوصا بعد زيارة بن عمر ممثل الأمم المتحدة لتلك القيادات الجنوبية في القاهرة، ما يوضح رغبة الإنجليز في مساندة النظام اليمني الحالي في إطار يمن موحد نحو الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية، إلا أن الولايات المتحدة لم ترد أن تبقى في الخارج فقط، فأعطت الضوء الأخضر لعملائها في الخارج بالمشاركة في المؤتمر، باستثناء البيض للحفاظ على أكثر من ورقة من أوراق اللعب.

هذا هو الواقع السياسي في اليمن، وهؤلاء هم اللاعبون الأساسيون فيه، فأين أهل اليمن الغيارى على دينهم، الذين حملوا الإسلام يوما ما إلى أصقاع الأرض؟ أين هم من دينهم؟ أيتنازلون عنه ويتخلون عن أحكامه لمجرد أماني من الشيطان بمزيد من الرفاه والتوزيع العادل للثروة؟ إنه مجرد سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً…

إن القيادات الحالية في اليمن بشقيها الحاكم والمعارض في الداخل والخارج مكشوفة واضحة لأهل اليمن، تاريخ خياناتها للأمة والدي يزكم الأنوف، ولم تنجح محاولات أسيادهم في تنظيفهم وتسويقهم من جديد لنا كمنقذين ومحررين، ولن تنجح، فهم أعفن من أن يجدي فيهم أي تزييف…

واعلموا يا أهل اليمن أن لا منقذ ولا خلاص لكم مما أنتم فيه من جور وظلم واستبداد، سواء كنتم جنوبيين أم شماليين، إلا بشيء واحد هو مبدأ الإسلام عقيدة وأنظمة وأحكاما ومعالجات، فإنه وحده، أي الإسلام لا غير أعز أجدادكم، ولم ينتكسوا بين الأمم إلا يوم تخلوا عن تطبيقه وحمله والدعوة إليه، وصار الإسلام في حياتنا مجرد أحكام وضوء وصلاة بعيدا عن معترك الحياة…

تذكروا يا أحفاد الأنصار، ماذا قال عمر رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله…

 

 

د/ عبد الله باذيب – حضرموت – اليمن