الجولة الإخبارية 9-12-2012
العناوين :
• حكام سوريا في كل مرة يثبتون أنهم أغبياء في السياسة
• الروس يقولون أن الأسد فقد كل أمل في الانتصار أو الهروب
• رئيس كيان يهود يعتبر عباس شريكه في السلام وفي تصديه للجهاد
• اجتماع لمعارضين سوريين تحت إشراف أمريكي في تركيا وتعيينهم قائدا جديدا يمثلهم
التفاصيل :
أذاعت “العربية” في 6/12/2012 تصريحات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد التي قال فيها: “نحن لن نستعمل السلاح ضد مواطنينا لو ملكنا هذه الأسلحة”. واستدرك قائلا: “ونحن لا نعرف إذا كنا نملك هذه الأسلحة”. فتساءل البعض كيف أن مسؤولا ينطق باسم دولته ويقول نحن لا نعرف إذا كنا نملك هذه الأسلحة! فيأتي الجواب بأن حكام سوريا يتصفون بالغباء في السياسة ولا يستطيعون أن يصوغوا عبارتهم كما لا يستطيعون معالجة المشاكل فيلجأوون إلى منع الناس من الحديث عنها، ولا يستطيعون التعامل مع الاحتجاجات فيلجأوون إلى البطش والقتل وتدمير البيوت على رؤوس أصحابها. وتصريحات هذا المسؤول في النظام هي محاولة يائسة لتدارك تصريحات ناطق الخارجية جهاد مقدسي التي أدلى بها في شهر تموز/ يوليو الماضي حين قال : ” إن الأسلحة الكيماوية مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية، ولن يتم استخدامها إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي “. فكان ذلك اعترافا صريحا من مسؤول بأن بلاده تملك أسلحة كيمياوية. فأتاح فرصة ذهبية لتأليب الرأي العام العالمي ضد النظام الذي ينتمي له، ومن ثم العمل على اتخاذ ذلك ذريعة للتدخل في سوريا. وعندئذ لم يكن من النظام السوري إلا أن يحمّل مسؤولية غبائه على أحد موظفيه جهاد مقدسي فيفر الأخير من البلد كما ورد في الأخبار. مع العلم أن معلمه وليد المعلم وزير الخارجية أثبت غباءه عدة مرات، منها عرضه لشريط يتهم فيه المجاهدين بارتكاب أعمال إرهابية على حد تعبيره، فتبين أن الشريط قديم مصور في لبنان ليس له علاقة بسوريا.
ورأس النظام بشار أسد نفسه أيضا أثبت غباءه عدة مرات، ففي البداية قال إن سوريا آمنة وليست هي تونس أو مصر أو غيرهما، وبدأ يصف واقع البلاد بالمستنقعات وساكنيها بالجراثيم. وكان يعد بالإصلاحات منذ عام 2005 ومن ثم تراجع وقال لا يمكن القيام بها لأن الظروف غير مهيئة لذلك. ومن ثم وعد بالإصلاحات بعد اندلاع الثورة فصب الرصاص على صدور الناس العارية. وقد أعطى وعودا لقرينه إردوغان بأنه سيقوم بالإصلاحات، ولذلك كان إردوغان راكنا إلى أن أخاه وصديقه بشار أسد كما كان يصفه أنه سيقوم بالإصلاحات، ولذلك كان يدافع عنه ويرسل وزير خارجيته داود أوغلو حتى يخدع الناس بتصرفاته، ولكن الأخ والصديق خذل أخاه وصديقه. ولم يكن إردوغان على وعي يمكنه من إدراك أن أهل سوريا على وعي عال، وكان يتوهم أنه يمكن أن يخدعهم، لأنه يعمل على استغباء أتباعه ومؤيديه الذين يبررون له كل خيانة مهما عظمت. ومن شدة غباء بشار أسد قام بعد أن قتل وسجن عشرات الآلاف وشرد مئات الآلاف واستخدم أسلحته الثقيلة ضد الناس المطالبين بحقوقهم سلميا قام بتعديلات دستورية وإجراء انتخابات بعد فوات الأوان فيلجأ إلى تطبيق الخطوة الأولى بعدما سار في تطبيق الخطوة الأخيرة من البداية. فلو كان بشار ونظامه على درجة من الوعي ولو قليلا لقاموا ودرسوا الواقع ونظروا نظرة بعيدة حتى يدركوا الواقع ولأسرعوا إلى القيام بالخطوة الأولى وهي إجراء تعديلات وإصلاحات وانتخابات، بل إجراء تغييرات جذرية وأولها تركه الأمور لأهلها يقررون ما يشاؤون، لا أن يقول سوريا لا تشبه تونس ومصر وغيرهما من البلاد وهناك مستنقعات وجراثيم سيعمل على إزالتها، أي سيلجأ إلى القتل والبطش والتدمير كما فعل وما زال يفعل. ولذلك اعتبر النظام السوري نظاما فاشلا على كافة الأصعدة بسبب ما يتمتع به القائمون عليه من غباء ومن فكر فاسد. واستمرار هذا النظام طوال أربعة عقود في حماية أمريكا وكيان يهود وغيرهما من الدول له واستعماله كافة الممارسات البشعة والإرهابية ضد الناس.
