Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الدعوة إلى الاستفتاء على الدستور


الخبر :

السبت 1 ديسمبر 2012، دعا الرئيس محمد مرسي جموع الشعب المصري إلى الاستفتاء على الدستور يوم السبت الموافق 15 ديسمبر وذلك في كلمته أمام الجمعية التأسيسية أثناء مراسيم تسليم الدستور الجديد حيث قال: (( وأنا بصدد دعوة الأمة للاستفتاء على الدستور سأصدر قراري اليوم بالدعوة للاستفتاء على مشروع الدستور وذلك يوم السبت 15 ديسمبر 2012 والذي أدعو الله وأتمنى أن يكون يوما جديدا في مصر الديمقراطية )).

التعليق :

1- إن دعوة الناس إلى الاستفتاء على مشروع الدستور إقرار بأن السيادة للشعب وليست للإسلام لأن إقرار الناس للدستور يجعله ملزما ومطبقا وهذا يعني أن المشرع لتنظيم علاقات الناس هو البشر سواء بوضع المواد أو بإقرارها (الموافقة) على مواد الدستور، وهذه نظرية غربية تناقض العقيدة الإسلامية لأن السيادة في الإسلام لله وليست وللبشر حيث قال تعالى: ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ، وقال: ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )، وقال : (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) ولم يقل لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم وهو من هو فاحكم بما رأيت!

فالدعوة للاستفتاء لأي دستور وضعي هي دعوة للاستفتاء على الطاغوت الذي أمرنا الله جل جلاله أن نكفر به وحدد لنا معاشر المسلمين موقفنا منه حيث قال تعالى: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً ) والاستفتاء على الدستور جريمة لأنها اعتداء على حق الله في التشريع فالمشاركة إثم وجريمة، فما بالكم بحكم الداعي لهذه الجريمة!

2- إن مسألة تأسيس الدساتير الوضيعة بعد الربيع العربي هي في حقيقتها وأد لحركة الأمة لأن أساس الدستور بقي كما هو فمصر بعد الثورة هي مصر قبلها وبعيدا عن العملية التجميلية لها فلا زالت مصر جمهورية تستمد سيادتها من الشعب والشريعة أحد مصادر التشريع وليست مصدرا وحيدا والفصل بين السلطات والحريات والديمقراطية من المفاهيم الرأسمالية الفاسدة.

3- إن التقنين البشري لتنظيم علاقات الناس لن يخرج مصر من ضنك العيش والبطالة والفساد ومن التبعية للغرب سياسية أو فكرية، لا بل إن ضنك العيش نتيجة شرعية حتمية قال تعالى: ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ) وهذا الضنك معدود على الإسلام فكرا وممارسة وله أثر سيئ على الرأي العام عند الأمة فمن يبوء بإثمه.

4- إن مصر الكنانة ما كانت يوما إلا بالإسلام كيانا سياسيا تطبق شرع الله وتقيم الحدود وتحمي الثغور وتعلن الجهاد فتعيد ما اغتُصب من أرض الإسلام وتوحد بلاد المسلمين، ولنا في التاريخ عبرة في الأمس القريب يوم توحدت مصر مع الشام كيف قضت على بقايا الصليبيين حيث أذاقتهم مرّ الهزائم فمن لنا بصلاح الذين يوحد شمل هذه الأمة ويعيد لها سيرتها الأولى يا أهل مصر الكنانة ألستم الأحق بهذا الموقف الذي يشرفكم الله به في الدنيا والآخرة.

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم )

 

 

 

حسن حمدان – أبو البراء