———-
نقلت صفحة الشرق الأوسط في 5/12/2012 عن فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة “الشؤون الخارجية” الروسية ورئيس “فريق السياسات المؤثرة” وهو على علاقة وثيقة بدوائر الخارجية الروسية نقلت عنه قوله في مقابلة تلفزيونية أن “الأشخاص الذين بعثتهم القيادة الروسية للقاء الأسد قبل أسبوعين وصفوا حال الأسد بأنها حال رجل فقد كل أمل في الانتصار أو الهروب”. وقال : ” إن حاول الأسد أن يذهب فإنه سوف يقتل على يد جماعته، فإن الطائفة العلوية لن تسمح له بالابتعاد وتركهم يواجهون الانتقام، إذا كان سيبقى سيقتل على يد خصومه، فهو واقع في فخ كبير، والمسألة ليست في يد روسيا أو غيرها، إنها مسألة بقائه الجسدي “. ونقلت تصريح بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله : ” إن روسيا مستعدة لتقديم المساعدة إلى أي من مواطنيها الراغبين في مغادرة سوريا “.
فروسيا التي دعمت النظام السوري ورئيسه بشار أسد بشكل علني قد أدركت أن هذا النظام ورئيسه أصبحا على وشك السقوط وبذلك وجهت نداء لرعاياها لمن يريد المغادرة فستؤمن لهم ذلك. ويظهر أن الأسد أصبح كالقذافي عندما تخلت عنه سيدته بريطانيا وتخلى عنه حلفاؤه في الغرب والشرق، ففقد كل أمل في الانتصار أو الهروب فلقي مصيره المشؤوم. وبشار أسد فقد كل أمل في الانتصار أو الهروب عندما بدأت سيدته أمريكا تتخلى عنه وتبحث عن البديل ولذلك أسست المجلس الوطني والائتلاف وأمثالهما من المجالس والأدوات، وبدأ حلفاؤه في الشرق وعلى رأسهم روسيا يتخلون عنه ويبحثون عن حلول تنقذ موقفهم العلني، فقد أوردت فرانس برس ورويترز في 4/12/2012 تصريحات بوتين في أنقرة حيث قال: “سنكون على اتصال مع تركيا لمتابعة العمل معا حول وسائل تطبيع الوضع في سوريا”. ومعنى ذلك أن الرئيس الروسي يعلن استعداده للسير مع أمريكا وعملائها في أنقرة فيما يتعلق بالوضع في سوريا، وذلك لعلمه أن بشار أسد وهو ليس عميلا لروسيا وإن كان صديقا لها ولكنه عميل لأمريكا وقد بدأت أمريكا تتخلى عنه وتتهيأ لما يمكن أن يتمخض عنه الوضع في سوريا من نتائج، لأنها أي أمريكا لم تستطع أن تفرض عملاءها على الشعب السوري وأن هذا الشعب يتجه نحو تأسيس دولته على أسس دينه الحنيف بإقامة نظام الخلافة كما يلاحظ المراقبون في أمريكا وبلاد الغرب كافة. ومن الأساليب الأمريكية إخافة الناس بالسلاح الكيمياوي واستعمال ذلك ذريعة للتدخل في سوريا لمنع الشعب السوري من إقامة النظام الذي يريد. وهي تريد أن تفرض عليه النظام الديمقراطي بالقوة وبالإرهاب وبكل الوسائل.
وقد حذر وزير خارجية روسيا لافروف في 1/12/2012 كما ورد في صفحة روسيا اليوم من “سياسة تطبيق الديمقراطية بالحديد والدم” التي يتبعها الغرب، في الوقت الذي تتبع فيه روسيا نفس سياسة الغرب بدعم بشار أسد ليحافظ على نظامه بالحديد والدم. وحذر لافروف الغرب من أن “فرض أنظمة اجتماعية واقتصادية على دول أخرى يثير في معظم الأحيان رد فعل معاكسا لما هو مرغوب فيه ويمكن أن يساعد في تعزيز مواقف المتطرفين والقوى الرجعية ويؤخر وقوع تغيرات ديمقراطية بالفعل” ويقصد بذلك تمسك المسلمين بإسلامهم وإصرارهم على تطبيقه رافضين للديمقراطية المفروضة عليهم كما هو حاصل في الشيشان وفي آسيا الوسطى. ولذلك أشار إلى “أن أحدا لا يفهم في حقيقة الأمر ما سيطرأ على الشرق الأوسط من تغيرات”. لأنه يرى الغرب يعمل على فرض الديمقراطية بالقوة على شعوب الشرق الأوسط وهذه الشعوب ترفض ذلك. ولكن الغربيين الذين يتبنون الديمقراطية من الأمريكان وسائر دول الغرب ويقولون أن الديمقراطية هي أن يختار الشعب نظامه من نفسه وبنفسه لا أن يفرض عليه بالقوة. ولكن في الحالة السورية وغيرها من الحالات في العالم الإسلامي تفرض الديمقراطية على الشعوب المسلمة بالقوة وبالقهر والترهيب والتهديد لا باختيار الشعوب. فيلاحظ كل متتبع أن الغرب يتناقض مع نفسه مما يثبت كذبه وخداعه، ويثبت أن الديمقراطية هي عبارة عن نظام استبدادي يفرض على الشعوب فرضا، وأنها وسيلة لفرض الهيمنة الاستعمارية الغربية لا غير.
———-
نشرت وكالة فرانس برس في 6/12/2012 تصريحات رئيس كيان يهود شمعون بيرس تتعلق بثنائه على رئيس السلطة الفلسطينية حيث قال: “إن الرئيس عباس ما زال شريكا جادا للسلام على الرغم من نجاح المسعى الفلسطيني في الحصول على وضع دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة”. وقال بيرس: “لقد أظهر شجاعة ليس فقط من خلال الذهاب إلى الأمم المتحدة والتي أعتقد من ناحية الوقت بأنها كانت في الوقت الخطأ، ولكنه وقف وقال أنا ضد الإرهاب وكان مع السلام”. فرئيس كيان العدو يمتدح عباس لثقته في ولائه ليهود عندما يقول أنا ضد الإرهاب أي ضد الجهاد لتحرير فلسطين من يهود، ويصف عباس هذا الجهاد بأنه إرهاب وحقارة، وأنه مع السلام إلى الأبد لكيان يهود المغتصب لفلسطين. ورئيس كيان يهود لم يعترض على ذهاب عباس وطلبه أن تكون دولة مراقبا غير عضو بل اعتراضه على التوقيت معتبرا ذلك حصل في الوقت الخطأ وليس كون العمل خاطئا. لأن اعتراف عباس بأن فلسطين هي الضفة وغزة فقط وإلى الأبد ومنطقة احتلال عام 48 هي إسرائيل إلى الأبد أكبر نصر ليهود وهو حلمهم وحلم حلفائهم كافة. وما يريده كيان يهود هو المفاوضات أولا ومن ثم يجري الاعتراف بدولة فلسطين في مناطق من أراضي الاحتلال عام 67. لأن هناك اختلافا على حدود هذه الدولة وعلى عودة اللاجئين حيث تنازل عباس عند قبوله بدولة في حدود 67 عن عودتهم إلى مدنهم وقراهم ومزارعهم في منطقة 48. وقد أعلن عباس تنازله عن حق عودته إلى قريته في منطقة صفد. فعباس لم يتحرك إلا حسب أوامر سيدته أمريكا التي تريد أن تضغط على يهود لتحقيق مشروعها بحل الدولتين في فلسطين وإن أظهرت أنها ضد الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة ولكنها لم تقم بأي عمل يعرقل ذلك، بل ان عملاءها كافة أيدوا القرار بدافع منها حتى لا تظهر ليهود أنها ضدهم وحتى تظهر لغير الواعين من أهل فلسطين وغيرهم أن هذا القرار اتخذ رغما عن أمريكا حتى تجعلهم يؤيدون خيانة عباس. فكل من يقبل بدولة في منطقة الاحتلال عام 67 يكون قد اعترف بكيان يهود على منطقة احتلال عام 48 ويكون قد تنازل عن حق عودة اللاجئين أي حق أهل هذه المنطقة وأهل البلد في العودة إلى منطقتهم وبلدهم، ويكون قد اعترف ليهود باغتصاب فلسطين وأقرهم عليها مخالفا لدين الله الذي حرمها عليهم. وإذا ادعى أحد من المتنازلين الذين يقبلون بإقامة دولة فلسطين في حدود 67 قائلا إننا نترك تحرير فلسطين للأجيال القادمة ونقبل بجزء منها مرحليا يكون قد تخلى عن مسؤوليته في العمل على تحريرها، ويزيد الأعباء على الأجيال القادمة في التحرير، لأن كيان يهود سيتركز أكثر، وأمريكا وأوروبا وكافة دول العالم ستزيد من دفاعها عن كيان يهود، لأنه أصبح كيانا مشروعا باعتراف أهل البلد به، ولا يحق لأهل البلد الأصليين من المسلمين أن يطالبوا بفلسطين فيكونون قد أقروا بوجود كيان ليهود على أرضهم وتنازلوا لهم عن هذه الأرض. ورغم ذلك فإن الأخبار تنقل عن الواعين والمخلصين من أهل فلسطين أنهم يرفضون إقامة دولة في حدود 67 ويطالبون بتحرير كل فلسطين وإخراج يهود المغتصبين منها، ويقولون بأنهم لن يتنازلوا عن شبر واحد من فلسطين، وسيعملون على تحريرها، وإذا وافتهم المنية قبل ذلك سيسلمون الراية لأبنائهم وأحفادهم حتى لو دام الجهاد مئات السنين، ويرون أن الطريق الصحيح ليس إقامة كيان هزيل يسمى دولة في منطقة احتلال 67 وإنما بإقامة دولة إسلامية في المنطقة تعلن الجهاد لتحرير كل فلسطين.
———-
ذكرت وكالات الأنباء في 8/12/2012 أن اجتماعا لقوى معارضة سورية تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ودول الخليج والأردن في مدينة أنطاليا التركية وأبعدت رياض الأسعد عن قيادة الجيش الحر وعينت مكانه سليم إدريس قائدا لهذا الجيش. وعين مصطفى عبد الكريم معاونا له، وعبد القادر صالح مساعدا لرئيس الأركان. وذكرت الأنباء أن ثلثي القيادة على صلة بالإخوان المسلمين السورية التي انضمت للمجلس الوطني الذي أسسته أمريكا وتنازلت عن برنامجها الإسلامي وقبلت بالنظام الديمقراطي العلماني في وثيقة العهد التي أصدرتها في 25 آذار الماضي، واشتركت في الائتلاف الذي أسسته أمريكا في قطر وعينت عليه معاذ الخطيب. وقد ادّعى المجتمعون تحت إشراف أمريكي أن التمثيل كان لكل القوى العاملة في سوريا. ولكن القوى المجاهدة على الأرض بدأت تعلن رفضها لذلك مدللة أن ذلك لعبة أمريكية مع حلفائها الغربيين وعملائها في تركيا والأردن والخليج لحرف الثورة عن توجهها الإسلامي وهي على وشك تحقيق الانتصار حيث يصر المجاهدون على إقامة الخلافة ويرفضون النظام الديمقراطي العلماني. ويظهر أن أمريكا وحلفاءها وعملاءها يريدون أن يتصدوا لإقامة الخلافة بقوى محسوبة على الإسلاميين وقد تخلت عن برنامجها الإسلامي وصارت مع أمريكا وعملائها في سبيل تحقيق مناصب ومنافع. لأن المجاهدين يقولون إذا تخلى هؤلاء عن تطبيق الإسلام وإعلان الخلافة فماذا يريدون إذن إذا انضموا إلى صفوف عملاء الغرب سوى المناصب والمنافع. ولذلك سيعمل المجاهدون في سوريا على إفشال خطط أمريكا وفضح عملائهم والذين انضموا إليهم.